تفاصيل العيد ، زرق وورق وقراحيف تلمع ورقعة حناء على ورقة بيذام تلتصق ببطن يد طفل يقاوم وحلم سقط من جوف الليل متدليا رافعا شارة الاستمرار ونحر فتاة مطوق بياسمين ابيض كالخرز يحوط جيدها بابتسامة وألوان صبغت ثوب العيد ، وشيخ على حافة ذاكرة ما ، بين المتبقي ومامضى يستيقظ على مصافحة أيدي الصغار ، يربت على كتف الزمن ويرسم على وجه اليوم ضحكة ، وعجوز خضبت ضفائرها بعنبر الوقت وعلى جبينها تجر تجاعيد الايام وتدهن ملامحها بالدهان وماء الورد والمحلب .
وصبي يشاغب السحنات المرتعبة بصوت مباغت من مفرقعات العيد مقهقها من سخف الخوف ، متأبطا بكمته غير مبالٍ بتلطيخ بياض الثوب رافعا طرف دشداشته بين فكيه ويهرول في الزقاق حافيا ويلعب
وعمال يحتطبون التعب يتقاسمون عناء الاغتراب ويوزعون بينهم شوق الوطن البعيد تحت سماء ملبدة بأبخرة الشواء ومراجل العيد وصوت من بعيد قادم.
صوت حفيف أقدام وخطى وحواجيل ، وجوقة تعبر مسامات الخواء تصدح في الهواء تزيح تكلس الصمت تحرك شجون السمروات وتطرب راقصة فاردة ذراعيها ضاربة بعرض حائط المعرقلات غير آبهة بقيود النص وتابوهات الاديان واساطير الاناجيل ، ترقص للعيد وتتصدر مسرح العيون والشفاة الناطقة بفرح أو تلك المصابة بتخمة النمائم المتمتمة بالمعوذات وبالكلمات التامة من كل شيطان وامرأة راقصة وفتنة
والعيد يبتهج ويصفق للعناد منتصرا منتشياً بالرقصة واللحمة.
منى المعولية