رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ماضين على دروب النضال يرسمون بدمائهم الزكية خريطة التحرير، ويسجلون على صفحات المجد أعظم الدروس، يتوارثون الدفاع عن فلسطين بقدسها وأقداسها، مؤمنين بقضيتهم الكبرى يخلدون ملحمة التحرير، مرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس لا يضرهم من خالفهم، رافعين راية التحرير بين نصر واستشهاد، هكذا هم أبطال فلسطين يكتبون بأحرف من نور دروس التضحيات، ويضربون أروع الأمثلة في قافلة النضال، ازدحمت بهم المجلدات من الشيخ عز الدين القسام، مرورا بأجيال من الفدائيين منهم يحيى عياش وليلى خالد وريم الرياشي ودلال المغربي، ورموز عظيمة تقود قافلة التحرير من ميادين العزة والشرف والكرامة من أمثال محمد الضيف وأبطال المقاومة آخرهم زكريا الزبيدي قائد كتائب الجهاد الإسلامي في جنين ورفاقه الخمسة الذين قدموا أعظم الدروس من “سجن جلبوع” بعملية فرار لم تخطر في العقلية الأمنية الصهيونية فجر الاثنين الماضي الـ٦ من سبتمبر ٢٠٢١م، ولا شك هناك قائمة طويلة لم ولن تنتهي حتى يأتي وعد الله .
عملية الهروب التي نفذها الأبطال من سجن جلبوع الذي يطلق عليه الخزنة لأهميته الأمنية، حيث يعتقل فيه عدد كبير من أبطال المقاومة الفلسطينية الذين نفذوا عمليات داخل أراضي ١٩٤٨م، هذه العملية تُعد عملية نوعية وتقدم رسائل ودلالات في إطار الصراع مع العدو، وترسخ قواعد التحرير وإرادة الحياة. فقد وجهت هذه العملية صفعة كبيرة للمنظومة الأمنية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وأثبتت أن إرادة الشعب الفلسطيني لا تلين وعزائمه صلبة، وقضيته سر تفوقه في ميادين البطولة والنضال .
وصفت حركة الجهاد الإسلامي العملية بأنها “عمل بطولي كبير” وأنه “سيحدث هزة شديدة للمنظومة الأمنية الصهيونية، وشكل صفعة قوية لجيش الاحتلال” كما وصفت حركة حماس العملية بأنها “عمل بطولي شجاع وانتصار لإرادة وعزيمة أسرانا وتحدٍّ حقيقي للمنظومة الأمنية الصهيونية”. وتواترت ردود الأفعال على طول الجغرافيا العربية من فعاليات ونخب وأحزاب عربية واصفة العملية بأنها عمل بطولي يخلد نضال الشعب العربي الفلسطيني، ويؤكد أن هذا الشعب العظيم ماضٍ على طريق التحرير، وما حدث في معركة سيف القدس شهادة من أرض المعركة أن النصر آتٍ، وأن الوعد الإلهي قد اقترب، وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، فتحية لأولئك الرجال البواسل الذين يصنعون ملحمة العز والكرامة في سبيل الوطن ومقدساته مؤكدين أن النضال المقدس هو طريق التحرير وإن غدا لناظره قريب .
خميس بن عبيد القطيطي