بعد ساعات من تبادل اتهامات بعمليات قصف حدودية
واشنطن (الولايات المتحدة)”أ ف ب”: عقدت أرمينيا وأذربيجان جلسة محادثات في واشنطن أمس الأول برعاية الولايات المتحدة بعد ساعات من تبادل الطرفين الاتهامات بشأن جولة قصف جديدة على طول حدودهما، في نزاع أسفرعن مقتل المئات في الأشهر الأخيرة.واستضاف وزيرالخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وزيري خارجية البلدين المتحاربين.
وقال بلينكن قبل الاجتماع إن “الولايات المتحدة ملتزمة بمفاوضات السلام بين أرمينيا وأذربيجان”، مضيفا “الحوار المباشر هو أفضل وسيلة لسلام دائم، ونحن مسرورون جدا لدعم ذلك”.
وأفاد مسؤول أمريكي طلب عدم كشف هويته أن الاجتماع كان أقل من مفاوضات سلام بالمعنى الحرفي للكلمة، وأكثر من توفير فرصة للطرفين المتحاربين للالتقاء والتحدث.
وتعهد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف منذ أسبوع فقط “بعدم اللجوء للقوة”، خلال قمة في روسيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولكن ليل الأحد الاثنين قالت وزارة الدفاع الأرمينية ان وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية أطلقت النارعلى مواقع أرمينية تقع في المنطقة الشرقية من الحدود”، مشيرة إلى عدم وقوع “أي ضحايا”.
من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بإطلاق النار”بأسلحة خفيفة من عيارات مختلفة”على مواقع باكو، دون أن تبلغ عن أي خسائر.
ودعا الكرملين يريفان وباكو إلى “الامتناع عن أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوتر”.
وخاضت أذربيجان وأرمينيا مواجهات عدة منذ عقود ضمن نزاع للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ، كانت من أشدها معارك في العام 2020.
وخلّفت حرب خريف 2020 بين أرمينيا وأذربيجان أكثر من 6500 قتيل من الجانبين وانتهت بهزيمة عسكرية أرمينية واتفاق سلام برعاية موسكو.
لكن مواجهات متقطعة استمرت رغم وجود قوات روسية سواء في ناغورني قره باغ أو عند الحدود المعترف بها بين البلدين، كما حصل في سبتمبر، حين قتل 286 شخصا على الاقل في مواجهات جديدة على الحدود بين ارمينيا واذربيجان.
واندلعت الحرب الأولى بين البلدين عند سقوط النظام السوفياتي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، للسيطرة على هذه المنطقة ذات الغالبية الأرمينية في الأراضي الأذربيجانية، ممّا أسفر عن مقتل حوالى 30 ألف شخص.
وبينما تزداد عزلة موسكو على الساحة الدولية منذ غزوها لأوكرانيا في أواخر فبراير، يؤدّي كلّ من الولايات المتّحدة والاتّحاد الاوروبي دوراً رئيسياً كوسيطين في عملية التطبيع بين باكو ويريفان.
والتقى باشينيان وعلييف في بروكسل مرات عدة برعاية الاتحاد الأوروبي، وسبق لوزيري خارجية البلدين أن التقيا في سبتمبر في نيويورك بتدبير من وزير الخارجية الأمريكي.
وتنظر روسيا بسلبية إلى هذه المبادرات إذ تسعى إلى تأكيد نفوذها في منطقة القوقاز وتشك في رغبة الغرب بمنافستها أثناء انشغالها بغزو أوكرانيا.