ذهبت في جولة مع أحد الأصدقاء الى شاطي العذيبة ، وإذا بهذا الشاطئ تشوهات كثيرة ، وأقصد بالتشوهات أنه لا يمكن أن تجد ساحة ممتدة على مد البصر على الشاطئ إلا وتجد هناك فيلا جميلة أو سورا كبيرا أو مجمعا سكنيا ضخما.
والحق يقال أن بلدية مسقط تحاول معالجة هذه التشوهات بعمل منتزهات خجولة أو تشجير أو ممرات منارة تمتد لكيلو أو أكثر بقليل ، ولكن وللأسف الشديد لن تجد صورة بانورامية جميلة لمنظر البحر في أي منطقة من مناطق القريبة من البحر خاصة في مسقط العامرة ، والتي من الحق والمنطق يجب أن تكون متنفسا طبيعيا للناس جميعا زوارا ومقيمين.
أن ما حصل لهذه المناطق من تشوهات وخاصة في السنوات الماضية لم يأتي من قبيل الصدفة ، وإنما هناك من أستغل قلة وعي الناس بأهمية هذه المناطق اﻹستراتيجية خاصة من الجانب اﻹقتصادي أو السياحي ، ومنهم من أستغل وظيفته وإلاستفادة من المعلومات المتاحة له لجني أكبر قدر من المنافع الشخصية ، ومنهم من إستفاد من عطايا الحكومة لسبب معين أو ظروف زمنية معينة ، إن ما حصل قد حصل في الماضي ، وعلاج هذه التشوهات سيبقى أمانة على مرتكبيها أو من شارك فيها.
والمثال الذي ذكرته عن شاطئ العذيبة هو مثال للتشوهات ، ولكم أن تتخيلوا ما قاموا به بعض النافذين اﻷنانيين الجشعين في الماضي ، والذين ضبطوا القوانيين والتشريعات والسياسات ووظفوها لصالحهم في بعض المناطق الصناعية والسكنية والتجارية والزراعية ، وأوجدوا إلاستثناءات حسب حاجتهم وفي كل مجال من حيث تدري ولا تدري ، ولا أريد أن أذكر الشواهد فمعظم الناس البسطاء يتداولها في المجالس العامة.
ولكي نكون منصفين ، فإن الحكومة خاصة بعد أحداث 2011م تحاول ساعية أن تكون حذرة في بعض المواضيع الحساسة خاصة التي تتعلق بحياة المواطن اليومية ، ولنحسن الظن فيهم أنهم ساعين للأفضل بإذن الله.
ولكي نكون إيجابين في طرحنا ، وخاصة أننا لا نستطيع تغير بعض التشوهات الحاصلة في الماضي ، أرى أن الحكومة إن أرادت أن تبني الثقة بينها وبين مواطنيها بخطوات محددة منها أن تطبق مبدأ الشفافية على أعلى مستوى في كل المواضيع التي تتعلق بالخدمات العامة ، وتنبذ اﻹستثناءات التي تجد لها مبررا غير مقنع “لناس وناس” ، وأن تلتزم بالمباديء التي نادى بها مولانا السلطان قابوس في خطاباته السامية ، وأن تطبقها في أرض الواقع بكل حزم وصرامة ومهنية ، لا أن تكون مجرد شعارات ، ومن هذه المباديء السامية أن جميع العمانيين سواسية أمام القانون ، وأن القوانيين مطبقة على الجميع ولن يسمح للبعض أن يستغل هذه القوانيين لصالحه دون وجه حقه مستغلا نفوذه المباشر أو غير المباشر.
أجزم بلا أدنى شك ، أن تم تطبيق هذه المبادئ السلطانية والتي تنادي بالعدالة إلاجتماعية ، أجزم بأنه إن طبقت سينعم جميع المواطنيين بخير ونعم كثيرة ، وستلامس منجزات النهضة من خدمات عامة كل مواطن في كل شبر من هذا الوطن المعطى خاصة أن هذه المنجزات خط “أحمر” ، وسيأخذ كل حقا حقه ، وبذلك لن تقتصر المزايا وإلاستثناءات ﻷناس نافذين “القلة” دون اﻷخرين وهم “اﻷغلبية” ، بل ستشمل الجميع بدون إستثناء جيلا بعد جيل