عاشا صديقين ودودين، تجمعهما قرية الخرم الوادعة، ببساتينها ومروجها ونخيلها الفاتنة، ومزارعها وأشجارها الوارفة، وسط حياة اجتماعية هانئة، بمعية أناس تحسبهم أسرة واحدة ..
إنهما المغفور لهما بإذن الله خميس بن محمد بن سعيد الريامي و سالم بن علي بن سالم العبري اللذان عاشا صديقين ودودين، ورحلا عن هذه الفانية متقاربين في الزمان، ومتشابهين في كيفية الوفاة والمكان، وفي رحيلهما عبرة لأولي الألباب..
فالأول ودَّع مسرح الحياة يوم الخميس ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٢ م، وتبعه الثاني يوم الأربعاء ٤ يناير ٢٠٢٣ م، وكلاهما توفيا خارج ولايتهما وبالسكتة القلبية، وبخاتمة حسنة بإذن الله ..
فقد توجا خاتمة حياتهما بالإشراف والمتابعة لمشروع بناء جامع زيد بن حارثة الذي تم تشييده خلفاً لذلك المسجد الصغير، وبذل المغفور لهمابإذن الله جهوداً جبارة في سبيل بناء هذا الصرح الإسلامي الخالد، وعملا جاهدين ليكون جامعاً تؤدى فيه صلاة الجمعة، فتحققت امنيتهمارغم الصعوبات التي اعترضتهما لكنها سرعان ما انهزمت أمام إرادتهما وعزمهما القويان، فبارك الله سعيهما وحقق أمنيتهما ..
ورحلا تباعاً لا تفصلهما سوى خمسة أيام ليتجاورا معاً في حياة البرزخ كصحبتهما في الحياة الدنيا..
رحلا ولا تزال أعمال التحسين والتنظيم للجامع قائمة لتظل شاهدة على جهودهم في إعمار بيوت الله..
فاللهم اغفر لهما وارحمهما رحمة واسعة بعدد أصوات الآذان الذي يتردد من مأذنة جامع زيد بن حارثة خمس مرات في اليوم منادياً اللهأكبر، وبعدد كل سجدة وصلاة تؤدى في هذا الجامع الذي سيظل شاهداً وشافعاً ومثوبة لهما عند الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا،مع خالص العزاء والمواساة لأهلهم وذويهم ومحبيهم، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
كتبها ناصر بن مسهر العلوي
الخميس ١٢ جمادى الآخرة ١٤٤٤هـ
الموافق ٥ يناير ٢٠٢٣ م