الدوحة (د ب أ) – نجحت قطر خلال أيام في استعراض ثمرة تخطيط وعمل وجهد هائل على مدار أكثر من 12 عاما عبر الاستضافة الناجحة والمبهرة لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم المقامة حاليا، وجاء الدور لتسليط الضوء على أبرز محاور التحضير للبطولة وكذلك النتائج التي تحققت حتى الآن على أرض الواقع، وهو ما تحدث عنه المهندس ياسر الجمال المدير العام للجنة العليا للمشاريع والإرث.
وفي مقابلة خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، تحدث المهندس ياسر الجمال في البداية عن المشروعات الكبرى التي تهدف لخدمة قطر وكيف لعب المونديال دورا بارزا في التسريع من وتيرتها وإنجازها في الوقت المناسب.
وقال الجمال :”بالتأكيد كان هذا ضمن رؤية استضافة قطر لبطولة كأس العالم، فمنذ أن حصلنا على حق الاستضافة في 2010، كان الهدف الرئيسي تسريع وتيرة العمل في المشروعات الإنشائية، سواء كانت شبكة الطرق التي انتقلت من حوالي 100 كيلومترا إلى 600 كيلومترا في 2022، بالإضافة إلى شبكة المترو، حيث تم الانتهاء من المشروع بالكامل في 2019، ومطار حمد الدولي، بالإضافة إلى البنية التحتية المتعلقة بالمونديال الخاصة بالاستادات وملاعب التدريب.”
وأضاف :”تم إنجازها كلها قبل عام من بطولة كأس العالم، وتم تجربة هذه المنشآت بشكل كامل خلال البطولات والفعاليات السابقة، كأس العالم ساهمت بشكل كبير في إنجاز هذه المشروعات في الوقت المناسب وبالجودة المطلوبة، وستبقى إرثا فيما بعد لدولة قطر والمواطنين والمقيمين فيها.”
وكشفت إحصائيات اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن أن العدد التراكمي لركاب المترو بلغ ما يقرب من 11 مليون راكب بينما بلغ العدد التراكمي لركاب الترام نحو نصف مليون راكب، والعدد التراكمي لركاب الحافلات 8ر3 مليون راكب.
بينما سجلت شركة “كروة تاكسي” لسيارات الأجرة ما يقرب من 200 ألف رحلة وسجلت شركتي “أوبر” و”كريم” 400 ألف رحلة و30 ألف رحلة، على الترتيب.
وعن تفكيك استاد 974 بالكامل وتفكيك أجزاء من مدرجات استادات أخرى وتقديمها كمساهمة لبناء استادات في دول نامية بعد نهاية المونديال، قال الجمال :”تم تصميم الملاعب كي تتجاوب مع هذا الطرح فيما بعد، نحن في انتظار الانتهاء من البطولة، وسنرى الدول التي تحتاج إلى مثل هذه المنشآت بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحيث يكون الدعم مشترك بين دولة قطر والاتحاد الدولي، وحتى الآن لم يتم حسم الأمر فيما يتعلق بالدول أو المنطقة التي سيتم توزيع تلك المقاعد بها.”
وعن استاد 974، أوضح :”هو يحتوي على 40 ألف مقعد ومن الممكن توزيعها على أكثر من دولة بأكثر من شكل أو طريقة، حتى الآن لم يتم الاتفاق على آلية توزيع مقاعد استاد .974″
وعن استادات المونديال بشكل عام، علق قائلا :”هناك بطولة قادمة لدولة قطر وهي كأس آسيا 2023، وسيتم استخدام هذه المنشآت الرياضية في هذه البطولة وسيتم تحديد المنشآت خلال الأشهر القادمة.”
وتحدث ياسر الجمال أيضا عن الاستعدادات التي أجريت لاستقبال المشجعين والتعامل مع توافد الأعداد الهائلة من الجماهير خاصة الجماهير المغربية التي ينتظر توافدها بشكل أكبر مع ترقب مباراة دور الثمانية أمام البرتغال المقررة مساء اليوم السبت.
