بقلوب مطمئنة وراضية بقضاء الله وقدره؛ ولاية صحم تستقبل اليوم خبر وفاة صاحب اليد الكريمة وصاحب التبرع السخيّ الذي لن ينساه القريب والبعيد، إنه الوالد سيف العامري الذي أسعد الجميع بتبرعه ببناء وحدة غسيل الكلى بالولاية..
رحل بعد أن ترك إرثا عظيماً سيُذكر به بالدعوات والتي ستصله لتنير له عتمة قبره، إنه لم يرحل هكذا من الدنيا بل صنع فيها واقعاً بهيجاً، واقعا ليس ككل ما يتوقعه الآخرون.
اليوم وقبل اكتمال مشروعه الخيري سيبكيه مرضى الكلى وذويهم بما قدم به من تسهيل لهم، رحل بمشروع عمره الذي لم يكن يرجو من وراءه سوى الدعاء ولربما كان لو بوسعه اكتمل قبل هذا اليوم الذي نستقبل به خبر وفاته؛ ولكن قضاء الله سبق ذلك..
“وإذ قال ربك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة” إن الله خلق الإنسان ليكون خليفته في الأرض وليسعى بعمل الخير لمن حوله وعمارة الأرض، وما أبهج تلك المساحات التي يختار الله به عبد من عباده ليسعد الآخرين بها، وإنك أيها الوالد سيف كنت خليفة الله في الأرض.
إنك كنت موقناً بأن حلمك هذا الذي بدأت به سيكون واقعا يوما ما، وها هو مشروعك يكبر؛ إلا أنك رحلت قبل أن يكتمل لترى مشروع عمرك مكتملا أمام عينيك ولتخطو خطوات أقدامك بين ممراته، كم أتخيل تلك اللحظة وأنت تعانق السماء فرحا بما صنعته في دنياك من عطاء ومن أعمال بينك وبين الله.
وإني أعزي ذويه وأن يلهمهم الله الصبر والسلوان لمصابهم الجلل وأعزي مرضى الكلى بمن أسعدهم بخبر ليس ككل الأخبار..
فما أعددنا نحن من مشاريع دنيوية لترحل معنا في آخرتنا كم أحزنني خبر وفاتك أيها الرجل العظيم وإني أسطر حروفي بنزف من الآهات لمصابكم وهذا قدر الله وقدره لكم ولنا، وسنظل نذكرك بأفعالك ولن تنسى فصدقتك جارية فنم قرير العين فلديك تجارة لن تبور..
منى بنت حمد البلوشية