ما من شك بأنَّ الإشارات الضوئية تساعد كثيراً في تسهيل حركة المرور، فتجد أن هناك انسيابية في حركة السيارات عند التقاطعات ذات الحركة القليلة والمتوسطة، ولكن الطرق الكبيرة تحتاج إلى نظرة خاصة، لأن التوقيتات القصيرة للإشارات توجد إرباكاً مرورياً مركَّباً، وذلك على عكس المأمول منها، وخاصة الطريق الذي تقدم منه الشاحنات الثقيلة والحافلات الكبيرة، فإن إعطاء مساحة أكبر من الوقت للشاحنات، والجهات المزدحمة بالمركبات الخفيفة، تعد ضرورة ملحة لكي تسمح بتفريغ الحركة المرورية، لأن تكرار التوقف لأكثر من مرة، يجعل الحركة بطيئة جداً، وذلك بسبب تراكم المركبات المتوقفة في انتظار الدور، مما ينشأ عن ذلك عرقلة كبيرة وتزداد سوءاً بمرور الوقت.
إن برمجة الوقت في الإشارات الضوئية، تحتاج إلى إعادة النظر فيها باستمرار، فإن لم يكن كل ثلاثة أشهر، فيجب أن لا يتجاوز الوقت ستة أشهر للمراجعة والتقييم، فعلى ضوء التقييم يتم تعديل مساحة التفريغ بحسب حجم الكثافة المرورية، وأن يضع في التقدير وضع المركبات الثقيلة، فهي تحتاج إلى وقت أكبر لإخلاء المكان، فكل شاحنة تساوي حركتها من 8:5 من السيارات الخفيفة، حتى أن بعض الناس أمسوا يتحاشون المرور بالتقاطعات التي بها شاحنات، فيبحثون عن طرق أخرى حتى ولو كانت بعيدة، وهذا وضع يربك حركة المرور في أماكن أخرى كردة فعل، وأن فلسفة المرور تقوم على تفريع الحركة من أقرب مكان.
لقد سبق وأن كلمني صديق حول الإشارات الضوئية، فقال: كنت دائم الشكوى من بطء الإشارات الضوئية في إعطاء الدور بالوقت الكافي، وذلك في محافظة مسقط، ففي كل مرة أريد أعبر من تقاطع ما، أتوقف عدة مرات حتى أظفر بفرصة عبور سريعة، ولكن عندما ذهبت إلى صلالة، وقفت في طابور طويل حتى أن موقع الإشارة لا أكاد أراه من مكاني، فارتابني قلق أن يصيبني نفس الوضع الذي اعتدته في مسقط، ولكن عندما فتحت الإشارة استوعبت كل ذلك الكم الهائل من السيارات، فيقول؛ لفت إنتباهي هذا الأمر، فعدت لأراقب توقيت الإشارة، فوجدته في حدود دقيقة ونصف الدقيقة. إذن؛ هذا شاهد على واقع الحال بين ما يجري في مسقط وما جرى في صلالة، وهذا يؤكد لنا أن التوقيتات القصيرة لا تخدم الحركة المرورية الكبيرة، لذلك سنظل نكرر الطلب بضرورة إعادة النظر في توقيتات مناسبة، والتي تساعد على سرعة تفريغ الحركة.. فهل من مجيب؟!!
- اعلم أخي السائق:
{إن السياقة: «فن، وذوق، وأخلاق» وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فخذ حاجتك من الطريق، واتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.
(*) خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور – مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.
حمد بن سالم العلوي