أصل المقالة مداخلة لم تنزل، وكانت على أثرٍ من الضيق والإقصاء لبعض الإخوة على بعض في بعض الملتقيات الثقافية، وعدم القدرة على التعاطي والآخر دون أن يكون للأنا الكبرى حضور، الأنا التي تضطلع بالحقيقة المطلقة وتحتكرها لذاتها دون الناس.
أقول حسن الظن هو أولى بنا وبعضنا.
فالغاية رضا الخالق، وتحقيق الخلافة الحقة كما شاءها الله في الأرض.
والخلافة الحقة مرجعها السلام والأمان، وما يتحصل به من إعمار واطمئنان وإبداع يقوم به الإنسان، وأن ظاهر المرء كما باطنه، لا يفترقان.
هذه حدود مبثوثة في كتابه المعظم، ومورست في زمن المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
“أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم”
” وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد”
“يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان”
“”فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”
فأصل المعاملة هو اللين في المأخذ “وقولا له قولا لينا لعله يذكر أو يخشى”، واعتبار الآخر وعدم استفزازه في معتقده أو تحقيره ” ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم”، “والرقي في الرد ” فحيوا بأحسن منها”.
كل تلك المبادئ يجب أن تكون لوازم ومرجعيات في تعاطينا والآخر، منا أو من غيرنا، إن كنا نريد أن نتقفى الإسلام الحق، وفي السيرة الزكية من ذلك اللين الكثير.
ثلاث وعشرون سنة عهد الرسالة الكريمة، ولم يثبت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم بادر الناس بالخيانة، أو عاجلهم بالاغتيال، أو فخخ أصحابه في نوادي قريش، وهم من تَرخُصُ أرواحُهم في سبيله، ولا أن أصحابه تقاتلوا في حياته على رأي، أو أنه ضيق عليهم في اختلافهم، إلا أن الضيق وعدم القدرة على تعاطي الخلاف والاختلاف كان له فيمن بعده ميدان، حتى لم يسعهم المقام، فاقتتلوا وتفرقوا، واليوم تتبدى الشدة والغلظة من جديد بين الناس للأسف، يستجرونها من مواقف السابقين، الذين كان لهم مقام معلوم، ولنا بالانفتاح والصلة بين لابَّتَيِّ العالم مقام معلوم آخر!! … غلظةٌ وضيقٌ من أعلى الهرم من المرجعيات الدينية، الى المنقلبين عليهم من الملاحدة والعقلانيين والليبراليين وغيرهم.
فالغلظة تغلف حواراتهم وتعاطيهم، والضيق بلغ مداه، حتى لا يكاد يتسع لقلبهم الذي بين جنبيهم!
ومن يرى مواضع الحوار وموضوعاته وكيف يتعاطى الجميع لأدرك ذلك بسهولة، وربما نقدم له بعض الأمثلة، على المواقف الضيقة، وعلى السعة من وراءها.
نضرب لهذا الضيق والسعة ثلاث مسائل من بين مسائل عديدة حياتية، فأولها مسألة الوجه وحرمته والمرأة بشكل عام، إذ يكاد المتزمت فيها يسطو بالآخر المصطحب زوجته أو أهله دون نقاب، ويكاد المنفتح المتنور أو المندلق يُزلق المرأة المحجبة ببصره، ويأخذها بعينه أخذ عزيز مقتدر قهرا وكمدا، وهي تخرج بعباءة أو حجاب، والثانية من المساءل ذوات الشجو أيضا الموسيقى فهي مثلا أرهقت أتباعها، من يراها ومن لا يراها، والمثال الثالث الآخر التماثيل…تم معالجتها على ذات الوتيرة…والتشدد فيها، أي تشدد، فالسيء في جميعها هو عدم البسط فيها بالآراء المختلفة، بل يتمسك الممانع والمبيح بقوله هو، وكأن ثم قطعا به وليس ثم وجه له آخر…بل من العجب أن بعض الذين يرون حرمتها يجعلونها الوجه الأوحد، ومن خالف رأيهم فقد خالف مقطوعا من الشرع، ويكون صاحبهم المقابل صاحب هوى وزنديقا كبيرا، وفي ذات الوقت تجد مخالفته للشرع تسبقه على قياسه، فتجده -وهو من أشد المنافحين عن حرمة الغناء والموسيقى مثلا- تجده حالقا لحيته، أو مسبلا إزاره، أو مدخنا لشيشته وسيجارته…في مشهد متناقض…يشعر بعمق الخلل في النظام الفكري الجمعي للأمة، والبنية التحليلية لها.
