حرب باردة جديدة :
١- بلا شك دخل العالم والمنطقة في أتون الحرب الباردة الجديد بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة والغرب من جهة أخرى حولقيادة العالم الجديد.و الذي يراد له ان يكون بقيادة عدة أقطاب. بدلا من القطب الواحد وهو الولايات المتحدة الاميركية التي أوغلت باحتلالالدول، وتحطيم أخرى، وسحق الارادة الوطنية فيها .وصولا لسحق الشعوب ومحاولة تغيير ثقافتها واديانها وتقاليدها وآخرها اجبار الشعوبعلى تمرير قوانين الشذوذ الجنسي ” المثلية” بحجة الحرية والديموقراطية الزائدة مما استفزت الشعوب الاسلامية والعربية والتركية والايرانية، وحتى الشعوب غير الاسلامية مثل الشعب الروسي وغيره.
٢- ويُفترض بالذي يؤمن بالحرية والديموقراطية ان يحترم ثقافات الشعوب واديانها وموروثها ،وكذلك يحترم سيادة الدول .و لا يغزو الدولويحطم شعوبها وينهب ثرواتها من خلال سلسلة اكاذيب وخارج الشرعية الدولية ومثلما حصل ضد افغانستان والعراق وليبيا … الخ. وبهذاقدمت الولايات المتحدة أسوأ استعمار في التاريخ بسبب افتقارها للحضارة والقيم العليا والنسيج الاجتماعي الموحد. وبسبب كذبها وضحالةثقافتها التي صدرتها وتصدرها للعالم والتي تعتمد على الكذب والخداع والتدمير الاجتماعي والثقافي !.
أوروبا تغرق وبريطانيا تصعد !
١- فالولايات المتحدة لن تعود لسابق عهدها على الرغم من توريط أوربا في الحرب الاوكرانية ضد روسيا ونيابة عن امريكا .ولو جئنا للحقيقةسوف نجد ان الولايات المتحدة تمارس الغدر والتوريط بجعل القارة العجوز كبش فداء لحماية مصالح ونفوذ الولايات المتحدة. وبالتالي تحطيماقتصاد الاتحاد الاوربي لكي لا ينافس الاقتصاد الأميركي ويبقى ذيلا له. وفي نفس الوقت حرمان “المانيا “من الصعود كقطب عالميشريك من خلال تدمير اقتصادها القوي في الحرب الاوكرانية. بحيث أصبحت بريطانيا تتقدم على ألمانيا. وحتى تتقدم على فرنسا والدولالاوربية الاخرى عالميا، وتتقدم في منطقة الذهب الأسود بمنطقة الشرق الأوسط وخصوصا ( العراق والكويت ودول الخليج واليمن ).واصبحت بريطانيا تتطلع الى نفط عربستان في اقليم الاحواز وصولا للهيمنة على ثروات ( مثلث الطاقة لتقود العالم) والمتمثل بنفطالعراق، ونفط الكويت، ونفط عربستان، وعقدة البصرة في خط الحرير والتجارة الدولية الجديدة !.
٢-اللاعب البريطاني ينشط وبعلم واتفاق مع الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط. وخير دليل النشاط البريطاني القوي في العراق. وان مايحصل في داخل ايران من احتجاجات هو نمط جديد من الحروب وورائه بريطانيا وهي قنبلة الاحتجاجات الداخلية داخل ايران. والتي جعلت النظام الايراني حائراً بكيفية انهاءها. لا سيما وانها تصاحبت مع انهيار العملة الايرانية ” التومان ” بتخطيط أميركي. وربماسوف تنتقل الى مرحلة التفكك القومي. وهنا سوف يكون تسونامي خطير لم يمر به النظام الايراني من قبل. وكل هذا ان تخرج ايران منالعراق اولا ، ومن اليمن ثانيا وقبل ان تجد نفسها في وضع لا تُحسد عليه. فللآن تريد واشنطن ولندن خروج ايران من العراق وانهاءسطوتها على النظام السياسي في بغداد. وكذلك من المنطقة العربية وتلتهي بشؤونها الداخلية.. وان عاندت اي طهران ورفضت سوف تنتقلالاحتجاجات الى التفكك القومي وهي المرحلة الاخطر على النظام الايراني . وبالتالي فأن عام ٢٠٢٣ هو عام حاسم وفاصل بالنسبة لايرانوحلفاء ايران في العراق والمنطقة.ومثلما هو حاسم بالنسبة لتركيا التي تعتبر عام ٢٠٠٣ ولادة لتركيا الجديد والحرة !.
