إلهام السيابية
ساد صمت غريب في تلك الغرفة الصغيرة بعد ان أنتهت صفاء من التشنج والبكاء وهي تلتقط انفاسها بصعوبة بالغة وتحدث نفسها معاتبة .. تحطم حلمها … اي حلم؟ هيهات… هيهات … ليس حلما … بل كل أحلامها اصبحت كغبار في مهب الريح. مالذي فعلته ؟؟؟ ماذا بي .كيف لي أن اواجه اهلي واحبتي .. كيف سأواجه أهل قريتي الذين أعطوني كل الثقة لأكون القدوة لهم ولأبنائهم … وغمروني بذكريات متدفقة من صدق المحبة الدافئة والعطف الأبوي .. هل سيستقبلوني بنفس الإستقبال إذا عرفوا حقيقة ما جرى لي ..هل سيعذروني … كيف هانت علي نفسي ان استمع لحديث الساقطات وانزلت نفسي منزلة الفاسقات.. وانا التي يشيد بي الجميع بأخلاقي وادبي .. انا التي ضحت امي لأجلي ، فكانت كل ماتكسبه من مالها من خياطة ملابس النساء لأهل قريتي تدخره لي وتجعله بين يدي لاشتري لنفسي مايطيب ويحلو لي من ملابس واحذية وحقائب لكي لا أشعر بالنقص أمام زميلاتي في الجامعة .. فأنا البنت الوحيدة في العائلة التي إستطاعت أن تتخرج وتواصل دراستها في أحسن الجامعات بتفوق وإقتدار.. أمثل قريتي الوادعة والمحافظة في قمم الجبال… النائية عن مظاهر المدنية والإبهار.
اما والدها الذي كان يعتبرها دلوعته المقربة والمدللة فلا ينام عنها إلا إذا نامت ولا يخرج مكان إلا وهي معه ، ويقدمها على كل إخوانها بالدلال والحب .. ماذا ستقول لهم؟ . اخذت تضرب نفسها وهي تقول : ياالله لطفك.. عفوك. .. سترك بي ..ثم اخذت تصرخ بصوت عال : كيف سمحت لنفسي ووافقت من البداية المسير في هذا الطريق .كيف لك ان تغفلي و تتغاضى عن غضب الله قبل غضب اهلك ..كيف هانت عليك نفسك التي صنتيها وحافظتي عليها بأن تهينيها بالفاحشه ومع من ..ازداد بكاؤها ونواحها … لوكان معها أحد في غرفتها لعاتبها وزجرها ولكنها لم تجد النصيحة إلا من صاحبتها حنان التي كانت تقول لها دائما لاتستمعي لهذا الشاب إنه يحاول أن تكوني له فريسة سهلة… فلا يغرك معسول كلامه و تقدمي له نفسك على طبق من ذهب … اتقي الله في نفسك. اهلك … قريتك .كانت تنصحها بألا تماشي هيفاء الفتاة اللعوب ولكنها لم تستمع لحديثها ..اما الأخريات فكانوا يضحكون عليها بانها إنسانة رجعية ومتخلفة .. فالشاب يريد أن يتعرف عليك ايتها البلهاء ، كيف سيعرفك اذا لم يخرج معك . ويحدثك … كانت تقاومهم ولكن نفسها الأمارة بالسوء خضعت لحكمهم … فبدأت بتقبل الهدايا من المعجبين بعد ان اقنعتها بنات السوء انها الطريقة الوحيدة للنيل من مبتغاها وتجميع المال من ورائهم وللحصول على ما تريده هي ….
وبدأ الخروج للقاءات جماعية في أماكن عامة ..في بداية الأمر وبعدها تطور الأمر … أخذ كل واحد منهم ينفرد بمعشوقته ، كانت صفاء ترفض الخروج ولكن صاحبة السوء هيفاء اقنعتها بعدم الخوف وبأن الأمر عادي ، فهي ستكون معها في السيارة .. ولكن الموضوع لم يكن كما توقعت .. كانت هيفاء تجلس في المقعد الامامي وهي في المقعد الخلفي وبعد مسافة طويلة توقفت السيارة وامر هيفاء بالخروج فلا حاجه له فيها واغلق الأبواب وصفاء تحاول فتح الباب للخروج وتصرخ وتستنجد ولكن لا مجيب ، فأخذتها السيارة لمزرعه بعيدة عن الأعين ، حيث الوحوش الجائعة في انتظار الفريسة لهذه الليلة .. استقبلوها بكلمات نابية.. وضحكات ماكرة… لم يشفع لها صراخها ولا بكاؤها… كانت الخمرة تلعب بعقولهم .. فلا يرون الا جسد امرأة جميلة وفريسة سهلة المنال وقعت في فخ المصيدة..حاولت صدهم ولكن ضعفها لم يساندها في المقاومة ولم تجد من يقف بجانبها أو يسمع أصوات صراخها في هذه المزرعة النائية البعيدة عن الأحياء السكنية الأخرى وسير المارة.
