::
بيروت في 17 أكتوبر
/العُمانية/ يطرح الشاعر نزار أبو ناصر في مجموعته “ألف لام ميم..
بيروت” إشكالًا شعريًّا وشاعريًّا بطريقة متناغمة مع الأفق الحديث للقصيدة
الشعرية العالمية، الذي يمتد من عميق التراجيديا إلى فضاء الكوميديا السوداء.
ويحمل الشاعر في مجموعته
الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، هموم المطحونين ليصل بها إلى مدارك
السّماع الأعلى في منظومة التلقي والمتلقي، ليجيب على التساؤل النقدي والفلسفي
العصري عن ماهية الشِّعر وضرورته، وإلى أين يصل مَدَاه ومبتغاه في مدركات التلقي
الحديثة.
ويتضح صوت الشاعر المُتَّحد
مع الإنسانية جمعاء على اختلاف ألوانها وأشكالها، وهو صوتُها لأن الشاعر ابنها،
وقد أسس لهذا المفهوم منذ مجموعته “بدل فاقد”، مرورًا بتجلياته الشعرية
المعرفية في “يسرقون الصيف من صندوق الملابس”، إذ يثبِّت بحثه الدائم عن
موارد الرَّحمة والتَّسامح والإنسانية بصورتها العالمية.
يجرّب أبو ناصر في كل شيء؛
في البناء الشعري، وفي المضمون، وفي طريقة العرض والتقديم والتناول، بدايةً من
الغلاف حيث العنوان المائل للشّرح الأفقي المباشر سردًا لا شعرًا في تجربة تحمل
الرسائل من العنوان حتى آخر نقطة في النَّص، مرورًا بعناوين القصائد على غرار
“بيروت بعد أن فازت بالانتخابات عادت لتضارب في البورصة”، و”لِنْدا
ما زالت تزرع البرتقال وهم ما زالوا يلعبون /سُدوكو/”.
وبعد العناوين المغايرة
يلتقط الشاعر الأفكار ويرتّبها في قالب يتراوح بين التفعيلة والعمود، ضمن ثلاث
منثورات تؤسس لفكرته عن مفهومه الشِّعري، إذ يكرس مجموعته للحديث عن بيروت التي في
خاطره.
/العُمانية/النشرة الثقافية/
عُمر الخروصي