الكرملين يؤكد أن روسيا لا تخطط حاليا لضم المزيد من الأراضي الأوكرانية
موسكو كييف “رويترز د ب أ”: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم إن رغبة الغرب في الحفاظ على هيمنته على المشهد العالمي هي المسؤولة عن زيادة مخاطر نشوب صراع محتمل.
وأضاف “احتمالات نشوب صراع في العالم تتزايد، وثمة تداعيات مباشرة لمحاولات النخبة الغربية الحفاظ على هيمنتها السياسية والمالية والعسكرية والأيديولوجية بكافة السبل”.
أدلى بوتين بتصريحاته في رسالة مصورة نشرها الكرملين إلى قمة وزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة من الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وقال بوتين “إنهم يتعمدون زيادة الفوضى وتصعيد الوضع العالمي”.
كما اتهم الغرب “باستغلال” أوكرانيا واستخدام شعبها “كوقود مدفع” في صراع مع روسيا.
ووصف بوتين مرارا الحرب في أوكرانيا بأنها صراع بين روسيا والغرب، منتقدا من يوفرون دعما ماليا وعسكريا لكييف.
وتقول أوكرانيا وبلدان أوروبية وواشنطن إن موسكو استخدمت مخاوف أمنية ذريعة لشن حرب عدوان على جارتها المؤيدة لأوروبا في محاولة للسيطرة على أراضيها والإطاحة برئيسها فولوديمير زيلينسكي.
لا تخطبط لضم أراضي أوكرانية
أعلن الكرملين أن روسيا لا تخطط حاليا لضم المزيد من الأراضي في حربها ضد أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “لا يوجد شك في ذلك”، بحسب وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس.
ولكن هناك، على حد قوله “المزيد من العمل” يجب القيام به “لتحرير” الأراضي التي تم ضمها من السيطرة الأوكرانية.
وضمت روسيا المناطق الأوكرانية لوهانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا رغم احتجاجات من جانب أوكرانيا والغرب بأن الخطوة تمثل انتهاكا للقانون الدولي.
ولم تكن أي من تلك المناطق تحت سيطرة روسيا بشكل كامل وقت الإعلان عن ضمها. وقد حررت أوكرانيا مؤخرا أجزاء أخرى منها من الاحتلال الروسي.
ويعرف القانون الدولي روسيا كقوة محتلة في تلك المناطق وينص على أنها تنتمي إلى أوكرانيا.
وقال بيسكوف أيضا إن موسكو ترى أن استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم على البحر الأسود – التي ضمتها روسيا في عام 2014 – يمثل تهديدا مستمرا.
وذكرت السلطات في مدينة سيفاستوبول في القرم الخميس مرة أخرى أن طائرة بدون طيار أوكرانية ضربت الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وقال بيسكوف “الخطر مستمر بلا شك لأن الجانب الأوكراني يواصل توجهه في تنظيم الهجمات الإرهابية”.
وتابع أنه ، مع ذلك، فإن الدفاعات الجوية أظهرت فعالية العمليات المضادة.
كما انتقد المتحدث باسم الكرملين تصريحات ألمانيا التي قالت بأن أوكرانيا ليس عليها أن تقتصر على أراضيها في صراعها الدفاعي ضد روسيا. وحذر بيسكوف من أن هذا من شأنه أن يوسع الصراع.
وتعرضت الأراضي الروسية لقصف متكرر خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي الوقت ذاته، اشتكى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الخطر الذي تشكله الألغام الروسية داخل البلاد.
وقال في رسالته اليومية بالفيديو الخميس “إن هذا هو شكل الإرهاب الروسي الذي سيتعين مواجهته لسنوات قادمة”.
وجاءت تصريحاته بعد تكريمه لأربعة ضباط شرطة بعد أن قتلوا أثناء الخدمة في خيرسون يوم الأربعاء إثر تعثرهم في لغم، وفقا لزيلينسكي.
واتهم الرئيس الأوكراني روسيا بتعمد ترك الألغام كتهديد مميت للمدنيين.
وقال زيلينسكي،44 عاما، إنه متأكد من أن إرهاب الألغام سيكون أحد الاتهامات الموجهة لروسيا في فترة ما بعد الحرب.
بالإضافة إلى ذلك ، تحدث زيلينسكي عن “اجتماع عمل” أجراه مع وزراء سلوفاكيين.
وقال زيلينسكي إن المحادثات اكدت على أهمية تعزيز التضامن الأوروبي وإيجاد خط مشترك عند صياغة الحزمة التالية من العقوبات ضد روسيا.
مقتل 5 مدنيين في منطقة “دونيتسك”
قتل خمسة مدنيون وأصيب اثنان آخران، في قصف روسي لمنطقة “دونيتسك” جنوب شرق أوكرانيا الخميس.
جاء ذلك في بيان، صادر عن رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في دونيتسك، بافلو كيريلينكو على تطبيق “تليجرام”، ونقلته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية “يوكرينفورم” أمس.
وأضاف كيريلينكو “في 8 ديسمبر، 2022، قتل الروس خمسة مدنيين في منطقة دونيتسك: ثلاثة في باخموت وواحد في توريتسك وواحد في نيتيلوف. وأصيب اثنان آخران”.
وتابع أنه من المستحيل حاليا حساب العدد المحدد للقتلى في ماريوبول وفولنوفاخا.
وطبقا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، مازالت القوات الروسية تحاول القيام بعمليات هجومية في اتجاهي “باخموت” و”أفديفكا”.
ولم يتسن التحقق من تلك المعلومات من مصدر مستقل.
300 ألف جواز سفر روسي
حصل حوالي 300 ألف أوكراني على جوازات سفر روسية منذ بداية الحرب التي تخوضها موسكو ضد الدولة المجاورة، وفقا لمنصة “ميديازونا” الإعلامية الروسية المستقلة.
وأفادت المنصة، التي تعتبر منتقدة للكرملين، يوم الخميس نقلا عن بيانات وزارة الداخلية في موسكو، بأن ما بين 70 إلى 80 ألف شخص حصلوا على الجنسية الروسية في شهر أكتوبر وحده.
وحصل معظم المتقدمين على جوازات سفر روسية جديدة في منطقة “روستوف أون دون” بجنوبي روسيا وفي شبه جزيرة القرم على البحر الأسود، التي ضمتها موسكو في عام 2014.
وترجع موجة الطلبات إلى حقيقة أن المواطنين الذي لا يحملون جوازات سفر روسية في الأراضي التي تحتلها قوات موسكو لا يحصلون على حقوقهم الأساسية، بحسب “ميديازونا”.
وقال التقرير، مستشهدا بمثال لأسرة تم جلبها إلى شبه جزيرة القرم: بأنهم “لا يتلقون في كثير من الأحيان مساعدة طبية أو دعما اجتماعيا بدون جواز سفر [روسي]”. وبحسب ما ورد فقد مرض طفلهم، ومن أجل الحصول على المساعدة، كانت الأسرة بحاجة إلى جواز سفر روسي، وفقا لمتطوع.
وأجبر ملايين الأشخاص على الفرار وسط الحرب في أوكرانيا، الذي بدأ في نهاية فبراير الماضي. ووفقا للأمم المتحدة، فقد فر حوالي 8 ملايين أوكراني إلى دول أوروبية أخرى.
وفي الوقت ذاته، وفقا للتقديرات الرسمية الروسية، دخل حوالي 5ر4 مليون لاجئ أوكراني إلى الأراضي الروسية حتى الآن.