الثامن عشر من نوفمبر تحمل ذكرى عزيزة وغالية في وجدان أبناء عُمان الأوفياء، حيث قدرت المشيئة الإلهية ميلاد فارس عُمان المغوار جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ باني نهضة عُمان الحديثة، وبمجرد أن يأتي هذا التاريخ نجد أنفسنا نحن العُمانيين نتفاعل تلقائيا مع هذه المناسبة. واليوم تحتفي بلادي بالعيد الوطني الثاني والخمسين المجيد كذكرى عزيزة تعبِّر عن الوفاء والولاء والانتماء والعرفان لهذا الوطن العزيز وما تحقق من منجزات على مدار (٥٢) عامًا منذ تَولِّي السُّلطان قابوس ـ رحمه الله ـ مقاليد الحكم في عُمان في الـ٢٣ من يوليو ١٩٧٠م وحتى اليوم. هذه المنجزات التي أخرجت عُمان من ظلام الماضي إلى نور المستقبل أخرجت أهل عُمان من الجهل والمرض والفقر والعزلة إلى رحابة مستقبل مشرق، ولله الحمد من قبل ومن بعد. هكذا أرادت المشيئة الإلهية لهذا الوطن العزيز وأبنائه الكرام الذين حملوا على عاتقهم أمانة عظيمة بعِظَم هذا الوطن وتاريخه المَجيد الذي لم ولن يأفل نجمه على خريطة التاريخ والجغرافيا، وعُمان تكمل هذه المسيرة الظافرة بقيادة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ ليحمل أمانة هذا الوطن، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينه على تحقيق الخير والنماء والسلام والاستقرار والازدهار لعُمان نحو غدٍ مشرق بعون الله.
عندما تحين هذه الذكرى تتوقد المشاعر وتستنفر كل معاني الفخر والاعتزاز بهذا الوطن العزيز، ولا شك أن هذه الذكرى السنوية في سلطنة عُمان لا تعبِّر عن ظرف أو حالة عابرة بقدر ما تعبِّر عن الوفاء لتلك المنجزات طوال الـ(٥٢) عامًا من نهضة عُمان المَجيدة. ولا شك أن “المسؤولية جسيمة” كما عبَّر عنها جلالة السُّلطان هيثم ـ أعزَّه الله ـ في مستهلِّ تَولِّيه مقاليد الحكم في البلاد بتاريخ الـ١١ من يناير ٢٠٢٠م، وهذه المسؤولية نحن شركاء فيها جميعًا مولانا جلالة السُّلطان من مواطن ومن مسؤول على هذا الوطن العزيز.
في هذه الذكرى الوطنية العزيزة نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للمقام السَّامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ وإلى الشَّعب العُماني الوفي في جميع مناطق سلطنة عُمان، ويدًا بيدٍ لتجاوز كل تحدِّيات العصر، وهذا لن يتحقق إلا بسواعد وفِكر أبناء عُمان الأوفياء.. حفظ الله هذا الوطن وأسبغ عليه نعماءه ظاهرة وباطنة، ورحم الله قائد نهضة عُمان الحديثة، ونسأل الله التوفيق والسداد لنكون سواعد خير وبناء لعزَّة هذا الوطن ومَجده.. إنَّه تعالى وليُّ التوفيق والحمدلله رب العالمين.
خميس بن عبيد القطيطي