أقتبس عنوان المقال من عنوان كتاب جديد؛ أعتبره شخصيا أحد أهم الكتب التي سوف تثري المكتبة العمانية والعربية بواحد من أهم العناوين التي ناقشت بعمق وبموضوعية واحدة من القضايا التي عُدّت من أعقد القضايا التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط بعد القضية الفلسطينية، وكان للسلطنة وسياستها المتزنة الدور الكبير والمحوري في حل هذا الملف الشائك والمعقد.
سعدتُ بقراءة الكتاب الذي تشرفت بحضور تدشينه مؤخرا بمقر النادي الدبلوماسي، بدعوة كريمة من مؤلفه الصديق الدبلوماسي المخضرم الدكتور أحمد بن محمد بن خليفة الحارثي، الذي قضى نحو 10 سنوات في البحث والتنقيب عن تداعيات هذه القضية، ونال على إثر جهوده درجة الدكتوراه من جامعة تونس المنار بمرتبة الشرف؛ حيث إنّ موضوع الأطروحة يعد من أهم المواضيع التي تناقش مدى قانونية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في استخدام الطاقة النووية السلمية.
ولأهمية هذا الموضوع على الساحة المحلية والعربية وحتى الدولية اشتغل الباحث في تحويل وتفنيد أطروحاته إلى كتاب مهم سوف يكون إضافة مهمة للباحثين والأكاديميين وطلبة العلم، وكل من يحاول فك رموز هذه القضية؛ حيث يكتسب هذا الملف أهميته لكونه أثار جدلا بين الأطراف المؤيدة والمعارضة.
الكتاب الذي قدّمه الدكتور أحمد الحارثي هدية ثمينة للمكتبة العمانية ينقسم إلى جزئين في نحو 385 صفحة، ويناقش الجزء الأول جذور الأزمة النووية والدور الإيراني بين الواقع والطموح، فيما يتناول الجزء الثاني من الكتاب محورا مهما حول التداعيات الإقليمية والدولية في حال خروج هذا الملف عن مساره الدبلوماسي.
ودور السلطنة في وصول الأطراف (5 +1) للاتفاق النهائي؛ حيث إن العاصمة مسقط كما أشار الكاتب في خاتمة كتابه احتضنت عدة جولات، وكانت جولات حاسمة أدت لوصول الأطراف إلى إبرام الاتفاق في العام 2015، اعتمادا على ثقة الأطراف في هدوء الدبلوماسية العمانية وتأثيرها الإقليمي والدولي وقبولها كفاعل نزيه وقادر على تقريب وجهات النظر بين المتفاوضين.
ولا شك أنّ المجتمع الدولي يدرك أنّ ثمة دور عماني فاعل ساعد على توصل الأطراف لإبرام هذا الاتفاق التاريخي.
الحديث عن الملف النووي الإيراني كان حاضرًا في لقاء غير رسمي جمعني في بهو فندق نوفوتيل بانكوك بسعادة الأخ سعود بن أحمد البرواني سفير سلطنة عمان لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية والصديق الدكتور أحمد الحارثي الذي وصل مؤخرا إلى العاصمة التايلاندية بانكوك لتمثيل السلطنة في هذا البلد الصديق، ولتزداد خبراته الدبلوماسية بعد محطات مهمة قضاها على مدار الثلاثة عقود الماضية في كل من بيروت والرباط ودمشق.
الحديث كان شيّقا خاصة إذا كان مع الدبلوماسيين، ويقودنا للحديث عن مكانة السلطنة ودورها البارز في العالم. وسعدنا بالحديث عن أطروحة الدكتوراه التي استمرت على مدار عقد من الزمن وأفرز الكتاب أجوبة وتساؤلات عديدة ورؤى حول طموحات إيران للعب دور الريادة الإقليمية، وسياسة إيران تجاه القوى الإقليمية والدولية؛ كما جاء ذكر ذلك في فصول الكتاب الشيّق الذي أخرجه وصممه بعد مناقشته الأخ الصديق خالد الحبسي.
حمود بن علي الطوقي
#عاشق_عمان