لا تعوز المتتبع لشأن سلطنة عمان بوصلة للبحث والتنقيب، عن النهج السياسي الذي سينتهجه السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد،السلطان العاشر لسلطنة عمان، فهو بلا أدنى شك سيقتفي اثر السلطان قابوس بن سعيد باني نهضة عمان الحديثة،على مدى نصف قرنمن الزمان، فهو على هذا الصعيد يعد الابن الوفي لمدرسة قابوس بن سعيد التي انتهجت سياسة الحياد، وعدم التدخل في شئون الغير، ومنثم القيام بدور الوسيط لرأب الصدع بين الفُرقاء.
ولقد أهل السلطان هيثم بن طارق تعليمه المتميز فهو خريج جامعة أكسفورد فشغل عدة مناصب رفيعة في جهاز الدولة، ومن ثم تم تكليفهليصبح رئيس اللجنة العليا لتحديد رؤية عمان المستقبلية 2040، كما تقلد عدة مناصب وزارية من بينها وزارة الثقافة والتراث في عام2002، وحظي بثقة السلطان قابوس التامة فأصبح المبعوث الشخصي لنقل رسائله إلى الخارج.
نقطة الانطلاق هذه يمكن القول إنها جعلته ملما بكافة دقائق التفاصيل في جهاز الدولة، فعرفه عن قرب وأتقن فن التعامل مع تفاصيله، وماينتج عنها من المتغيرات التي تقتضيها ظروف التفاعلات الحياتية، فوفق سياسات مخطط ومعد لها سلفاً، جعلت جلالة السلطان هيثم بنطارق يضع في مشروعه لإعادة بناء الدولة قطاع التعليم نصب أعينه باعتباره القاسم المشترك لكل عمليات التنمية، حيث يعد التعليم ركنعملية التنمية القويم، فعمد إلى رفع القدرات التعليمية من مرحلة الأساس،حتى التعليم الجامعي فما فوق الجامعي، ومن ثم اهتم بسياسةالبعثات الخارجية لنقل تجارب الشعوب المتحضرة عبر إرسال البعثات إلى الخارج ، أما في مجال قيام الحركة العمرانية، فقد أولي السلطانعمليات إنشاء وتشييد البنية التحتية من الطرق والجسور والحفريات وشبكات الصرف الصحي إضافة لشبكات الكهرباء والاتصالات أولويةقصوى وذلك لربط السلطنة بعملية التواصل بالشبكات العالمية لتسهيل الترابط والتواصل عبر العالم.
ولقد جعلت عمليات الربط التقني هذه في تلك الحقبة من خلال ما يشاهد من مرآي نشاطات فعالة ونهضة في كافة القطاعات ما يمكن القولعنه في تصنيفها “ لقد صبر فظفر”.
كان ثاني الحلقات التي واجهت القيادة في تلك الأيام من العام 2020 هو التفاكر في رفع قدرات الاقتصاد ليساير اقتصاديات العالمالمتقدم، فكان أن ارتأت أن شواطئ السلطنة الممتدة بموانئ تكاد تمتد إلى عمق البحار فالمحيطات، أن تلك المواني لم تكن تأتي أؤكلهاالمرجوة من العائدات، فأطلقت سياسات تشييد المواني العملاقة على امتداد بحارنا لتشمل كافة المواني في كل من صلالة و صحار إلى أخرالعقد الفريد من مواني السلطنة المباركة ، والتي تم الأعداد لها بشكل يتماها وأضخم المواني العالمية فتمت توسعتها، حتى غدت تستقبلالسفن والعبارات العملاقة التي تقل الحاويات الضخمة الكبيرة.
كل تلك الانجازات الكبيرة ما كان لها أن تتحقق في لمح البصر، لولا عناية الله وحكمة سلطاننا الأمين المفدى هيثم بن طارق بن تيمور آلسعيد، الذي استطاع أن يصنع المعجزة، ألان ونحن نحتفي في هذا اليوم المبارك من أيام العيد المجيد نحي سلطاننا المفدى وكافة ربوعالوطن والمواطنين ومن خلفهم نحي كل جنود الوطن المجهولين على امتداد أرضه وهم يسهمون في بناء حضارته كل بما يليه من عزم وجهدومعرفة.
سليمان الحوسني