تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بيومها الوطني الحادي والخمسين المجيد وهو يوم عظيم في تاريخ الاتحاد، هذه الذكرى الطيبة التينحتفي بها جميعا في خليجنا العربي، فنحن جميعا في بلد عربي واحد وجغرافيا واحدة وتاريخ ومصير مشترك، هذا هو واقع الحال الذيأكده الزمان والمكان ولن يختلف هذا الواقع بإذن الله .
سلطنة عمان تشارك دولة الامارات العربية المتحدة فرحتها واحتفالاتها بهذا اليوم الوطني المجيد، مما يبرز عمق تلك العلاقات ومتانة الروابطالاجتماعية المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين، فعمان والامارات يمثلان نموذجا أخويا فريدا في تاريخ العلاقات الدولية وروابط لا يمكنأن تنفك عراها الوطيدة نظرا لتجذر البعد الاجتماعي واستنادا لحقائق التاريخ والجغرافيا المشترك بينهما .
لقد رسخ السلطان قابوس بن سعيد – رحمه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان – رحمه الله أسسا ثابتة ومتينة في العلاقاتبين البلدين لمستقبل مشرق؛ فأدركا بحكمتهما الثاقبة حقائق التاريخ والجغرافيا السياسية والبشرية والامتداد الاجتماعي بين البلدين، وفطناالى وجود تلك المعطيات وخصوصية تلك العلاقة التي قدمت نموذجا استثنائيا لا يمكن أن تغيرها تقلبات المناخ السياسي، وهذا الفكر النيرانطبع في ضمير مواطني كلا البلدين الشقيقين بل هو ضمير الوطن الواحد بكامل منظومته الوطنية، كما قدم البلدان مثالا يحتذى به فيترسيم الحدود الدولية في توقيت مبكر مما يؤكد رغبة ثنائية صادقة لإبعاد شبح الخلافات، وتعمل اللجنة العليا المشتركة للتعاون والتنسيق بينالبلدين التي أنشئت في العام 1991م على تكريس تلك العلاقات بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين ويحقق مزيدا من النماء والازدهار،كذلك شكلت لجان دائمة لتحقيق تطلعات قيادتي البلدين فيما يخدم الشعبين الشقيقين، بل هو شعب واحد يرتبط بوشائج اجتماعية متداخلةتعتبر أحد المرتكزات العميقة وأهم ما يميز تلك العلاقات الأخوية بين عمان والإمارات.
آفاق التعاون والتضامن بين البلدين وصلت الى مرحلة متقدمة فدولة الامارات العربية المتحدة تعتبر الشريك التجاري الأول لسلطنة عمان وهوما يدعو الى فتح آفاق جديدة ورحبة لمستقبل أفضل، كما أن التنقل بين البلدين اعتمد بالبطاقة الشخصية منذ وقت مبكر مما انسحب علىجميع دول مجلس التعاون الخليجي لاحقا، كل أن تلك العلاقات المتميزة التي قل أن تجد مثيلا لها في المنطقة تستوجب وعيا جمعيا بينالشعبين نحو مزيد من العلاقات الأخوية الوطيدة والحفاظ على تلك العوامل المشتركة وتغليب روح التعاون والمودة والقربى بشكل دائم وعدمترك بعض الاختراقات البينية المضللة أن تتسرب على الاطلاق، فعمان والامارات هما بلد واحد وشعب واحد والواقع يؤكد ذلك .
لقد استمرت مسيرة الخير بين عمان والامارات لدى قيادتي البلدين في العهد الجديد في ظل قيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- المعظم وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتواصل مسيرة الخير والعطاء منطلقة نحو مستقبل زاهر من الرخاءوالاستقرار للبلدين الشقيقين، هذه المسيرة مازالت تحقق الخير في مختلف المجالات ماضية في طريق التعاون لمشاركة بقية الاشقاء فيمنظومة التعاون لدول الخليج العربية هذا التآلف والانسجام.
في هذا اليوم الوطني المجيد ومن سلطنة عمان نرفع لكم أيها الأشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة أسمى آيات التهاني والتبريكات،سائلين الله سبحانه أن يحفظ البلدين الشقيقين ليمضيا معا نحو مزيدا من التقدم والازدهار والتعاون والاستقرار كما نسأله سبحانه أن يعمالخير والرخاء على عموم المنطقة .. كل عام وأنتم بخير .
خميس بن عبيد القطيطي