عند توسيع مجال النظر، واستشراف الرأي الآخر في الأمثلة أعلاه، نجد أن الوجه إباحته في كون إحرام المرأة في وجهها في الحج الأكبر، وأنه هوية الإنسان وسبيل معرفته، وأن إغراقه فتح لخلل أمني واجتماعي وأخلاقي، فضلا عن غيره من الأدلة العديدة من القرآن والسنة كآية “ولو أعجبك حسنهن”، والثانية الموسيقى قال بإباحتها جماعة لا يعز على الباحث معرفتهم من أهل القرآن وحفظته ومحبيه والفقهاء والمراجع، فالشيخ مصطفى إسماعيل من قراء مصر الكبار وعبدالباسط عبدالصمد في حفظهم للقرآن وأداءهم المتميز وإكرام الله لهم به حتى اليوم يقدمان دليلا لمن يزعم عدم اجتماع حب الموسيقى وحب القرآن في قلب، في تأكيد أن القرآن مع الموسيقى كما القرآن مع غيره من مباحات الحياة ومناشطها، كالرياضة والأدب والشعر، لا علاقة تنافر بينهما، بل قد يكون علاقة تجاذب، ورفع همة وطاقة للنهل من القرآن أكثر، والشعرواي في رأيه المبسوط المحل، المنزل لها منزلة الكلام، فحكمه حكم سياقه ومحتواه، فما زكَّى النفس فقد زكاها وحَلَّ، وما دسَّاها فقد دساها وحَرُم، وغيرهم، فضلا عن البسط في ذلك للأقدمين كالعز بن عبدالسلام العالم الزاهد وابن سينا والفارابي، ومن أهل الرواة الموثقين كإسحاق الموصلي المغني المشهور…بل حتى المصطفى في سماعه الجاريتين تغنيان، ومنعِه أبا بكر من قطع غناءهما، وفي المرأة المغنية التي نذرت أن تغني لقدومه سالما من بعض مغازيه، وتضرب الدف بين يديه سعادة به وحمدا على سلامته، فأذن لها الرسول صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه الصحابة تباعا وهي تغني حتى دخل عمر فسكتت، ففي هذا وغيره ثبات على أصل الإباحة، ودليل للمتأولين لأدلة المانعين، والدفوف كانت من معازف عصر النبوة المتاحة، فإيقافُه عليها تَحَكُمٌ، كذلك لو كانت بظاهر ما يُدَّعَى له من حرمة المعازف -الآلاتِ- مطلقا وأصلا، فلماذا بقيت في المدينة، حتى تتكرر مواقف النبي معها من بداية هجرته كما جواري بني النجار اللاتي استقبلنه يغنينه بالدف، وأكد تقديره للتكريم بقوله؛ ” يعلم الله إني لأحبكن”، وخلال حياته واستقراره في المدينة، ولم يأمر المصطفى بكسرها كما أمر بإهراق الخمر يوم تحريمها؟! كما ولا يستثنى الحرام في النذر وإلا لَنُذِرَ بالسوء وأُقِرَّ، كالعلاقات المحرمة تعبيرا عن السعادة…. ولا في الأعياد وحياة الدعة، وإلا لاستثنيت الخمور والمجون وغيرها من باب الترفيه، فالإسلام وجه واحد لا يتعدد، وإنما يستثنى في الاضطرار وخوف النفس من التلف، والاضطرار ليس بالاختيار ولكن بالإجبار، كما في المضطر للطعام الهالك جوعا، أو للتقية لمن هُدِّد في حياته بسبب إيمانه وتوحيده (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)…. بل حتى أدلة المانعين تحتمل التأويل في ظاهرها فمثاله آية “ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله”…فمتى كانت الموسيقى حديثا في الأصل -أي كلاما منطوقا- ليكون له لهوٌ؟!…فالحديث مركب من صوت الناس وحديثهم لبعضهم وقصصهم وملاحة سردهم، وهو الكلام المنطوق كذبا وصدقا، واللهو منه ما يمنع الناس عن فعل الخير واتباعه، ويلهيهم عن أداء واجبهم اتجاهه، من ذلك جاءت ” يُضل ” المتعدية في إضلال الآخر، ولم تأت “يَضل” اللازمة للمرء ذاته، والرائي في سبب النزول يجد ذلك المعنى قائما في وجه منها، حيث اشترى بعض مشركي قريش القاصين والمغنيين وأصحاب الملاحة في الحديث ما يصرف به الناس عن محمد وهو يدعو الناس ببطن مكة، وهلم جرا في التأويلات المشابهة لمن يرى بقاء الموسيقى على الإباحة، وأوَّلَ أدلةَ المانعين أو المحرمين.