وقال الجمال :”المرحلة الأولى من البطولة، وهي دور المجموعات، شهدت إقبالا وحضورا جماهيريا كبيرا من الخارج، كما كان متوقعا، تجاوزنا ما بين 600 و700 ألف مشجع من الخارج خلال دور المجموعات.”
وأضاف :”ما زالت الأعداد في تزايد والحضور الجماهيري كبير، مثل ما رأيتم الإحصائيات والأرقام التي ظهرت خلال منافسات دور الستة عشر، قد جرى تسجيل أكثر من مليوني و860 ألف مشجع حضروا المباريات بشكل كامل، وهو ما يشكل نسبة قياسية تصل إلى 96 % من سعة الملاعب.”
وتجدر الإشارة إلى أن العدد الأكبر من الجماهير التي حضرت المونديال حتى دور الستة عشر، من السعودية والهند والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، حسب إحصائيات اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وتابع :”استاد لوسيل شهد حضورا جماهيريا هو أكبر حضور جماهيري في ملعب واحد في بطولات كأس العالم، منذ نسخة أمريكا 1994 ، حيث شهد حضور أكثر من 88 ألفا و900 مشجع في مباراة واحدة (مباراة الأرجنتين أمام المكسيك).”
وأضاف :”كما وعدت الدولة، كنا على كامل الاستعداد لاستقبال الأعداد الكبيرة اللي جاءت في فترة دور المجموعات، وفيما يتبقى من مباريات في دور الثمانية والدور قبل النهائي وبعدها، نتوقع حضور جماهير تعشق كرة القدم وجماهير تأتي لمؤازرة منتخباتها.”
وعن الجماهير المغربية، قال الجمال :”بالنسبة للجماهير المغربية، بالطبع نحن سعداء بالإنجاز التاريخي الذي تحقق على أرض دولة قطر عندما اصبح المنتخب المغربي أول فريق عربي يصل لدور الثمانية في المونديال.”
وحول التسهيلات المتعلقة بدخول الجماهير التي تأتي إلى قطر ليوم واحد لمؤازرة منتخب بلادها، قال الجمال :”نفس ما كان للجماهير التي حضرت في مباراة إسبانيا، حيث حضرت الجماهير حينها في نفس اليوم، وصلت في الصباح الباكر وتم نقلها إلى المناطق الترفيهية وأماكن الفعاليات في قطر، ومنها سوق واقف ومشيرب، حتى وقت المباراة، وقبيل المباراة، تم نقلهم إلى ملعب المدينة التعليمية لحضور المباراة، وبعد نهاية المباراة تم نقلهم للمطار، فعملية النقل والتسهيلات موجودة والتنسيق موجود بيننا وبين الاتحاد المغربي بهذا الشأن.”
وتحدث الجمال عن مشاركة المنتخبات العربية، قائلا :”أعتقد أن البطولة أظهرت تطور الكرة العربية بشكل كبير، المنتخب السعودي بتغلبه على المنتخب الأرجنتيني في أول مباراة، قدم عرضا استثنائيا، كنا نتمنى أن يصل إلى أبعد من ذلك، لكن أعتقد أن الفوز على المنتخب الأرجنتيني سيظل تاريخيا بالنسبة للكرة السعودية.”
وأضاف :”المنتخب التونسي أبلى بلاء حسنا وتفوق على المنتخب الفرنسي بطل النسخة الماضية من كأس العالم، لكن الحظ لم يسعفه في الوصول للدور الثاني، وبالطبع المنتخب المغربي، قلوبنا معه ليصل إلى أبعد من ذلك وأعتقد أنه لديه فرصة جيدة لذلك، والمنتخب القطري أدى المطلوب منه، كنا نتوقع أكثر من ذلك لكن الحمدلله على كل حال.”