موسكو ترفض هدنة “عيد الميلاد ورأس السنة” وتتوعد بمواصلة القتال
كييف”وكالات”:أعلنت أوكرانيا اليوم أنها دمّرت كافة المسيّرات التي أطلقتها روسيا في الصباح الباكر على كييف، في أحدث هجوم تشنّه موسكو .
وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفعالية الدفاعات الجوية الأوكرانية، مؤكدًا إسقاط كل المسيرات الـ13 الإيرانية الصنع من طراز “شاهد”.
وقال في مقطع فيديو “بدأ الهجوم في الصباح بـ13 شاهد”، في إشارة إلى المسيرات المفخّخة مضيفًا “بحسب معلومات أولية أسقط نظام دفاعنا الجوي الـ13 كلها”.
من جانبه، رفض الكرملين أي هدنة بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة، متعهّدًا مرة جديدة بمواصلة المعارك.
وعند سؤاله عن احتمال توقف القتال في أوكرانيا مع اقتراب أعياد نهاية العام، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافة “لم يتم تقديم أي اقتراح من قبل أي طرف، هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال”.
وفي غرب كييف، شاهد صحفيون صباحًا الشرطة ومسعفين منتشرين في مكان إسقاط المسيّرات.وقالت الإدارة العسكرية في كييف إن “حطام المسيّرات سقط على مبنى إداري” وتسبب “بأضرار طفيفة بأربع مبانٍ سكنيّة” في غرب العاصمة الأوكرانية. وأكدت عبر تلغرام أنه “لم يُسجّل سقوط جرحى”.وبدا قسم كبير من سقف المبنى مدمّرًا وتناثر حطام الطوب والخشب والخردة المعدنية على الأرض التي يغطيها الجليد والثلج.
ومنذ أكتوبر وسلسلة انتكاسات عسكرية محرجة تكبّدتها موسكو، تشنّ القوات الروسية بشكل منتظم ضربات كثيفة بواسطة مسيّرات وصواريخ.
وفي حين تسجّل درجات حرارة متدنية وتتساقط الثلوج، تسعى موسكو إلى تدمير منشآت الطاقة في أوكرانيا، ما يجعل ملايين الأشخاص يعيشون في البرد والظلام.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم من أن “جميع أطفال أوكرانيا تقريبًا، أي قرابة سبعة ملايين طفل” مهددون بهذه الهجمات.
من جانبها، قالت شركة الطاقة الوطنية “أوكرينيرغو” إن “وضع نظام الطاقة الأوكراني لا يزال صعبًا بسبب حجم الأضرار التي أُلحقت بالبنى التحتية”.
وبحسب الشركة، فإن الشرق هو المنطقة الأكثر تضررًا لأن الضربات هناك تشنّ “بشكل يومي تقريبًا”. وأكدت الشركة في بيان أن “أعمال التصليح بطيئة بسبب وجود خطر على حياة الموظفين”.ويعود آخر هجوم روسي كبير استهدف منشآت للطاقة في البلاد إلى الخامس من ديسمبر.
ويأتي هجوم اليوم على كييف، غداة مؤتمر دوليّ لدعم أوكرانيا استضافته باريس، وفي حين تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة حملته العسكرية.
وجمع المؤتمرهبات تفوق قيمتها المليار يورو للسلطات الأوكرانية، لمساعدة السكان على قضاء فصل الشتاء.
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية اليوم الإفراج عن 64 جنديًا أوكرانيًا وأميركي واحد في تبادل أسرى مع روسيا.
وأفادت وكالة أنباء “تاس” الروسية أن الأميركي سويدي موريكيزي أوقف في يونيو في الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا قبل أن يُدان مطلع أغسطس “لمشاركته في تظاهرات موالية لأوكرانيا ومناهضة لروسيا” و”تحريضه على الكراهية العرقية” في خيرسون (جنوب) في بداية النزاع.
وأوضح مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري ييرماك أن خلال عملية التبادل اليوم، “تمّت استعادة أربع جثث”.
وفي خطاب بمناسبة تسليم الشعب الأوكراني جائزة ساخاروف البرلمانية الأوروبية لحرية الفكر، طالب الرئيس الأوكراني مجدّدًا بإنشاء محكمة للنظر في جرائم الحرب الروسية المحتملة في أوكرانيا “في أسرع وقت ممكن” .
وعلى الجبهة الشرقية، في منطقة دونيتسك، تحتدم المعارك بالمدفعية خصوصًا على مشارف مدينة باخموت التي باتت مدمّرة إلى حدّ بعيد والتي تحاول روسيا منذ الصيف السيطرة عليها، ومدينة أفدييفكا، بحسب الرئاسة الأوكرانية.
وأكدت أيضًا أنه تمّ صدّ هجمات روسية في منطقة خاركيف (شمال شرق) التي استعاد الجيش الأوكراني السيطرة عليها كاملةً في سبتمبر، ملحقًا هزيمة مدوية بالقوات الروسية.
وأعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية أنها تنفّذ صباح اليوم عمليات دهم لكنائس أورثوذوكسية يُشتبه في ارتباطها بموسكو.
وتأتي هذه العمليات بعد حوالى عشرة أيام من إعلان زيلينسكي عزمه على حظر أنشطة المنظمات الدينية المرتبطة بروسيا، في أوكرانيا.