أما المثال الثالث في التماثيل فهي تلك المعبودة من دون الله، فالعلة في عبادتها لا فيها، أما غيرها مما يظهر عظمة الإنسان وأبهته دون تبجيل ولا عبادة فتلك كانت نعمة من الله وفضلا..وقد جاءت في سياق تحديث الله لنعمه على سليمان، وحث آل داوود على شكرها ” يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور”، مع لفت الانتباه الى أن التماثيل المحرمة قد سبقت زمانا -في عهد إبراهيم- التماثيلَ المُحدَّثَ بها في الآية نعمةً من الله على سليمان، فإن كانت حرمة التماثيل مطلقة لحرم ما بعد إبراهيم، في عهد سليمان وداوود -حفيديه- وما بعدهما..
إن الضيق الذي يمنع الإنسان (مرجعا دينيا وغيرَ ديني) من رؤية وجهة نظر الآخر واجتهاده في مسألة ما، من باب سبق اتخاذ موقفٍ عام منه، وحكمٍ تابع له، كما هو موقف البعض في اتجاه كل ما هو إسلامي أو تراثي، أو من باب الوصاية والتربية، أو عدم الثقة بقدرة المجتمع على كبح شهواتهم أو غواية الشيطان لهم إن عرض لهم الرأي الآخر، بينما يمارس تلك السعة في مسائل فقهية أخرى، بدعوى سد الذرائع مثلا، إن ذلك الضيق وتلك المنهجية والانتقائية غير المؤسسة، تحدث كثيرا من الدربكة، وتدخل الناس في مرحلة من الاكتئاب العاطفي، والمرء يعيش التناقضات مع الوجه الأوحد المقدم له للشرع، ما قد يوصله لردة فعل عنيفة اتجاه هذا الدين؛ تعصبا له، ونيلَ الناس من شره، خصومةً وسوء علاقة وحوار بينهم…. أو تفلتاً عنه، وانقلابا عليه، واستعداءا لمجموعه، وكلتا النتيجتين مضرة بالفرد والمجتمع، وعلائق أفراده وأواصرهم المأمور تقويتُها من الله، ومضر برسالة هذا الدين الخالدة.
إن خير ما يقوم به الإنسان وأرقى ما يمكن أن يصل إليه هو ما قمنا بتمثيله أعلاه، من تقمص رأي قائليه، وهو اجتهادُ المرء لقراءةِ فكرِ مَن خالفه اجتهادَه لقراءة فكره، والإعتراف بوجوده مع مخالفته، لا سيما في مسائل رأيٍ، لا نص فيها ظاهرُ القطع، وأن يَعدِلَ فيه عدلَه لنفسه، وأن يتذكر أن الله واسع المغفرة لمن اخطأ وأصاب في مقطوعٍ به من السيئات والمعاصي في ضعفٍ، مع عزم التوبة، وتجنب الكبائر ” إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيآتكم وندخلكم مدخلا كريما”، فما بالك بمن أخذ -متأولا- برأيٍ مهما كانت دقته ومرجوحيته، وأمن به السوء، وتحصل له به التزكية لنفسه بزيادة إيمان وقرب لله ورسوله وكتابه؟! … كما ومجال الإباحة شاسع واسع، لأنه الأصل في الحياة، فأبوابه أربعة دون إثم في إتيانه ( الواجب والمسنون والمباح والمكروه)، والمنع له باب واحد فقط (الحرام)، فكيف يَحْمِلُ الناسُ على بعضهم، ويُحَمِّلون بعضَهم، حتى لم يستطيعوا تقبل اختلافهم، فأبطلوا عباداتهم خلف بعضهم، وأحطوا من تقديرِ بعضِهم بعضا.. والسعة والحال اليوم يحتم عليهم كما تقبلوا اختلاف هيئات صلاتهم بعد قرون من التمزق ووجود المحاريب الخمسة ثم الأربعة في صحن الحرم المكي، عليهم اليوم أن يتخطوا كل أشكال الخلاف في الرأي ويتعايشوا معه كذلك، مذاهب، وضمن المذهب الواحد، ويعطوا الناس ثقة ما أعطاهم لهم ربهم من تكليف، وإيمان بقدرتهم على تمييز الغث من السمين، ولا يكتموا علما علموه ولو كان مرجوحا لديهم في مسألة رأي عامة مجتمعية، من باب سد الذرائع، ولا يحكروا حب الله، وحب رسوله، وحب الناس، على جهة أو فكر أو مذهب أو رأي أو مظهر بعينه، وما عداه فعدو، وهل أهلك الخوارجَ من قبل إلا ذلكم المنهج، وهل يُهلَك خوارجُ اليوم ومن انضوى تحت عبائتهم الا به…
ألم يختلف الصحابة في تأويل نهي النبي عن صلاة العصر إلا في بني قريظة، فصوب المصطفى الجميع، من صلى بعد الغروب خضوعا لظاهر الأمر، ومن صلى قبله خوف ذهاب وقت الصلاة..فكان الجميع مصيبا.
