ولله الحمد والمنة على ما أنعم علينا من وأسع الرزق في التعلم والتعليم ، وجعل لنا أفئدة وقلوب يسكنها شيء يحبه الله ورسوله وهو العلم والسعي فيه وله ومن أجله ، الجميع مدرك حجم التحديات القادمة في هذا المضمار الذي يجري بأبنائنا سريعا نحو المضي قدما في تحسين مستوياتهم التعليمية والتدريسية ليمكنهم من مسايرة ومواكبة العصر ومتطلباته الجسام من علوم عامة وخاصة يحتاجها الفرد والمجتمع والوطن ، ومن هنا نحن ندرك ما توليه الحكومة الرشيدة من إهتمام بالغ في مجال العلم والتعلم وخاصة لأبنائنا وبناتنا الصغار في المراحل الأولى من سنوات الدراسة ، فرقعة التعليم من المدارس والكليات العامة والخاصة كل يوم في تزايد وتنامي مستمرين في بلدنا الطيب عمان .
فقد باشرت وزارة التربية والتعليم مشكورة في بناء المدارس بالمناطق الجديدة وتطوير المدارس في عدد طوابقها بالمدارس القديمة بما يتواكب وسرعة نمو الأجيال وإنخراطها بالتعليم ، وهذا ما نرجوه وما نطمح إليه نحن كآباء وأمهات وأولياء أمور كيف ما كنا وصرنا ، فتزايد الطلب لتسجيل الأبناء بالمدارس الحكومية يحكمه كمية الطلب على الإلتحاق بها ، وبهذا لابد من التوسعة العمرانية في المباني بما يكفي ويتلاءم مع عدد الملتحقين والمسجلين والمنقولين من مرحلة دراسية إلى أخرى ، وما يستوعبه عدد السكان في كل منطقة دون أخرى ، فكان لابد من زيادة عدد الطوابق وعدد الفصول بالمدرسة الواحدة لتستوعب أكبر قدر من الطلاب والطالبات ، لكن هناك مشكلة لا أدري هل وزارة التربية والتعليم الموقرة منتبه لها أم لم تضعها في الحسبان رغم أنها طرقت باب مخيلتها ولو بالشيء البسيط .
والمشكلة تكمن في عدد الطوابق وخاصة في المراحل الأولى من الدراسة ، الأمر الذي يجعل الطالب والطالبة أكثر حركة وطاقة وعدم إدراك بالمخاطر التي يمر عليها خلال اليوم الدراسي بمدرسته ، رغم رفع الجدران الجانبية بين الفصول والممرات وفناء المدرسة التي تشرف عليه هذه الطوابق إلا أنه لا توجد هناك مساحات أمان لهؤلاء الطلبة والطالبات ، فقد يرتفع أحدهم للنظر من الطابق الثاني أو الثالث للطابق الأرضي أو الساحة الداخلية للمدرسة ، وربما يعتلي الجدار فيسقط أو يقوم زميلة أو زميلته بدافع التهريج او المزاح بدفعة فيسقط على أرض صلبة قد يتأذى كثيرا وربما يدخل في إصابة بالغة تدخله العناية المركزة او تتسبب له لا سمح الله بالوفاة ، إذا لابد من عمل حدائد تغطي الفوهة بين الطابق والأخر أو تثبيت شباك أمان مشدودة بين الطابق والأخر تحمي الطلاب والطالبات في حالة الوقوع من الإصابة ، ولتنظر وزارة التربية والتعليم ما هي الفكرة الأفضل وأقل تكلفة من غيرها لحفظ وسلامة أبنائنا وبناتنا الطالبات والطلاب ، لذا أناشد وزارة التربية والتعليم الموقرة بسرعة العمل على تفعيل حاجز الأمان بين الطوابق بسرعة في جميع مدارس السلطنة ، وعلى أولياء الأمور أن يساهموا باليسير كلا حسب إمكانياته ، وعلى الشركات القائمة في كل ولاية بالمساهمة أو تبني وضع حاجز الأمان للمدارس على نفقتها الخاصة ، فنحن ندرك بأن أعداد المدارس كثيرة جدا وعمل مشروع كهذا يتطلب مبالغ مالية كبيرة ، فعلى الجميع أن يبادر بمد يد العون والمساعدة من أجل بقاء أبنائنا وبناتنا في أمان ونحن أولياء الأمور في اطمئنان .
بقلم / يعقوب بن راشد بن سالم السعدي