::
بيروت، في 14 نوفمبر/العُمانية/صدرت رواية للكاتب الأردني المقيم في دبي
د. موسى برهومة، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. وقد أهدى الكاتب
روايته إلى روح صديقه الراحل ماهر سلامة.
تتناول رواية “ضِحْكت تاني”
للكاتب الأردني د.موسى برهومة أفكارًا وجودية حول الحياة والموت، من خلال ربط
تجربة ذاتية بأسئلة فلسفية تستبطن مواجهات حارّة، عبر لغة متوترة ومؤلمة.
اعتمد برهومة، في روايته التي صدرت عن
المؤسسة العربية للدراسات والنشر، على تقنية تعدّد الأصوات أو ما يعرف بـ ”
الرواية البوليفونية”، إذ يتصدى للسرد مجموعة من الشخصيات الواعية
واللاواعية، لرسم مشهد تغلب عليه الأسئلة التي لا تتوخّى القطع أو تقديم أفكار
حاسمة بشأن قضايا ملتبسة وإشكالية.
وكتب د. حسن حماد على الغلاف الخلفي
للرواية: “إنها تتّكئ، بشكل أساسيّ، على أزمة الوجود الإنسانيّ المهدّد،
دومًا، بالتلاشي والموت والعدم. ورغم شبح الموت الذي يطلّ برأسه في كل لحظة على
مسرح الأحداث، إلا أنّ البطل يرفض الاستسلام، ويظل متحصّنًا بالشِعر والموسيقى
والجنون وطيش المراهقة في مواجهة الموت، ويبقى متشبّثًا بالحياة القصيرة، الهادرة،
العابرة، الغادرة، ويواصل مسيرته دون توقّف”.
أما د.مشير باسيل عون فرأى أنّ هذه
الرواية تتسم بـ”عمق التفكير الفلسفيّ المبثوث في تضاعيف أحداثها”،
مضيفًا أنّ الفلسفة “تُنقذ السرديّات من فتنتها العابرة، وتغوص بها على معاني
الاختبار الوجوديّ في أشدّ إرباكاته استنهاضًا للعقل المستنفَر”.
من أجواء الرواية: “كان في داخلي
نداءٌ، يا ولدي، يحرّضني أن أعيش. لعله أمرٌ معقّد ما جرى في تلك اللحظات التي
ترسم الخيط الرفيع بين الحياة والعدم. لم أكن متأكدًا أنّ لحظة الموت قد أزِفت.
لقد رفض عقلي الفكرة من أساسها، ولم يكن لها وجود في تفكيري. كانت مقاومة الموت
متمترسة في عقلي. ومن ثَمّ ظلت إشارات الرفض تنبعث من الذهن إلى الجسد بعدم
الاستسلام. ثمة تحفيز خارق كان ينطلق من منطقة ما من دماغي، ويعطي أوامره للبدن
بأن يستبسل ولا يرضخ لغطرسة الجرثومة العنيدة التي لم تكن تقبل بأقلَّ من إفناء
الجسد والروح”.
يذكر أن “ضِحْكت تاني” هي الرواية
الثانية لبرهومة بعد “حتى مطلع الشغف”. كما صدر للمؤلف كتاب نثري،
وكتابان في الفكر العربي المعاصر، وكتاب عن مهارات الكتابة الإعلامية.
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال
المعمري