الحركة الصهيونية العالمية في حالة أستنفار !
١. منذ فترة ليست بالقصيرة ، وتحديدا بعد تصاعد دور وتنظيم الجماعات اليهودية المتدينة و المتطرفة في إسرائيل والتي أستطاعت أسقاط حزب الليكود وزعيمه نتنياهو في الانتخابات الاخيرة ، واستلام الحكم في إسرائيل من قبل تلك الجماعات التي جعلت اليهودي المتدين والمتطرف بينت رئيسا الحكومة. بدأت لتؤسس إلى أنقسام داخلي خطير سيهدد المجتمع الإسرائيلي مستقبلا من وجهة نظر اليسار والوسط في إسرائيل وكذلك من وجهة نظر المختصين والمؤرخين .هنا شعرت الحركة الصهيونية العالمية في العالم و في إسرائيل بالخطر الوجودي المتسارع على مستقبل إسرائيل، و أن أعلى درجات الخطر تكمن في القنبلة الإسرائيلية التي باتت تكبر وتكبر داخل الجوف الإسرائيلي و الذي تمثله الاحزاب الدينية المتطرفة ، وحركات وجماعات اليمين المتحالف معها. فأستنفرت جميع المنظمات والحركات الصهيونية في العالم من منظمة الايباك الصهيونية في الولايات المتحدة نزولا إلى اللوبيات الصهيونية فيها وفي فرنسا وألمانيا وأوروبا وبريطانيا وروسيا وبولندا… إلخ لإيجاد حلول سريعة داخل اسرائيل وحماية إسرائيل من الخارج .
٢. بحيث سارعت حليفة الحركة الصهيونية ضد الاسلام والمسلمين والعرب وهي ” الكنيسة الإنجيلية ” لتستنفر جميع فروعها وقادتها في العالم هي الاخرى للتحرك في منطقة الشرق الأوسط وجوار اسرائيل بالعمل من الآن من أجل:أ : منع تطويق إسرائيل من قبل ايران وسوريا ومحور المقاومة. بحيث أُعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لأخذ زمام المبادرة بشن هجمات شبه مستمرة ( صاروخية، وغارات عبر الطائرات المقاتلة الإسرائيلية) ضد سوريا بحجة ضرب التجمعات والمقرات الايرانية ،وضد خطوط الامداد نحو حزب الله اللبناني بحيث تمادت إسرائيل وباتت تقصف في داخل العراق ضد اهداف تابعة الى الحشد الشعبي وفصائل المقاومة هناك ودون أن تتحرك واشنطن ضدها لا سيما وأن هناك اتفاقية إطار إستراتيجي بين أمريكا والعراق !ب : والشروع في الضغط على القادة اليهود في الولايات المتحدة بشكل خاص وفي أوربا وبريطانيا وروسيا وكندا بشكل عام للتحرك صوب الشرق الأوسط والعمل من الآن لحماية إسرائيل بحيث سارعت الولايات المتحدة لنقل القوات الأميريكية البرية من دولة قطر إلى الأردن والانتشار في المثلث الأردني السوري الإسرائيلي ، وكذلك شبه الانتشار على طول الحدود السورية مع العراق وسوريا بحيث ومباشرة عاد ملف (درعا) السورية للتصعيد والذي تعتبره سوريا من أخطر الجبهات لأنه شبه محاذي للحدود من إسرائيل وفي نفس الوقت على تماس مع الأردن أي على تماس مع القوات الأميريكية المنتشرة قرب الحدود السورية الأردنية .
اندفاع فرنسي مريب :
١. جميعنا نعرف ومن خلال التحركات الفرنسية وفي أكثر من موقع ودولة وتحديدا خلال السنوات القليلة الأخيرة بأن فرنسا تبحث عن دور مفقود تارة في ليبيا، وتارة في لبنان، وتارة في مياه المتوسط،وتارة في ملف الفوبيا من الاسلام ، وتارة في الساحل الافريقي ،وأخيرا في أفغانستان والعراق وكل هذا بدفع من اللوبي الصهيوني الفرنسي الذي أوصل الرئيس ماكرون الى السلطة كيهودي متطرف ضد الاسلام والمسلمين وداعم لدولة إسرائيل فالحركة الصهيونية هي التي دفعت بفرنسا وبقوة صوب العراق أخيرا !٢. وعلينا أن لا نقفز على قضية مهمة للغاية وهي الظاهرة التي ولدت أخيرا أي خلال السنوات القليلة الماضية وهي (اندفاع الدول التي كان لها إرثاً إمبراطوريا للبحث عن دور في عالم مابعد جائحة كورونا) وهي الجائحة التي اعتبرتها أنا شخصيا تمثل ” الحرب العالمية الثالثة” ومعروفٌ في التاريخ السياسي أن بعد كل حرب عالمية يحدث تقسيم جديد للعالم وها نحن نشاهد الصراع الدولي لحجز المقاعد والنفوذ في التقسيم الجديد للعالم وبالتالي فأن الاندفاع ” الايراني والتركي والروسي والبريطاني والفرنسي” في الشرق الأوسط والمنطقة يصب في هذا الاتجاه أي محاولة العودة إلى زمن وموقع وتأثير تلك الإمبراطوريات من خلال الدول التي تمثلها في العصر الحديث لتحجز موقعا مهما لها في التقسيم الجديد خصوصا بعد تراجع الولايات المتحدة واندفاع الصين نحو قيادة العالم .٣. إلحاقاً بما ورد في النقطة “٢” ..لهذا اندفعت إيران وتركيا بقوة في التركة البريطانية القديمة التي تمتد من ليبيا إلى اليمن والتي قطب الرحى فيها هو العراق مما أثار إستياء بريطانيا التي سارعت للخروج من قيد الاتحاد الأوربي لكي تستعد للمنازلة، والعودة إلى تركتها القديمة في الشرق الأوسط صعودا إلى اليمن وبحر العرب والانزلاق نحو افغانستان. ولكن الانسحاب الاميريكي المخزي ودون التنسيق مع بريطانيا والاوربيين كان زلزالا على البريطانيين. ولهذا سارعت فرنسا نحو وادي بانشير في أفغانستان لتحتضن المعارضة هناك . ذهبت وباندفاع قوي لتؤسس إلى ظاهرة الجنرال الليبي خليفة حفتر في وادي بانشير في أفغانستان من خلال تبني الضابط العسكري الشاب أحمد مسعود فبعث الرئيس الفرنسي الاستخبارات الفرنسية التي يقودها مهندس الثورات ومشاريع الفوضى في الدول الصحفي الصهيوني برنارد ليفي إلى وادي بانشير لهندسة ظاهرة الجنرال حفتر هناك ومن ثم الشروع بهندسة المعارضة الافغانية ضد حركة طالبان ! مما دفع حركة طالبان لتقرر الحرب ضد جماعة أحمد مسعود وبالفعل دار القتال هناك ولازال مما أزعج إيران بقوة وهي المتوجسة أصلا من الدور الفرنسي في لبنان والعراق وفي سنجار و إقليم كردستان أخيرا !.
سنشرح ذلك في الجزء الثاني إن شاء الله !.
د. سمير عبيد ١٠ ايلول ٢٠٢١م