عُنوان المقال هو عُنوان لمقطع فيديو لشاب سعودي اسمه أنس إسكندر، وثَّق فيه رحلته إلى سلطنة عُمان.. والذي تَابع هذه الحلقة -الممتدة إلى 15 دقيقة- وحتى لحظة كتابة هذا المقال أكثر من مليون وسبعمائة ألف شخص، معظمهم من دول الخليج، والنسبة الأكبر من المملكة العربية السعودية، والرقم في ازدياد لحظة بلحظة.
وأنس هو رحَّال نشيط يستحقُّ الشكر على هذه التغطية التي حقَّقت أرقامًا قياسية تفوَّقت على كثير من المحطات التليفزيونية والإذاعية والصُّحف والمجلات الإلكترونية أو الورقية.. الرحال السعودي إسكندر يطوف عدة دول ليوثِّق رحلاته في قناته اليوتيوبية التي يُتابعها ما يقارب المليونين ونصف المليون متابع، إضافة لمتابعته ممَّا يزيد على مليون متابع إضافي في حساباته الإلكترونية الأخرى، كـ”توتير” و”إنستجرام” و”سناب شات”، هذه المقدمة مهمة وهدفها تسليط الضوء والوقوف على عدد من النقاط المهمة التي تتطلب إعادة الحسابات أو إعادة التفكير.
وأهم هذه النقاط: أهمية التفكير الجدي في تغيير هيكلة وخريطة الاستثمار والصرف المالي في تسويق السلطنة كوجهة سياحية، لتكون في زاوية تركز في تخصيص نسبة مالية أكبر من السابق من الميزانية التسويقية لمبادرات متطورة ومبتكرة وعصرية ومتوافقة مع التغيُّر التكنولوجي المتسارع الحاصل في الأدوات التسويقية الفعالة والجذابة، وتراعِي سُرعة تغيُّر طِبَاع وتطور الأنماط المعيشية (life style) للفئات المستهدفة للسياح وتوعيتهم، على أنْ تكون هذه المبادرات مُصنَّفة وفق معايير متفق عليها، والتي تضمن النفع المباشر للسياحة، والتي يُمكن للقائمين والمعنيين قياس عائد الاستثمار (RoI) بشكل علمي دقيق.
هذا المقال الذي يضمُّ توصيفًا لمبادرة “أنس اليوتيوبية” هي دعوة جديدة للتفكُّر والتأمُّل والدراسة وإعادة النظر مرة أخرى لكل المعنيين في “ملف السياحة في عُمان”، هذه الدعوة تُطالب بدعم موضوع السياحة “الخليجية-الخليحية” التي تهدف لزيادة أعداد السياح الخليجيين وسكانها من الوافدين لزيارة السلطنة، وقضاء عدة أيام فيها سواءً برًّا أو جوًّا، خاصة وأن أبعد نقطة من السعودية -على سبيل المثال- إلى السلطنة لا تزيد على 24 ساعة بالسفر برًّا، وأقل من 3 ساعات بالسفر جوًّا كحدٍّ أقصى، علما بأنَّ هذا التوقيت هو التوقيت المناسب لتشكيل هُوية عُمانية للمستهدف من الخليجيين، أو من يَسكُن في دول الخليج لتكون عُمان هي الوجهة السياحية المقبلة الممكنة والمناسبة لهم قريبا، أو في يوم من الأيام.
دعوة التفكير المنطلقة من هذا المقال وإعادة برمجة وهيكلة وجدولة ميزانية تسويق السلطنة من كل النواحي مهم جدا، و”الآن” هو توقيتُها المناسب، خاصة وأنَّنا مُقبلون محليًّا لمهرجان مسقط واعتدال الأجواء المناخية من شهر سبتمبر إلى شهر أبريل من كل عام، والاستعداد المبكر لمهرجان صلالة السياحي للعام المقبل، وقُربنا الجغرافي من أهم حدث سياحي عالمي وهو “إكسبو 2020” الذي سيُقام في إمارة دبي، كل هذه المعطيات والظروف تتطلَّب منا عملًا حثيثًا وخططًا إستراتيجية وأدوات تسويقية مقنعة، ومبادرات مُبتكرة تضمَن لنا زيادة من نسبة عدد السياح إلى السلطنة، وضمان قضاء أيام سياحية إضافية تضمن عوائد اقتصادية وحركة رأس المال في كافة الأنشطة التجارية.
مقطع فيديو “أين أو وين الشعب العُماني” يُمكن أن يُوضَع على طاولة النقاش لكل الجهات المعنية بالسياحة في عُمان، وكل متخذي القرار في المجال السياحي، والتعامل مع هذا المقطع كـ”دراسة حالة” يُمكن من خلالها التفكير الجدي لتغيير بعض المفاهيم العتيقة أو طرق التسويق التقليدية المكلفة، واستبدالها بخطط فعالة ومبادرات عصرية مُقنِعة ذات جدوى اقتصادي يرفع من نسبة المستهدف من قطاع السياحة، لتعم فائدته عُمان وكل العاملين أو المستثمرين في القطاع السياحي في السلطنة.
خلفان الطوقي
#عاشق_عمان