إلهام السيابية
انت إمرأة فاشلة ..فاشلة
ماتزال تلك الكلمات ترن في اذنيها وكأنه يحدثها مباشرة ..منذ ان تطلقت منه..وبدات مشواراً جديداً في حياتها….هل تعود له الان بعد ان تعودت على حياتها الجديدة ..بعد ان نسيت الضرب والشتم ..بعد ان تحطمت نفسها امام من تحب بعد ان اصبحت تعول نفسها وابيها من بعد ان كانت تطلب المال وتشحذه شحتا من من..من زوجها رغم انه مالها..اتعود له ؟؟؟
هذا والدها وهو يردد عليها محاسن زوجها السابق الذي يطلب العوده ويحن لها من جديد ..((توقفي عن التفكير في هذا الأمر )) هكذا فاجأتها صاحبتها هدى وهي تقطع عليها حبل أفكارها .. وهل جننت لاعود،،
فلما ياخذ منك الأمر هذا الوقت في التفكير ؟؟
احاول ان اجد طريقه اتخلص منه نهائيا …
(( تزوجي غيره))
داهمتها هدى بهذا القول وكأنها تعطيها الحل ..ولكن أين فارس الأحلام الذي ينقذها من هذا الزوج …ويوافق على زوجه لا تنجب ..ضحكت وقالت : الذي يسمعك يقول : إن المعاريس مصطفه على الأبواب… (( انت لا تعطين نفسك فرصه للتعرف على أشخاص آخرين ))
(( لا اريد ان أندم من جديد ))
((ولكن الرجال يختلفون من شخص لآخر ))
(( الرجل رجل مهما اختلف …
((صحيح ..ولكن ليسوا مثل بعض ))
بدأت اشك بأنك تخفين أمرا عني !!
(( عليك ان تكتشفي بنفسك ))
ماذا …حاولت ان تعرف ما يجول بخاطرها ..ولكنها لم تعرف ما تقصد …تنفست الصعداء بحضور العملاء إلى مكتبهم …وانشغلتا في العمل ..
وصلتها باقه ورد ..ككل مره تنتهي من النجاح من مشروع عمل ..كانت تصف الورد في مزهريه المكتب ..عندما بادرتها هدى …
(( الم تعرفي بعد من يرسل هذه الورود ؟؟
((ماذا ؟؟ ولكني كنت أظن انها من أصحاب العمل اللذي نعمل معهم ؟))
انت بلهاء …وخرجت
جعلتني في حيرة من من هذا الورد …هل هو زوجي السابق ويريد الاعتذار …ولم أكن أعرف..تأملت الورود ووجدت اسم المحل بكرت صغير ..اتصلت بالرقم وسألت عن الورد وصاحبه ولكن الساعي اجابها قائلا: لا اعرفه . وبعد المحاضره التي أعطتها للرجل قال لها :حسنا اذا جاء مره أخرى سأتصل بك.. واخبرك انه هنا ..بدون علمه …
واتفقوا على السريه …وفي يوم اتصل صاحب محل الورد بها فطارت كالمجنونه ..تريد أن تعرف..من صاحب الورد ان كان زوجها ستفكر في العوده له ولكن بشروطها ..ولكن ان لم يكن هو ..ترى من سيكون ؟؟ تأملت وجه الرجل بحياء وهي تقول له :
جمال ؟؟ هذا انت ؟؟
تفاجأ جمال بوجودها في المحل ..وهو يقول لها : لماانت هنا ؟؟
إجابته بتلعثم..لاعرف من صاحب الورد اللذي يرسل لي وردا لمكتبي كل شهر ..
فقال الرجل : جئت لأخذ الورد لحبيبتي …
إذن لم يكن هو …تنفست دلال بهدوء ..(( سامحني ظننتك انت ))
(( اكيد لا ..يجب أن أسرع حتى لا أتأخر عليها ))
احضر البائع الزهور ونظر لجمال وهو يقول له :
هل ابعثه لنفس المكتب الهندسي ككل شهر يا سيدي..؟؟
تلعثم الرجل وخرج مسرعا ..
اذا هو من كان يبعث الورد إليها…
مر شهر كامل لآخر مره استلمت فيها الورد من جمال ولكنها هذه المره لم تجد وردا ينتظرها في المكتب ..وسألت نفسها ..ماذا فعلت …؟؟ ولكن لما لم يخبرني بمشاعره من قبل لما أخفى حبه كل هذه السنين …مر شريط طويل أمامها كانوا في مقاعد الدراسه الجامعيه ولكنها لم تهتم يوما لامره رغم شهامته المعروفه بين الطلبه .. وسرعته في الاستجابه لكل طالب حاجه..كيف لم الحظ اهتمامه …تذكرت لحظه علموا بخطبتهاظل ينظر إليها..الان علمت لما ..انخرست الكلمات في صدره وتألق الحزن في وجهه ..كان حبا من طرف واحد …رغم أنها لم تكن تكرهه بالعكس أحبته كثيرا ولكن حب احمد كان طاغياعلى صوت سماع اي صوت اخر ..
فاجأتها طرقات خفيفه على باب مكتبها فظنتها هدى …
وهي مشغوله التفكير بجمال ..
(( هل استطيع الدخول ))
تسارعت دقات قلبها لسماع صوته ونظرت إليه وهو يحمل باقه في يده ..معلنا لها قائلا :
كنت ولا ازال احبك …فهل تقبلين بي …زوجا…
لم تجبه…لم تعرف ما تقول له فبحضوره توقفت اللحظه عندها وأصبحت لا تتنفس ولا تشعر بما حولها كاد أن يخرج ويعلن استسلامه ولكن صوتها الخفيف اوقفه…وهي تقول :
لا تذهب ..
تأملت عينيه فعرفت ما تريد ….
كان زوجها السابق احمد محقا عندما قال لها انها فاشله …لقد فشلت في معرفت الحب الحقيقي اللذي كان يحيط بها طوال حياتها وهاهيه الان تجدد العهد مع نفسها وتقول له :
هل ستتركني من جديد …
نظر لها بعمق وهو يقول :
وهل جننت لاقتل نفسي مرتين..
لم اعرف معنى الحب الا معك ولم احب امرأه في حياتي كما أحببتك…
لقد عاهدت نفسها ان لا تتركه يرحل ..ان لا تضيع حبا صادقا تجاهلته فيما سبق لانها لم تنظر جيدا حولها …الان ستبدأ صفحه جديده .. قويه …بكلمه الفشل هي من جعلتها اقوى …لتبحث عن نفسها وذاتها…لوحدها مع من تحب ….