بدرية السيابية
أيعقل أنه قد أصبحت المنازل كالفنادق، للنوم ،والأكل والراحة ؟بدون مراعاة من يسكنون في تلك المنازل !يأتي الابن لزيارة والديه ،يأخذ فنجان قهوته وبسرعة البرق يرتشف منه،ويسابق للخروج سريعا ،وكأن وقته أثمن من وقت الجلوس مع والديه،صحيح أنه لديك أعمالك وأمورك الدنيوية ،ولكن أنت تستطيع اللحاق بكل تلك المشاغل فتريث قليلا ،واجلس معهم واستمع إليهم ماذا يحتاجون منك ،، لا تحسسهم وكأنك شخص غريب جاء لزيارتهم نصف ساعة أو أقل من ذلك ،،فهم بحاجة إليك فأنت فلذة أكبادهم ،،إذا أنت انعزلت بعيدا عنهم بمنزلك الخاص ،،وأشغلتك الدنيا بمشاغلها،،فلايمنع أن تخصص حتى ولو يوما واحدا للجلوس معهم،مصطحبا زوجتك وأولادك ،واغرس دائما في نفوسهم الإحترام والمحبة لأهلك وخاصة الأبوين ،عودهم على الزيارة المتواصلة ،وأن صلة الأرحام واجبة ،وفي النهاية فأنت عندما تكبر ستجد كل ما عملته في والديك خيرا ،ستجد ثمرة عملك ترجع إليك بأفضل حال فكما” تدين تدان ” ،،فأنت لا تعلم كمية سعادتهم وأنت جالس وحاضر بينهم ،فلا تحرمهم من هذا الشعور ،،ستلحق على عملك وكل شي يتأجل إلا لحظة جلوسك مع والديك فهم مصدر كل ما أنت فيه من راحة بال، ورضى ،،فدعواتهم مستجابة لأنها صادقة ونابعة من قلوبهم الطاهرة فرفقا بهم،،فليس البر أن أقدم لهم الطعام ،والشراب فقط فهذا من واجباتك المفروضة عليك فهم أحق من أي شي آخر وكأنك تتصدق عليهم ،فأنت من تحتاج لدعوة أمك حين ترفع كف يدها للخالق ،لتنثر عبير دعواتها لك ،،،، ،،،فالأم ملاك على هيئة بشر تعطي دون مقابل ، لتجد كل تربيتها وتعبها على ابنتها أو ابنهابشكل إيجابي يسعدها فهي مسوؤلة أمام خالقها عن ذريتها وعن زوجها وبيتها،ولو عبرت عن الأم فهناك كلام كثير جميل ،ولكن لا أريد الإطالة عليكم بمقالي هذا كما أنه نلاحظ البعض عند زيارتهم للأهل يتركون أطفالهم يسرحون ويمرحون بدون مراقبة في بيت الجدة والجد ويفعلون ما يحلو لهم، فبعض البنات لا تساعد الأم في التنظيف والتنظيم ،فهي لا تكلف نفسها في تهدئة الأوضاع مع أطفالها الصغار وتعلمهم بعض السلوكيات الصحيحة كمراعاة كل من يسكن في ذلك المنزل ، فالجدة من طيبة قلبها ،،لا تنفعل ولا تتضائق حتى لا تفقد أو تحسس ابنتها بأمر يزعجها فما أعظمها من أم ،،،،لذلك قبل أن تتوجهي أو تتوجه لزيارة الأرحام أخبروا أطفالكم كيف هو السلوك الحسن والصحيح حتى لا تجدوا من ينتقدكم في بعض الأمور ،،، «وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا » فحقا نرحمهم بالكلمة، والبسمة ،واللين،والعطف، فهم من تعبوا في تربيتك ،حتى أصبحت الآن على ما أنت عليه ،،،فمن كان له أم وأب فهي فرصة عظيمة لتجلس معهم وتسمع أصواتهم وتعوضهم بما هو جميل في حياتهم ،،فإذا انتقلوا لرحمة خالقهم فادع ربك أن يرحمهم ،ويغفر لهم ….اهتموا بأمهاتكم وأبائكم ،وامسكوا بأبيدهم ،فهم تعبوا في تربيتكم حين كنتم صغارا ،والآن كبرتم ،فالأم جنة ونعمة من عند الخالق ،حنونة،فاذكروهم بدعوة صادقة فكثيرا ما نسمع عن بعض القصص القاسية بحقهم ، فأنت إذا احتويتهم ،أخذت أجرهم ما داموا هم بينك عائشين ،وما أجمل الدنيا بوجودهم بيننا ،،فليبارك الله في عمر كل أم وأب عائشين على وجه الأرض ،،وليرحم الله كل أم وأب غادرا هذه الدنيا .