في المشهد الاستعماري الصهيوني ومن أقصاه إلى أقصاه عمليًا لا نرى سوى مجرمين وإرهابيين يقترفون جرائم حرب على مدار الساعةضد كل أبناء الشعب الفلسطيني، مداهمات واعتقالات واغتيالات ومجازر فردية وجماعية في كل الأماكن الفلسطينية، وليست المجازرالفردية والجماعية التي نتابعها يوميا سوى مجازر في السياق الإجرامي الصهيوني، وهذا السياق طويل؛ يعود بنا إلى أكثر من اربعةوسبعين عامًا، فهم يحتلون بلادنا ويهودون الأرض والتاريخ والتراث.. ويواصلون حروب التدمير والتخريب والإلغاء للوجود والحقوق العربيةالفلسطينية ..ويرفضون كافة القرارات الأممية المتعلقة بهذه الحقوق.. ويرفضون كافة المطالبات والتوجهات الفلسطينية والعربية للمجتمعالدولي والأمم المتحدة .
إلى كل ذلك، ففي المشهد الفلسطيني الماثل المزيد والمزيد: فجيش ومستعمري الاحتلال يصولون ويجولون ويعيثون فسادًا وتخريبًا وتهديمًاوتهويدًا… وعصابات المستوطنين الإرهابيين اليهود تشن -تحت حماية الجيش- حربًا مسعورة على الأرض والمزارعين وعلى شجرة الزيتونالفلسطينية على مدار الساعة… يقطعون ويخربون ويحرقون ويسرقون ويدمرون مواسم الزيتون الفلسطيني… ويقتلون أصحاب الأرضوالشجر..!
وفي القدس يعرب دون ويستولون على المنازل في الشيخ جراح، وفي شعفاط والطور، وفي سلوان وبطن الهوى وحي البستان، فيتصدى لهمالشبان والفتية في معارك يومية والحرب تدور من حي لحي ومن منزل لمنزل.. أما في خليل الرحمن فحدث بلا حرج، فما يجري هناك لا يقلخطورة عما يجري في القدس…
فهذا الذي نتابعه على امتداد مساحة فلسطين، من حملات تخريبية وهجمات تدميرية، ومن حملات حرق وقطع وإبادة لشجرة الزيتونالفلسطينية، وهذا الذي نتابعه من حملات اعتقالات ومحاكمات جماعية لأطفال فلسطين في القدس وسلوان على وجه الحصر، وهذا الهجومالاستراتيجي الذي تشنه حكومات الاحتلال على الفلسطينيين والعرب لابتزاز اعترافهم ب”يهودية إسرائيل”.. كل هذا الذي نتابعه ونشاهدهمن كم هائل من الأحداث والتطورات المتلاحقة إنما يأتي في إطار مخطط استراتيجي صهيوني يستهدف الاجهاز على القضية والحقوقوالأمل في المستقبل.
يسطر شعبنا على امتداد مساحة فلسطين في مواجهة كل ذلك ملحمة مفتوحة من الصمود والتصدي والتضحيات منتظرا صحوة عربيةعروبية حقيقية تقلب المعادلات في المنطقة…؟!
نواف الزرو