انقضوا عليها كالذئاب الجائعة .. والنسور الجارحة… لم تشفع لهم آدميتهم ولم يستمعوا لأصوات ضمائرهم.. ولم يجعلوا للرحمة بالا ولا للضعف مقدارا ولا للبكاء شفقة ودليلا و انذارا … كانت تحاول إن تستر جسدها العاري ولكنهم لم يرحموها فتناوبوا عليها بلا رحمة أو شفقة عدة أيام وبعد أن طابت أنفسهم منها رموها قريبا من شقتها وهددوها بفضح أمرها وإرسال الصور لأهلها واخوتها ، في حال لم تخضع لمطالبهم وتهديداتهم .تركوها تصارع المذلة والقهر وهي تغطي نفسها بخرقه باليه رموها عليها لتستر جسدها العاري ..أسرعوا بالذهاب عند سماع أصوات تقترب منهم وأخذت ضحكاتهم ترج في أصداء الشارع..تلقتها يدا حانية لطيفة على جسمها الضعيف وهي تناديها: صفاء .فنظرت لها انها حنان .يا الله ..تلقتها حنان بقلق وهي تخلع عباءتها لتغطيها و تقول لها : ماذا حدث لك ؟؟ اين كنت ؟؟ . لم تشعر بما حولها فقد اغمي عليها جراء الإنهاك والتعب ..فتحت عينيها لتجد نفسها في سرير في غرفة من غرف المستشفى ..
تقدم منها الشرطي لأخذ اقوالها لمحت صديقتها حنان جالسة وبجانبها من ؟؟ أباها ..التي كانت نظرات الغضب والخوف على ابنتة واضحا جلية في محياه وانكسار الذل وما حدث لها اخرس لسانه وادمع عينيه ولكنه مسح على رأسها وقال لها :لا تخافي يا بنيه ..ولا تتركي لهم فرصة الهرب ليفعلوا ما فعلوه بغيرك
عادت لشقتها ..وخلعت ملابسها واغتسلت..كادت ان تقطع جسمها من كثرة ما غسلته وتعيد تغسيله عدة مرات وكانها تشعر بلمساتهم القذرة عليه وهي تنظف نفسها في حالة هستيرية من البكاء والصراخ
عادت لمدرجات الدراسة ونظرات الشباب وغمزاتهم تلاحقها في كل مكان…ارسل لها أحد الشباب رسالة يهددها ..وانه يريد أن يراها …التقيا في مكان ولكن هذه المرة لم تبكي ولم تصرخ كانت هادئة ..طلبت منه شريط التصوير الذي قاموا بتصويرها مع الصور ولكنه قال : سنذهب لرحلة سريعة ثم اعطيك إياه… أخذها لنفس المزرعة … فكانت تقول له هنا احضرتموني واعتديتم علي ..قال نعم ..تعالي فالشباب بالإنتظار كان خوفها عظيم ولكنها كانت هذه المرة قوية … دخلت عليهم لتقول : سيندم كل واحد منكم على ما فعله بي ..وأخذ الجميع بالضحك والاستهزاء وحاولوا التحرش بها من جديد … ولكنها توقفت عند سماع طرق على الباب ومداهمة الشرطة عليهم ليسقط الساقطون السفلة مع الأنذال .. لم تضعف .. لقد أبلغت عنهم ورسمت لها الشرطة خطة لتسقطهم في شر أعمالهم ووحل خططهم الدنيئة لتطهر المجتمع من أمثالهم وتبعد شرور أوزارهم عن بنات جنسها … ولكنها طلبت الستر عليها فقد لاقت جزاها ..فبعد الفحص عليها وجد انها اصبحت عقيمة ولن تستطيع أن تتلذذ بكلمة ام ولن تستطيع أن تسمعها من فلذة كبدها فهي محرومة منهم للأبد.
#عاشق_عمان