يُمثـّل الثامن عشر من شهر نوفمبر مناسبة عزيزة على قلوب كل أبناء سلطنة عُمان قاطبةً، فهو أحد أيام عُمان الخالدة، والذي نحتفلُ به جميعاً مواطنين ومقيمين.
سلطنة عُمان كغيرها من دول العالم تحتفل بمناسباتها الوطنية؛ حيث يلتفّ الشعب حول قيادتهِ الحكيمة، مُهنّئين مُجددين العهد والولاء والانتماء لوطن أعطاهم الأمن والأمان، وكفل لهم الحياة الكريمة، ووفّر لهم مختلف الخدمات، وكفل حرية التعبير التي نفخر نحن -العُمانيين- بأننا دائماً ما نبوحُ بما يجول في خواطرنا تجاه مؤسسات الدولة، مقترحين ناصحين منتقدين بعبارات النقد البنّاءة حباً وتقديراً لهذا الوطن، وحفاظـاً على سمعته وكرامته وأمنه واستقراره، وما يثلج صدورنا أن أجهزة الدولة ومؤسساتها تسمع لأبناء الشعب، فأبواب المؤسسات مفتوحة، وهناك الكثير من الحسابات الرسمية الحكومية على منصات التواصل الاجتماعي تنقل ما يطلبهُ ويقترحهُ أبناء عُمان لأغراض التطوير والتعديل والتحسين، سواء على مستوى الخدمات أو متطلبات المواطن الأخرى.
سلطنة عُمان بلاد التاريخ والحضارة، فهي منذ الأزل كانت مهداً للحضارات التي تعاقبت على هذه الأرض، بسبب موقعها الجيوسياسيّ، وخلال فترات زمنية ليست ببعيدة كانت تفرض سيطرتها السياسية والعسكرية على أجزاء من العالم، وكانت تـُعـدُّ إمبراطورية مترامية الأطراف، ويُحسب لها ألف حساب بين الأمم، وإنني لن أتوسع في سرد تاريخنا المجيد، وأكتفي بالإشارة إليه، وهذا فقط من باب لفت انتباه القـُرّاء الكرام إلى أن تاريخ أجدادنا يتطلّب منّا نحن -أبناء الجيل الحالي- أن نواصل مسيرة البناء على ما تركه أجدادنا من مآثر وتاريخ عظيم، نواصل العطاء متسلّحين بالعِلم والمعرفة، لنحقّق الإنجازات التي تصبُّ في مصلحة الوطن ورصيده، وترقى به وبأبناء شعبه، فنحن لا نتذكر الماضي لأجل الفخر والتغنّي به فحسب، بل ولأن عظمة تاريخنا وإنجازات أسلافنا تـُشكّل لنا الحافز والقاعدة للانطلاق نحو المستقبل، لا بالكلام والثرثرة على منصّات وبرامج التواصل الاجتماعيّ، بل بالعمل الجادّ والسعي نحو خدمة البلاد والشعب والقائد المفدّى.
ها هو الثامن عشر من نوفمبر يأتينا لنحتفل بمناسبة غالية على قلوبنا جميعاً، مجدّدين العهد والولاء للقيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم حفظه الله، فهنيئاً لكم العيد سيّدي، ودُمت ذُخراً ونبراساً وفخراً لنا عبر الزمان، وكلّ عام وأنتم بخير.
أحمد بن خلفان الزعابي