توقف خليل امام تلك العمارة الكبيرة في ساعة متأخرة من الليل ماذا يفعل هنا وهو التاجر المعروف الذي له إسمه ومكانته يأتي لهذه الأماكن البذيئة وفي هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟ماذا عليه ان يفعل هل يكمل ما جاء من أجله ام يتراجع لحظة صمت ساد الهدوء عندما أوقف محرك سيارته وأغلقها بإحكام وتوجه للطابق السادس بتردد ووقف امام باب الشقة برقم مقلوب مثل ما وصف له ..ودق الجرس دقة واحدة ثم ثلاث ضربات متتالية ففتح الباب …فإذا بفتاة عاهرة تلبس القليل من الثياب يكاد يستر جسدها المتهالك وتململت عليه بدلال الغانيات …ابعدها عنه وهو يقول :
جئت لأرى أبو بحر
أدخلته غرفة جانبية وقدمه تقدم وتأخر..ماذا اذا كان الأمر غير صحيح …اسئلة كثيرة تدور في رأسه لم يخرجه منها الا صوت الباب يفتح ورجل بدين ذو كرش متدلية يلبس بنطالا قصيرا و قميص مفتوح الازرار مرفوع الاكمام يدخل الغرفة وهو يقول له :هل طلبتني ؟؟
اريد لحم ابيض طازج ؟
اتريده صغير ام متوسط العمر ؟
كلما كان طازجا كان افضل ..
تعرق جبينه وهو يتحدث مع ابو بحر .. وكأنه يتحدث لغة الجواسيس لا يفهمها إلا المتعارف بينهم …
فتح ملفا وهو يقول له ودخان السجائر ينفث في وجهه:
إختار ما تريد .
ارتجفت يداه وهو يتصفح الصور بنات في سن ابنته في أوضاع مخلة وتوقف امام صورة فتاة جميلة تكاد لا يغطي جسدها الا خلقة بالية..نظر الرجل للصورة وهو يقول له : اختيار ممتاز .. ستكون تحت طلبك ..ونظر لساعته وهو يقول بعد نصف ساعة ..فقال خليل بصوت مبحوح ؛ اريدها الان ؟؟
سأدفع لك اضعاف مضاعفة .. قال أبو بحر : لا تكن مستعجلا،،
أخرج خليل المال فنظر الرجل وعيناه تراقب المال الكثير المرمي أمامه…
انتظر هنا وسارى ان كانت متفرعة، تحرك من مكانه مسرعا لم يشعر بخليل وهو يتسلل خلفه وضرب احد الأبواب..فدخل خليل مباغتا ومصدوما من رؤية ابنته على تلك الحال عارية الثياب أمسك برأسه من هول المنظر وكأنه غير مصدق إبنته الصغيرة التي لم تتعدى السابعة عشر في وكر من أوكار الرذيلة في حين سحبت هي اللحاف مغطية جسدها العاري وهي تصرخ وتقول : أبي أبي ..
لم يتحمل رؤيتها على تلك الحال فسقط من فوره وبصراخ حاد :
لما يا شفاء …لما؟؟ بماذا قصرت معك …قولي لي فيما أخطأت..بينما اخذت شفاء تصرخ ولم تشعر بنفسها إلا وقد أسرعت لبلكونة الشقة ورمت بنفسها من الطابق السادس …لم يستطع أحد أن يمسكها فقد تلقتها الأرض بكل قوة لتلفظ أنفاسها الاخيرة على أرض صلبة..
تأمل خليل غرفة ابنته لقد مر على موتها شهرا كاملا مازال هو في حالة صدمة غير مصدق ماحدث .. كلما جلس وحيدا تخيلها ترمي بنفسها من تلك العمارة الفاسقة.
أخذ في البكاء ثم تأمل أغراضها المرتبة وثيابها التي كانت ما تزال تحتفظ برائحة صاحبتها وكأنها ما تزال على قيد الحياة ..
وجد مذكرات مخفية بين أغراضها الموضوعة بداخل دولابها وبين ملابسها …شد إهتمامه ظرف مطوي بحذر وكتب عليه (( لأبي))..
أسرع في فتحه وكأنه ينتظر إجابات كثيرة على الاسئلة التي تدور في رأسه….
ابي الحبيب :
أعرف أنك تستغرب كتابتي لهذه الرسالة فهي حقيقة قصتي مع الرذيلة ..
انت اب رائع لم تحرمني يوما من اي شيء وإنما بالعكس أعطيتني كل شيء وحرمتني من أهم شيء وهو متعة وجودك معي ..احساسي بالخوف لا بالأمان وأين؟؟ في بيتي ..
تركتني بحثا عن لقمة العيش رغم أننا مكتفين ولله الحمد إلا ان طمعك لتصبح أغنى من غيرك ضيعني.. امي وثقت بأنني فتاة ناضجة ونسيت باني فتاة جميلة ..تركتوني اخرج مع السائق واعتمد عليه ليوصلني لكل مكان في اي وقت أشاء ونسيتم أو تناسيتم بانه رجل …واي رجل ؛ لم يتركني يوما وحيدة يعرف ما اريد قبل أن أطلبه اذا رآني متضايقة أخذني للبحر او لاي مكان أخر المهم ان تتغير نفسيتي للأفضل..
وأنت في سفر دائم بحثا عن المال وأمي لا تسأل عني فهي الأخرى معها من يسليها ويسعدها فصديقاتها هن كل حياتها واهتماماتها … اما سائقي فكان لي الأب والصديق العزيز إلا أنه خان ثقتي وثقتك ..
كنت عائدة من مرقص اوملهى تعودت أن أذهب معه لتلك الأمكان فهو من روادها كنت في البداية أخاف ولكن حب الفضول والإستكشاف عالم آخر تملكني ووجوده كان يطمئنني. ودخلت في عالم آخر فبدأت أدخن أنواع مختلفة من السجائر بحجة النسيان … في يوم بعد أن عدت مخدرة من شرب الخمر ..اجل الخمر يا أبي…كنت أشعر وانا بين نوم وصحو بيديه تتلمسني تثير فيي الرغبة والشهوة …أتذكر تلك الليلة التي كنت فيها شبه مخدرة وهو يفتح لي أزرار قميصي فانتبهت وصفعته ولكنني استسلمت له في اخر الأمر فقد كنت ضعيفة جدا لا اقوى على الوقوف ولا المواجهة..كان يلتقط لي الصور العارية …بعد أن يعتدي علي ويهددني بها ومن بعدها أخذني لآخر أصبحت العوبة في ايديهم وغرقت بسبب ثقتي الزائدة ووحدتي…
سامحني يا أبي
إلهام السيابية
#عاشق_عمان