تركيا الجديدة قادمة .. ولكن !
١- تركيا تستعد للخروج من الأسر المئوي ( ١٠٠عام ) حسب اتفاقية لوزان ١٩٢٣ لتصبح تركيا حرة عام ٢٠٢٣ ولها السلطة على جميعقرارها ” اقتصاديا ولوجستيا وبحريا وثرواتيا” .وهذا سوف يدر عليها مليارات الدولارات سنويا. وكذلك سوف يجعلها تتحكم بالمضايقالبحرية وفرض رسومها. اي سوف تستطيع تركيا تركيع دول ان أرادت مستقبلا وبمقدمتها الدول الاوربية والتي لن تجد امامها الا الرضوخلتركيا الجديدة، ومن هنا بدأ التآمر على تركيا لكي لا تصل الدول الاوربية للسطوة التركية !.
٢- هذا كله لا تريده امريكا وإسرائيل والمانيا واوربا لتركيا من جهة .وكذلك لا تريده بريطانيا العائدة للعراق والمنطقة بقوة من جهةٍ اخرى.والتقت رغبات هذه الدول بالضد من تركيا، وباتت تحيك المؤمرات ضد تركيا :-
أ:- واشنطن تُسلح باليونان وتدفعها لتوسيع حدودها البحرية في بحر ايجه نحو ١٢ ميل وخارج الاتفاقيات المبرمة لكي تتصادم هيوقبرص مع تركيا بحرب بحرية وبداتها واشنطن اقتصاديا .وتدعم المعارضة التركية وبقوة لاسقاط حزب العدالة والتنمية الحاكم وتفكيكتحالفه مع الحركة القومية .ومن ثم اسقاط الرئيس طيب اردوغان . واخيرا اخذت تحارب تركيا من خلال سلاح الدولار لتعويم الليرة التركيةوهي الحرب الناعمة الجديدة !.
ب:- اسرائيل تدعم وتؤجج في الملف الكردي ضد تركيا . وتدعم اليونان استخباريا واعلاميا وبحريا من جهة . وتحاول نقل لاحتجاجات لداخلبعض المحافظات التركية على غرار ماحصل ويحصل. ايران من جهة اخرى !.
ج:- بريطانيا منزعجة جدا من النفوذ التركي في العراق والمنطقة ، وتحاول اجتثاث هذا النفوذ من خلال نقل سيناريو الاحتجاجات نحوالداخل التركي. وتحاول اسقاط تحالف حزب العدالة والتنمية ” أردوغان ” مع حزب الحركة القومية ” بهجلي ” لكي يتعبد الطريق للمعارضةبقيادة احمد اوغلو والاخرين والمدعومة من واشنطن !.
د:- ايران من جانبها تحاول خلط الاوراق في العراق لارباك بريطانيا من جهة ، وتوريط تركيا في العراق لتربك بريطانيا وفي نفس الوقتلتخلط الاوراق في اقليم كردستان لتورط تركيا معها وتفرض واقع جديدة وبؤرة توتر جديدة لكي تستعملها ورقة تساوم بها مستقبلا !.
الصين وروسيا !
هناك تقارب مضطرد بين الصين وروسيا واخرها الاشتراك بالمناورات البحرية والعسكرية المشتركة . بل طالبت القيادة الروسية وعلى لسان الرئيس الروسي بوتين بالتحالف العسكري بين روسيا والصين ليكون شعارا لعام ٢٠٢٣ . وذلك بمحاولة
١- لفرض حالة انقسام عالمي يقود الى ولادة قيادة قطبية للعالم فتنتهي القطب الاميركي الأوحد !.
٢- محاولة انقاذ ايران قبل الانهيار ومنع عبور الولايات المتحدة والغرب نحو ايران واسيا الوسطى والجدار الروسي ثم الجدار الصيني !.
٣- محاولة منع اعلان التحالف الاميركي البريطاني رسميا في منطقة الشرق الاوسط والخليج والهيمنة على خطوط مرور الطاقة والذيسيكون جدارا خطيرا بوجه الصين وروسيا !.
٤- محاولة إغراء تركيا لتكون شريك في هذا التحالف !
إلى اللقاء في قراءة اخرى بنفس الاتجاه !
وكل عام وانتم بخير !
د. سمير عبيد
31 / 12 / 2022م