إن المَدَنيةَ كان يمارسها المصطفى في المدينة في أسمى تجلياتها، لذلك لم يكن اعتداء فقط من منطلق الاختلاف على مكونات المدينة، فكان -على مستوى الأديان- اليهودي المدني، والنصراني والمجوسي الزائران وغيرهم، فما بالنا باختلاف آراء الصحابة وقراءاتهم.
هذا لو قدرنا أن ما يصلنا منهم عنهم وعن النبي محمد عليه الصلاة والسلام ثابت لا ريب فيه، فضلا أن يكون هناك المكذوب عليه، والراوي أخطأ في نقله لفظا أو معنى، وغيرها من احتمالات الخطأ الواردة طبعا في النصوص والتأويلات عنه وعن السابقين عموما.
إن مظاهر الإلحاد والنقمة على الدين وعلى الاسلام خصوصا يشترك فيه منافحوه بعدم قدرتهم على التوسع، واحتواء الآخر في تساؤلاته، بريئة وغير بريئة، وعدم استطاعتهم التعايش مع مخالفهم ممن ينطلق من التأويل والقراءة في مخالفته، لا سيما في أمور حياتية عامة، فلم يجد المشككون من يأخذ بيدهم لحوار هادف هادئ، هذا لو سلمت نية المنقلبِ على عقبه منهم، ولم يأت هو الآخر تحت وطأة معتقده الجديد وضيق أفقه، سواء كان تحرريا او تنويريا او ما كان اسمه، فإن كثيرا من أولاء ركبوا قناعة في عقولهم (الحرية السالبة) واتخذوا عدوهم (التراث الاسلامي عموما والسنة خصوصا)، وأثبتوا لهم أئمة جددا ينحون نحوهم، فما زالوا يرجفون بهذا الدين ويرمونه من بعيد، دون أن تكون منهم مقاربة موضوعية له، في معزل عن تأثير مقابليهم ممن يُحمَلُ الدينُ عليهم، ويُحملون هم على الدين، وكلا الفريقين مخل، والله ليس له صلة بإي منهما، إلا بالتقوى والعمل الصالح، الذي يزيد هذه الحياة بهجة وألفة واطمئنانا وعدلا كبيرا، ويحث الإنسان على الأخذ منها، والتقلب في نعيمها، والتمتع بجمالها، طلبا لتمتعه بالجنة من وراءها، نعيما في الدنيا موصولا بنعيم لا ينفد في الآخرة.
أخيرا يجب تناول المواضيع المطروحة على قدرها، فلا تُجعلُ صغيرةٌ كبيرة، ولا يستصغر كبير، كما وإنه يجب استدعاء سعة العرض وذكر رأي المخالف أو المتأول لا سيما في قضايا عامة مجتمعية حياتية، وأن لا يقتصر على رأي مانع أو مبيح، حتى لا يقع في دائرة المدلس الخافي لما علم هوى وتوجيها لما يريد، فيفتن الناس في حياتهم ودينهم بعضِهم على بعض، فيظنوا أن ثم وجها واحدا فقط مقطوعا به لا خلاف عليه، فيكون منهم على بعضهم الغلظة والنفور، ودعوى الشرع مع فريق، والمعصية لآخر، والأمراض النفسية المختلفة من انفصام، وخلاف الباطن والظاهر، كما ويجب أن يجدد صاحب النظر في ما وقع بين يديه من معرفة لم تقع لسلفه، بدل أن يكون وسطا ناقلا، ومصنعا لإعادة إنتاج آراء السابقين، المحكومين بسياقهم وزمانهم ووسائل معرفتهم، ما قد يعذرون في اجتهادهم، ولا يعذر نظراؤهم اليوم لإهمالهم المستجدَ من معرفة بين أيديهم، وقد نرى نتيجة إعادة الإنتاج الفكري للأسبقين -دون تحديث بما نراه- في إعادة إنتاج أزماتهم، من خوارج جدد، وأسواق رقيق، وجوار، وفتن بين المذاهب، وهو ما يضر بخلافة الإنسان في الأرض، وبنشر رسالة نبيه فيها، وتحقيق السلام المراد للعالمين.
عبدالحميد بن حميد بن عبدالله الجامعي
السبت
٢١ محرم ١٤٤١ هـ
٢١ سبتمبر ٢٠١٩ م
#عاشق_عمان