تشهد سواحل السلطنة لــمحافظات ظفار والوسطى وجنوب الشرقية خلال هذه الأيام بداية للمؤشرات الأولية لموسم صيد الحبار في مياه السلطنة، حيث توجه الصيادون الحرفيون في المناطق الساحلية لتلك المحافظات والممتدة على الشريط الساحلي لبحر العرب لبدء ممارسة هذه المهنة بهدف استغلال الفترة المسموح بها.
ويعد الحبار من الثروات البحرية الطبيعية التي تتميز بقيمتها الغذائية العالية وبأسعارها المرتفعة في الأسواق المحلية والعالمية.
ويطلق عليه محلياً باسم «الغترو» وهو من مجموعة الرخويات التي تعيش في بيئات متنوعة قاعية أو شبه قاعية أو سطحية، ويستمر موسم صيد الحبار إلى نهاية شهر ديسمبر.
وقد أكملت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في المديريات العامة للثروة السمكية بهذه المحافظات استعدادها لإنجاح هذا الموسم الذي يعد ذا أهمية اقتصادية واجتماعية للصيادين الحرفيين والقاطنين على المناطق الساحلية بالمحافظات.
وأوضح سالم بن سلطان العريمي مدير دائرة التنمية السمكية بولاية جعلان بني بوعلي بالأشخرة: أن الإحصاءات السمكية الصادرة من دائرة الإحصاء السمكي والمعلومات بالوزارة والمتعلقة بإنتاج السلطنة من الحبار التي تم إنزالها بالسواحل العمانية خلال موسم 2018 م قد بلغت 16154 طنًا مقارنة بــ 9504 طن خلال 2017م ، حيث جاءت محافظة الوسطى في الترتيب الأول من حيث كميات الحبار المنزلة لعام 2018 م وقدرت بـــ 6558 طنًا تلتها محافظة جنوب الشرقية بـــــ 4137 طنًا ومن ثم محافظة ظفار بـــــــــــــ 2620 طنًا ومن ثم جاءت المحافظات الأخرى شمال وجنوب الباطنة بـــــــــــ 2140 طنًا وبعدها محافظة مسندم بـــ 381 طنًا وأخيرًا محافظة مسقط بـــــــــــ 317 طنًا .
وأضاف العريمي لوكالة الأنباء العمانية: إن عملية صيد الحبار هي ثروة وطنية ثمينة، ويعد الحبار من مجموعة الرخويات التابعة للطائفة cephalopode)) والتي تعيش في بيئات مائية متنوعة تتمثل في مناطق الشعاب المرجانية ومسطحات الحشائش البحرية والبيئات الرملية والطينية والصخرية.
ويتواجد الحبار على طول الشريط الساحلي للسلطنة وخاصة في بحر العرب الممتد من ساحل رأس الحد إلى سواحل محافظة ظفار، ويعتبر من الأسماك الموسمية التي يعتمد عليها الكثير من الصيادين حيث تشكل مصدر رزق وفير لهم.
ويتراوح سعر الكيلو منه بين 1.200 و 1.700 ريال عُماني حسب الطلب والعرض والكميات المنزلة، ويصدر الحبار إلى الكثير من الدول الخليجية والعربية والآسيوية وكذلك الأوروبية وغيرها من بلدان العالم.
وأشار سالم العريمي إلى أن المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة جنوب الشرقية ممثلة بدائرة التنمية السمكية بجعلان بني بوعلي بالأشخرة تسعى إلى بذل المزيد من الجهد الإرشادي والرقابي للمحافظة على هذه الثروة واستغلالها بالطرق المثلى لاستدامتها للأجيال القادمة.
وأوضح أن خطة الدائرة تضمنت الحد من ممارسة الأيدي العاملة الوافدة غير القانونية لصيد الأسماك والمحافظة على هذه الثروة باعتبارها مصدر دخل اقتصادي للوطن والمواطن، كما شملت الخطة ضرورة تجديد تراخيص الصيد من قبل الصيادين لكي لا تتراكم عليهم رسوم التجديد والتأخير، كما قامت الدائرة بتنظيم الكثير من اللقاءات الإرشادية الميدانية الى جانب عدد من المحاضرات والندوات التي تهدف الى توعية الصيادين بأهمية الثروة السمكية والمحافظة عليها.
وأكد مدير دائرة التنمية السمكية بولاية جعلان بني بوعلي بالأشخرة ضرورة تقيد الصيادين بالأنظمة والقوانين وبمواسم الصيد التي حددتها وزارة الزراعة والثروة السمكية.
من جانبه قال خميس بن سالم الجعفري أحد الصيادين الحرفيين بنيابة الأشخرة: إن موسم صيد الحبار من المواسم المهمة التي ينتظرها الكثير من الصيادين لما يمثله من مصدر دخل وفير لهم، مشيرًا الى أن هناك عدة طرق لاصطياد الحبار منها بواسطة الطعم الطازج وكذلك الطعم الصناعي الذي يوفر الوقت والجهد حيث يحرك الطعم ليراه الحبار ومن ثم يتم التقاطه، كما يقوم بعض الصيادين بصيد الحبار عن طريق “الدوابي” والشباك المنصوبة.
ويتم صيد الحبار على شكل مجموعات من الصيادين حيث تجد في كل قارب شخصين الى أربعة أشخاص يخرجون في الصباح الباكر ويعودون وقت الظهيرة، وغالبا ما يتعرضون للموج العالي وكذلك الرياح القوية.
كما تنشط في مثل هذه المواسم الحركة التجارية من قبل ناقلي أسماك الحبار حيث يكثر العرض والطلب على هذه النوعية من الأسماك وتنشط مصانع بيع الثلج ومعدات الصيد المختلفة.
العمانية
#عاشق_عمان