تعكف لجنة مجلس الشيوخ الأميركي الخاصة بمشروع قانون “نوبك” على محاولة تمرير مشروع هذا القانون الذي يعني (لا لتكتلات إنتاجوتصدير النفط)، ويتيح هذا القانون رفع دعاوى قضائية ضد منتجي النفط على خلفية قرار “أوبك+” تقليص إنتاج النفط مليوني برميل عنالمستوى السابق، وحظي مشروع قانون “نوبك” بتأييد أغلب أعضاء اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، ويحتاج المشروع إلى إقرار منمجلسي الشيوخ والنواب (الكونجرس) ثم يوقعه الرئيس ليصبح قانونا ساري المفعول. وعندما يكون ساريا، فمن خلال هذا القانون يمكنمقاضاة أعضاء “أوبك” وحلفائها أمام المحكمة الاتحادية الأميركية؟! فهل سيتم تمرير قانون “نوبك” للضغط على الدول المصدرة للنفطوحلفائها في “أوبك+”؟ وهل يتيح الظرف الدولي تمرير مثل هذه القوانين؟ وما مدى تأثيراتها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية؟؟
العلاقات الدولية وكما هو معروف عنها مرهونة بالمصالح المتبادلة بين الدول والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الغير ومراعاة ظروفالدول الأخرى الصديقة، كل هذه الاعتبارات وغيرها ينبغي مراعاتها في العلاقات الدولية، أما التعامل أحادي الجانب فهو سلاح ذو حدين قدينجح في بعض أحيانا، ولكنه لن يستمر دائما مع الأخذ بالاعتبار الظروف والتحوُّلات الدولية.
ينظر إلى مثل هذه القوانين على أنها ممارسات ابتزاز وضغوط على بعض الدول الصديقة، وإن كان أغلب القوانين لم تمرر أو بالأحرى لمتنفذ كقانون جاستا، على سبيل المثال. وحول قانون “نوبك” قالت المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض جين ساكي في أعقاب تمرير لجنةمجلس الشيوخ لمشروع القانون: “إن الإدارة الأميركية لديها مخاوف من التداعيات المحتملة والعواقب غير المقصودة لا سيما في ظل أزمةأوكرانيا”. وأضافت “إن البيت الأبيض يدرس القانون”، بينما قالت المتحدثة الحالية باسم البيت الأبيض مارين جان بيير: “إنه سيتم إجراءمراجعة للسياسة” ولكنها لم تقدم تفسيرات إضافية لنوع هذه المراجعة والتقييم للمرحلة المقبلة.
أعتقد أنه من الصعب تمرير قانون “نوبك” لما له من تداعيات ستلقي بظلالها على خريطة التحالفات الدولية برمَّتها وستحدث تداعياتسياسية واقتصادية كبيرة ليس فقط في إطار العلاقات الدولية بين الحلفاء، بل قد يطول ضررها بشكل أوسع الولايات المتحدة الأميركية؛ لأنالزمان يتغير سريعا ولأن الأوضاع الدولية مختلفة، والأهم أيضًا أن الدول تضع مصالحها الوطنية في أولوية علاقاتها الدولية ولا يعنيها كيفينظر الآخرون إلى تلك العلاقات.
خميس بن عبيد القطيطي