شعر : هلال بن سالم السيابي
١ أثرها يبلغ الدنيا مداها
وسر بالرائعات لمنتهاها
٢ وصك الخافقين بخيل سبق
وقبٌل من أسرٌَتِها الجباها
٣ وأرسلها العراكَ جيادَ زهو
فكم دارت بساحتِهِ رحاها
٤ وكم سبقت بميدان ، ونافت
وكان السبق بعضا من حلاها
٥ وكم سجعَ الحمام بها وغنى
فسل روضاتها عما دهاها
٦ أجلْ لم يسلُ روضك يا بلادي
حمامُ الايك قط ولا قلاها
٧ يغادرُها لماماً ، ثم يهفو
اليها ، فالهوى أبدا هواها
٨ سجعنَ فكنٌَ أبلغ من ” جرير “
وك”الخنساء ” في واري بكاها
٩ ووافين الحواضر والبوادي
فسل ” زرياب ” عن معنى غناها !!
١٠ واشعلتِ الصبابة بالعذارى
فلجٌ غرامها وهفا صِباها
١١ فمالي لا أهيم ولي فؤأد
أعلٌَته الحمائم من حداها
١٢ وروٌَته القصائد سائرات
بمثل الخمر يَسكُر من حساها
١٣ إذا ذكر العهود
وقد تقضت
زواهرَ أنجمٍ ، وهدىً تماهى
١٤ رَنَت بفؤاده غرر الليالي
وكيف بها الزمان سما وتاها
١٥ وما بالفخر ذاك وأيٌُ عابٍ
اذا ما افترٌ شعري عن ضحاها
١٦ وبتٌُ أضمٌُ جيدا مشرئبا
علا فوق السها مجدا وجاها
١٧ وقبٌَلت السموات اللواتي
أظلت روضها ، وحمت حماها
١٨ وجئت بحسن لؤلؤها نظيما
وبت أتيهُ مرتديا رِداها
١٩ بلى ، فلتخشع الأركان مني
لمجد قد ملأت به الشفاها
٢٠ سلوا التاريخ فهو أجل راياً
ألم تفخر به دوما رباها !!
٢١ كأن من الضحى هبطت فلاحت
كمثل الشمس تشرق في ذراها !!
<<>>
٢٢ سلاما يا عمان المجد هذا
فؤادي ، كم بحبك قد تباهى !!
٢٣ يسامر فيك مؤتلق الليالي
وينشد أعصراً بك ما سلاها
٢٤ وهل يسلو فؤاد الصب يوما
عهوداً بالسما ربطت عراها
٢٥ ونازعتِ الملائكَ ، واستجاشت
بمثل الشهب ُتُشرِق في سماها
٢٦ صنعتِ المجد – يا بلدي – مضيئا
وطُلتِ الدهر عزاً وانتباها
٢٧ وصغت قصيدة التاريخ حلما
سترويها الليالي في سراها
٢٨ ولو لا أن يقال به غُلُوٌُُ
لقلت الشمس تسطع من ضياها
٢٩ وماحُبٌِي لأرضي بالمحابي
ولكن العلى أوحت هواها
٣٠ وألهمتِ الفؤادَ فجاشَ شعري
وكان متى دعته هوىً أتاها
٣١ فلم تبعد خطاه وإن تناءى
وما إن ضل يوما عن خطاها
٣٢ على أني بكل ديار قومي
لصبٌُ القلب ، أفدي من فداها
٣٣ أهيم بمجدها ، وأتيه تيها
بمحتدها ، وأشمخ في ثناها
٣٤ ويطربني حمام الأيك منها
أذا سجعت ، ويلهمني حداها
٣٥ ولو نأت الديار بنا ، فإنا
نبتنا كالنجوم على سماها
٣٦ فمسقط كالرباط هوىً وشجواً
ونزوى كالجزائر في علاها
٣٧ ولي بالشام والحرمين شجوُُ
ولي بالرافدين هوىً تناهى
٣٨ وفي مصر حكى الهرمان شعري
وجاش بتونس صدري وتاها
٣٩ دياري ما حييتُ وبيتُ شعري
وإن أرسلتها آها فآها !!
٤٠ سأحمل حبها ما عشت عمري
وأرمي من بنابية رماها !!
<<>>
٤١ ويا فيحا سمائل يا لباةً
ويا سَمَرَ العذارى في صِباها
٤٢ عهدتُكِ و الجلالُ عليك بردُُ
إلهيُُ، ومجدُكِ لايضاهى
٤٣ تمور بك القوافي ساحرات
كأن من الخلود هفا شذاها
٤٤ وتعرف فيك منيتها جلالا
وتعزف منك مولعةً غناها
٤٥ فأنت بكل أغنية هتاف
وأنت لكل رائعة غواها
٤٦ براكِ الله مهداً للقوافي
وخارَ لك الفرائد واجتباها
٤٧ فانت سمائل الفيحاء ساح
كأن الله للشعر اصطفاها
٤٨ فلا عجب اذا أنجبت فذا
من الافذاذ ، يتٌَقِد انتباها
٤٩ ويعبث باللألئ والدراري
عقودا طوٌَق الدنيا حلاها
٥٠ وأرسلها شواردَ خالداتٍ
كمثل الآي تمشي في هداها
٥١ رأى الدنيا بعين النسر ، فانظر
ألم يبلغ من العليا مداها
٥٢ تألٌق ناشئاً بذرى المعالي
وسار مع الثواقب في سٌراها
٥٣ فما عجزت خطاه عن الثريا
و لكن دون عالمه اجتباها
٥٤ أتى من بعد
” ناصر ” يقتفيه
ومن شهد العباقرة اقتفاها !
٥٥ ولم لا وهو ابن الشهب قدما
اذا ما شع نورا من ضياها !!
٥٦ به من آله العظماء روح
يدوٌِي في جوانبه صداها !!
<><>
٥٧ سلاما يا بني وطني سلاما
يقبٌّل من أسرٌَتكم سناها
٥٨ مضت أجيالنا جيلا فجيلا
ومجد عمان يعبق من نداها
٥٩ فقد حملوا الأمانة وافتدوها
وخير الناس طرا من فداها
٦٠ سلوا “الصلت” بن مالك و”المهنا “
و”قيد الارض” كم رفعوا لواها
٦١ و”ابن سعيد” بعدهم ، وشهب
أتوا من آله وبَنَوا علاها
٦٢ أما نزلوا السماوات الأعالي
وكانوا شهبها وسنا ضياها
٦٣ فهيا يابني وطني جميعا
نحييها ، ونرفع من قناها
٦٤ لعل ألله ينشئ من بنيها
رجالا كالكواكب في سماها
٦٥ تسير بهم عمان الى الثريا
الى أن تبلغ الدنيا مداها !!
١٤ ربيع الأول ١٤٤٤ هج
١٠ أكتوبر ٢٠٢٢