حقق البرنامج الصحي التطوعي بالحج، الذي أسسته الندوة العالمية للشباب الإسلامي في العام 1428هـ، نجاحاً باهراً ومستمراً بشكل سنوي، على مدى 13 عاماً متواصلة، وبشراكة تنفيذية مع الجمعية الخيرية للرعاية الصحية الأولية “درهم وقاية” في آخر ثلاث سنوات.

وفي حديث “العربية.نت” مع عضو مجلس الإدارة والمتحدث الرسمي باسم البرنامج عبد العزيز بوقس، قال: “البرنامج بدأ في أعوامه الأربع الأولى بالعمل داخل مستشفيات المشاعر، بإشراف ورعاية من وزارة الصحة، ثم انتقل البرنامج للعمل الميداني من العام 1432 عبر فرق محدودة تقوم بالخدمات الإسعافية الطارئة في منطقة الجمرات، وتطور العمل عبر السنوات الماضية في العدد والخدمات المقدمة، بحيث شملت عرفات وطرق المشاة ومنطقة الجمرات ومحطات القطار، وتدرج عدد المشاركين من 25 مشاركاً في أول عام، حتى وصل لأكثر من 650 متطوعاً ومتطوعة في هذا العام 1440هـ”.

وأضاف: “يرتكز عمل المتطوعين والمتطوعات على تقديم الخدمات الميدانية الإسعافية والنقل لأقرب مركز للخدمات الطبية، وجميع المشاركين بالبرنامج حاصلين على دورتي الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي، بالإضافة لبرنامج تأهيلي مدته ثلاثة أيام، كما يشمل البرنامج التأهيلي دورة رعاية القدم وورش عمل متعددة حول آليات الفرز، والرعاية قبل المستشفى، والأمراض المتعلقة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس، ويشمل البرنامج الميداني هذا العام التوزيع لأكثر من 125 فرقة، تتوزع في مناطق مختلفة من المشاعر، قوام كل فرقة 4 أفراد، يعملون من اليوم الثامن وحتى اليوم الثاني عشر، حيث ختام البرنامج، وتحمل كل فرقة معها شنطة مجهزة بكافة أدوات الإسعافات الأولية، والغيارات الطبية وجهاز السكر والضغط، بالإضافة لكرسي وعتبة لوضع القدم عليها، كما يتم جمع كل المخلفات في الميدان، ونقلها لأقرب مركز صحي، حيث يتم التخلص منها بحسب السياسات المتبعة في التخلص من النفايات الطبية”.



وأوضح بوقس أن الرعاة والمشاركين هم الندوة العالمية للشباب الإسلامي والجمعية الخيرية للرعاية الصحية الأولية “درهم وقاية” شركاء التأسيس والتنفيذ، والدفاع المدني ووزارة الصحة في الرعاية الميدانية، ومدينة الملك عبدالله الطبية في الرعاية الطبية والعلمية، وإدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة كرعاية للمقر، كذلك يساهم مركز الدكتور خالد إدريس لجراحات القدم والكاحل في الرعاية العلمية للبرنامج.
وقد خدم البرنامج في الأعوام الماضية عشرات الآلاف من الحجاج في مختلف المواقع بالمشاعر المقدسة، ويصاحب البرنامج عمل بحثي ميداني، وقد تم نشر بعض الأوراق العلمية في السابق في مجلات عالمية، وجاري استكمال الأبحاث عبر وحدة خاصة بالأبحاث.

وبين أن عدد المتطوعين 380، وعدد المتطوعات 270، وعدد الفرق التطوعية 130 فرقة، وعدد المحاضرات 22 محاضرة للأولاد والبنات، وعدد ورش العمل 10 للأولاد والبنات، كما أن إجمالي الساعات التدريبية مجموع 40 ساعة للفرد خلال 5 أيام في إجمالي 26000 ساعة تدريبية.
من جهتها أوضحت إحدى المتطوعات وهي مريم عبدالمحسن الزويد (طالبة امتياز كلية الطب والجراحة في جامعة الملك فيصل) أنه “بعد تخرجي من كليت الطب، أقسمت بأن أخدم أمتي ووطني ومليكي بكل أمانة وإخلاص، وأن أبذل وأسعى وأسخر علمي لصون حياة الإنسان، حيث بدأت قصتي عندما وصلتني رسالة من البرنامج الصحي التطوعي بالحج محتواها: (عزيزتي المتطوعة مريم، لقد تم تأكيد تسجيلك في #البرنامج_الصحي_التطوعي_بالحج لهذا الموسم، هنيئاً لك اجتماع شرف المكان والزمان وشرف خدمة ضيوف الرحمن)، حينها توجهت من الشرقية إلى مكة، وتعرفت على زميلاتي المتطوعات من كل أنحاء المملكة، يجمعنا هدف وعمل واحد وهو خدمة ضيوف الرحمن، ونعلم بأن هذا العمل لن يزيدنا سوى رفعة ومكانة عند الله وعبادِه”.


وتابعت: “كلنا كمتطوعات نعلم بأن توفير الخدمات الصحية للحجاج هو أمر شاق، خاصة في هذه الأجواء الحارة، ولكن نحن اليوم بكل ما واجهنا من صعاب، لا نعرف أنفسنا كمتطوعات فقط، بل صانعات سلام”.
المصدر: العربية.نت ـ نادية الفواز
#عاشق_عمان