بقلم: جمعة بن طالب الشكيلي
قال الله تعالى في محكم التنزيل “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45] صدق الله العظيم.
ما أعظم قدرة الله وما أبهى رحمته بعباده حينما جعل الصلاة عِمادًا للدين وراحة للروح ورياضة للجسد وطمأنينة للنفس وسعادتها.
لقد من الله علينا بأن فرض علينا خمس صلوات نُأديها باليوم مقسمة على أوقات تدل على عظيم شأنه في تسيير أمور العبادة.
ومن منطلق الآية التي أوردتها آنفًا أحببت أن أهمز على وتر لطالما رأيته في أحداث ومشاهد متكررة مختلفة حتى باتت ظاهرة جعلتني أتساءل كثيرًا وأتعمق فيها وأتردد في الكتابة عنها إلا أنني في نهاية مطافي قررت النطق به وهي عادة انتشرت في كثير من مساجدنا وبأمانة حتى يكون الصدق القسطاس المبين فإني مررت بهكذا مشاهد في عدة مساجد صليت بها ألا وهي عادة تخطي رقاب المصلين بعد السلام مباشرة وكأن الدنيا ستذهب بأرزاقها.
نعم تلك العادة وللأسف المنتشرة في أرجاء مساجدنا بالسلطنة والفئة الأكثر لفعلها هي الفئة البريئة أطفالنا نعم هم الذين رأيتهم يتخطون رقابنا بعد سلام الإمام مباشرة ناهيك عن أن بعض الكبار هدانا الله وإياهم ينتهجون ذات النهج ونسوا أن هناك حديثًا نستمد منه نهج نتعلم ونعلم به غيرنا حيث روى أبو داود وابن ماجه عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه قال : جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اجْلِسْ ، فَقَدْ آذَيْتَ ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود.
لا أعلم كيف أصف المشهد ولكن هل هناك أمور طارئة تجعل العبد يكون على عجالة في أمره ثم إن كان كذلك فلم الزحام للصفوف الأولى وقت إقامة الصلاة؟.
بيد أن تزاحم الأطفال للصفوف الأولى هل هي من عدم المعرفة أم لم يعلم الطفل بأن الخشوع والتأني ركنان مهمان في الصلاة؟.
من جانب آخر حينما يحضر الأب ابنه معه للصلاة وفي سن هو لا يعلم أهميتها وما هي أركانها وكيف يقيمها ثم يترك الطفل ليتحرك براحته فهل هناك من مسوغ لإحضاره؟.
أسئلة سيطول ذكرها والعاصفة الذهنية ستذهب بنا نحو المشارق والمغارب.
وعن هذه العادة يقول المهندس حسين الغافري: هذا خطأ شديد، وأكثر من يرتكبها هم الأطفال الصغار لذالك تنبيههم في هذا السن واجب ومنع ترسخه في الفكر مطلب.
لا أعتقد أن الانتظار ل 3 أو 5 دقائق سيكون عذاب كبير، هذه الدقائق يمكنك تنهي بها نافلة أو تختم بها التسبيح والذكر، ستمضي سريعاً ويمكنك مباشرة عملك أو أي أمر آخر.
انتظر قليلاً ولا تتخطى رقاب الناس أو تمر امامهم وهم يصلون.
أما الفنان التشكيلي سالم السلامي فيقول: هي عادة كثيرة منتشرة فقد رأيتها في يوم الجمعة والتي تأتي قبل وبعد الصلاة حيث تراهم يتخطون الرقاب قبل الخطبة أو أثناءها حتى يصل للصفوف الأولى، ومن هنا نتساؤل لماذا المصلين يتأخرون؟. أما في الصلوات الأخرى فإن الفئة التي ألحظها هي فئة الأطفال ومن هنا أتوجه لأولياء الأمور بالتريث بعد الصلاة وتعليم أطفالهم الجلوس والدعاء والتضرع لله، أما انتشار هذه العادة فقد نشير إليها بالتغافل من البعض ونقص الثقافة وعدم الإلمام بالسنن والواجبات.
#عاشق_عمان