نشأت ميسم بنت احمد بن محمد بن سرحان الحبسية في بريطانيا حيث كانت برفقة أهلها، ولم يكن لديها ذلك الميول الكبير كباقي الأطفال لمشاهدة القنوات الانشادية كطيور الجنة وغيرها،رغم تعلق معظم الأطفال الذين في نفس عمر ميسم بها.
تفجرت موهبتها أثناء دراستها ما قبل المدرسة في بريطانيا،حيث كانت تحب وبشدة الذهاب لقاعة الموسيقى التي كانت تصاحبها أناشيد باللغة الإنجليزية، وكانت بالحان الطفولة تحفظها وترددها بموسيقى الذات ولحن البراءة .
بعد عودة أهلها إلى أرض الوطن، لاحظ جميع المحيطين بها جماليات وروعة صوتها ، وبمساعدة خالاتها هاجر و اليمامة تطورت موهبتها بالتشجيع وبمشاركتها في حلق حفظ القرآن الكريم، فكانت تقلد القراء وفي نفس الوقت تمتلك صوتا فريدا متمكنا ، مع مرور الوقت والتدريب من قبل والدتها وخالاتها أصبحت تقلد أصوات كبار القراء .
شغفت ميسم بالإنشاد و التقديم الإذاعي ، فتوجهت عائلتها لإلحاقها بالمسابقات الطلابية التي تقام بين الحين والاخر ، وبإستطاعتها المشاركة من خلالها بحكم صغر سنها، حيث شاركت في العام المنصرم بمسابقة حسن الصوت والتلاوة وحصلت على المركز الثالث على مستوى شمال الشرقية، ثم سعت والدتها الى التواصل مع معلماتها في المدرسة ليتاح لها المشاركة ببرامج الإذاعة المدرسية وذلك رغبة في تقوية حضورها المسرحي بالانشاد ، فاستمرت بصوتها العذب تصدح بين جنبات مدرستها لتمتع جميع من يستمع إليها بإنشادها المتميز، ورغم التحديات التي واجهتها منشدتنا الصغيرة إلا أن أنها وعائلتها أصرت على الإستمرار والصمود وحفظ وإتقان الأناشيد على المستوى المحلي والعربي والعالمي ، فكان أول نشيد تحفظه وتتقنه ، نشيد قمر وذلك بمناسبة المولد النبوي الشريف ، لاقت اميرة الانشاد دعما معنويا كبيرا من قبل معلمتها أسماء السناني التي لم تدخر جهداً في تشجيعها وزرع الثقة فيها ، حتى بالانشاد وترتيل القرأن بأعذب الاصوات داخل الصف الدراسي أن لم تتح لها الفرصة بالاذاعة المدرسية .
واجهت ميسم بداية مشوارها شيء من الصعوبات في مدرستها كما هو الحال في جميع المؤسسات التعليمية ، صعوبات حدت من الفرص المتكررة للتقديم والإنشاد في طابور المدرسة ومنها ضيق وقت الطابور توزيع الفرص بالتساوي بين الطلبه ، لذلك لم تستطيع أن تقدم انشودتها التي كانت قد أعدتها كهدية شكر وعرفان لمعلماتها وخالتها المعلمة ، ومع حزنها العميق واصرارها إقترح والدها رحمة الله عليه ان تتوجه والدة ميسم إلى مدرسة أخرى وتطلب منهم استضافتها وذلك بهدف تعويدها على تحدي الصعاب والتأقلم مع الظروف المفاجئة ولتقدم أنشودتها وتصل رسالتها الطموحة ، وبالفعل تم التنسيق مع مدرسة اخرى لتقدم ميسم أنشودتها بصوتها الشجي ، ويبدأ مشوار التألق والإبداع.
كانت اكبر أمنياتها أن تظهر على شاشة التلفزيون وتحققت أمنيتها مع إنجازها الذي حققته عن طريق مشاركتها في مسابقة الأندية للإنشاد وتربعها على المركز الأول على مستوى السلطنة ليتحقق حلم فتي بأفاق بعيدة ، حلم عانق السماء منذ نعومة الاظافر ، حلم وجد ما يترعرع عليه من الدعم والبذل والعطاء ، فلطالما سهرت حتى غطت أجفانها بين الكلمات واللحن ، وتمتمات النشيد ، إنه الطموح والعزيمة والارادة منذ الصغر .
فهنيها لها ولعماننا الحبيبة هذا الجيل الواعد ، وحق لنا أن نفخر ونفاخر ونعتز . فالشكر والتقدير لكل من مد يد العون لميسم ونخص بالذكر الرائعات هاجر واليمامة، ومعلمتها بمدرسة المعالي للتعليم الأساسي الاستاذة أسماء السناني
ولكل من ساهم وأعد هذه الفرصة بالمسابقة وإلى لجنة التحكيم والوزارة الموقرة .
وبكل معاني الوطن والولاء إلى مقام مولانا حفظه الله ورعاه أبا وقائدا ملهما لأجيال عمان الأوفياء .
#عاشق_عمان