هلالُ بن سيف الشيادي
أمتد نحوكَ منهكا وثقيلا
إني عبثتُ لهوتُ عنكَ طويلا
أمضي أبعثر كل نور من يدي
لم أبقِ لي في ظلمتي قنديلا
ألقي عتابات الضمير كأنها
قطعٌ من الأوراق بُحن عويلا
وكأنني لم أستمع، وكأنها
لم تلقِ في سمعي الجَمود جميلا
ماذا تبقى إن أكنْ ميْتًا إذا
ألقى الضميرُ علي أقومَ قيلا
أمتد بحثًا عنك في كل الرؤى
وأنا بك امتلأت رؤاي دليلا
حركتُ قلبيَ في الجهات جميعها
فإذا بها امتدت إليك سبيلا
كل الزوايا والحنايا والمدى
أرسلتَ منكَ لها إليّ رسولا
فنظرتُ لي، أنا من أنا إلا ظما
ضيعتُ مائي واحترقت حقولا
وأرى غصوني الخضر يحرقها الهوى
وأموت في بطء الضياع ذبولا
لا عذر يا ربي لبعدي والنوى
لكنّ عفوك يقبل التعليلا
ها عدتُ، والأثقال تكسر خاطري
فاكتب لآهاتي الثقال قبولا
ورميت خلفي كل ماضٍ مظلم
ووقفت في نور المتاب مثولا
كل الحروف إليك خرّتْ خشّعا
وتنهّدَ النفَس الحزينُ خجولا
واصلت بحثي عنك مقتربا إلى
زلفاك، وامتلأ الفؤاد وصولا
وعظمتُ سجادا ببابك خاضعا
وخررت عزا، وارتفعت نزولا
في سجدةٍ حبٍّ رجاءٍ خيفةٍ
أسقطتُ كلي في يديك حلولا
جمعتكم طيبة ?