في معرض احتضنته قاعة «رواق الفنون» بالنادي الثقافي
اليوم .. افتتاح رواق المعرض لعامة الجمهور حضوريا وسط إجراءات احترازية –
كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي :
تصوير ـ شمسة الحارثية :
يقول المفكر جوزي کردوشي “الفنون والآداب هي الانبثاق الأخلاقي للحضارة، وهي الإشعاع الروحي للشعوب” بهذه العبارة يستهل معرض الفنون التشكيلية “أبعاد تشكيلية” نسخته الأولى بمشاركة 45 فنانا، يشارك إضافة إليهم 135 فنانا ضمن النسخ الثلاثة المتبقية المؤمل إقامتها تباعا في 24 أكتوبر، و8 ديسمبر، و24 يناير من العام المقبل بواقع 45 فنانا في كل نسخة..
“أبعاد تشكيلية” الذي احتضنته قاعة رواق الفنون بالنادي الثقافي شهد مشاركة كبيرة من أعمال فنية مبهرة بالجمال في مجالات الفنون التجريدية والواقعية والنحتية والفن الرقمي والفن الحروفي، حملت أغلب الأعمال صبغة محلية ذات طابع حداثي تناولت فيه عمان مكانا وإنسانا وغاصت في عمق التراث ببصمة تبتعد عن التقليدية وتواكب الفنون الحديثة المتنوعة في مجالاتها ومدارسها، كما شّكلت المنحوتات في المعرض تصورا لحالات الإنسان في تفاصيل حياته والانعتاق الروحي مع القراءة أحيانا ومع الموسيقى في أحايين أخرى، ولا تقف اللوحة التي تحمل مضامين تقليدية عند لحظة ثابتة وقعت عليها عين الفنان، لكنها تبحث بالريشة عن تفاصيل عميقة تغوص فيما وراء تلك اللحظة لتنتج رؤية بصرية مخالفة لواقع أُريد أن يكون أكثر جمالا أو بطبيعة أريد لها أن تنبش الفكرة لمزيد من الفرح والزهوّ بالحياة والإنسان في تجلياته المختلفة.
فعالية أولى بعد توقف
المعرض الذي أقيم مساء أمس يعد الفعالية الأولى التي يقيمها النادي الثقافي حضوريا بعد توقف فرضته جائحة كورونا حيث أقيم الافتتاح برعاية سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة وشهد حضورا خاصا للمشاركين إضافة إلى أحمد البوسعيدي وطالب المحروقي ودينا الزدجالية من المديرية العامة للفنون بوزارة الثقافة والرياضة والشباب والتشكيلية مريم بن محمد الزدجالية ضيفة شرف المعرض إضافة إلى حضور وسائل الإعلام المختلفة.
جولة في أروقة المعرض
وقد تجول سعادة السيد راعي المناسبة والحضور في أروقة المعرض وشهدوا شرحا مفصلا للأعمال المشاركة من قبل الفنانين المختارة أعمالهم للنسخة الأولى من معرض “أبعاد تشكيلية” والتي خضعت لفرز وتقييم من قبل لجنة متخصّصة أفضت إلى نتاج إبداعي متنوع المدارس ومختلف الأفكار التي لاقت قبولا واستحسانا من قبل راعي المناسبة والضيوف الحضور.
كلمة النادي الثقافي
وبعيد افتتاح المعرض والتجول في جنباته قدم الفنان التشكيلي عبدالكريم الميمني عضو مجلس إدارة النادي الثقافي كلمة بمناسبة الافتتاح قال فيها: إن الصورة المبدعة هي تصريح يجسد استيعاب الفنان للواقع وهو يتعرض لخبرة أحداث العالم في شعوره الخاص، إنها تمثل الصيغة التشكيلية لإدراك الحياة والعالم تعادل في أهميتها الصيغة اللغوية (بواسطة الكلمات أو الصيغة الرياضية بواسطة القياس والعدد والفنون البصرية تتضمن الحياة التخيلية الكاملة للإنسان نفسه وهو يواجه الحقائق الخارجية للعالم وإذا كانت الصورة الناتجة صورة جيدة فإنها تعمل كجسر بين قلب الفنان وعقله وقلب المشاهد وعقله، وبذلك يكتسب المشاهد بصائر جديدة في طبيعة الأشياء.
وأضاف “الميمني”: أن هذا المعرض يؤكد كيف استطاع الفنان العماني أن يستجدي أبعاد الحياة في صيغ تشكيلية متنوعة من مذاهب الفن واتجاهاته وفروعه فكوّن لها هذه المنجزات البصرية فعمل على مخاطبة وجداننا واستولي على معالم الأرواح وجعلنا نتعاطف مع أيقوناته وخطوطه وألوانه وكتله، ولا ريب أن لهذا الفن دورا هائلا في حياة الإنسان سواء كان ذلك من الناحية النفسية أو العاطفية فالصورة الشكلية التي قدمها مبدعو المعرض لها وهج يسمو بالنفس كلما أمعنا النظر إليها.
تكريم المشاركين
بعدها قدم سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة راعي الحفل شهادات تقديرية للمشاركين والفريق المنظم للمعرض، كما قدّم في الختام الدكتور محمود بن مبارك السليمي رئيس النادي الثقافي هدية تذكارية لراعي المناسبة.
تجدر الإشارة إلى معرض “أبعاد ثشكيلية” يأتي حرصًا من النادي الثقافي على اكتشاف المواهب الفنية وتقديم إبداعاتها في شتى فروع الفنون ومجالاتها، حيث تمثل هذه المعارض محطة مهمة في مسيرة الفنان التشكيلي وتقربه من نظرائه الممارسين لذات المجال الفني الذي يعمل عليه، ويحصل من خلالها على تغذية راجعة تساهم في الارتقاء بمستواه الفني وتمكنه أيضًا من تقييم مستواه وتدفعه إلى مراحل نمو صاعدة في موهبته، وهي تمثل للجمهور المتذوق للفنون بعدًا مهمًا لحالتهم النفسية والمزاجية وتطويرًا لذاتهم الجمالية.