نهنىء فلسطين وشعبنا الصامد على امتداد الوطن المحتل بخروج الاسير الحر البطل مادنديلا فلسطين كريم يونس الى فضاء الحرية بعداربعين عاما من الاعتقال الاجرامي على يد الاحتلال، كما نهنىء آلاف الاسرى الابطال الصامدين خلف قضبان معسكرات الاعتقالالصهيونية، ونهنىء كل الاحرار المناصرين بهذه المناسبة، ولكن هذه المناسبة العظيمة تفتح لنا ايضا ملف الأسرى الفلسطينيين وخاصةالاسرى القدامى الذين يمكن ان نطلق عليهم”مانديلات فلسطين”من جديد، لتثير أسئلة كبيرة على أجندة الفصائل والقوى الوطنيةالفلسطينية: فلماذا يبقى هؤلاء الأسرى العظام الأبطال مانديلات فلسطين في معتقلات الاحتلال…؟!
ولماذا تعجز القيادات والقوى والفصائل الفلسطينية عن تحريرهم…؟إ
ثم لماذا لا تتحرك المنظمات الأممية وجمعيات حقوق الإنسان من أجل الضغط على حكومة الاحتلال لإطلاق سراحهم بعد أن أمضى العشراتمنهم أكثر من ثلاثين عاما وبعضهم أربعين عاما…؟!
وليس ذلك فحسب، بل تشن قوات الاحتلال على مدار الساعة حملات اعتقالات بالجملة ضد الأسرى المحررين وغيرهم، ونهج الاعتقالاتالجماعية لم يتوقف في فلسطين أبدا… ففي المشهد الصراعي الفلسطيني مع الدولة الصهيونية، نتابع كيف قامت تلك الدولة منذ البداياتب”أكبر عملية اعتقال جماعي في التاريخ الحديث”، فاعتقلت أكثر من مليون فلسطيني أمضوا نحو مليون سنة اعتقالية وراء القضبانالصهيونية، كما نتابع في السياق حكايات الدم والالم والبطولة في معتقلات الاحتلال الصهيوني، وحكايات المفاوضات والمعركة على ما أطلقعليه “الاسماء من العيار الثقيل، أولئك الملطخة أيديهم بالدماء اليهودية”، وكيف ارتهن مستقبل آلاف الأسرى الفلسطينيين في مهب رياحالمعايير الإسرائيلية وتهافت التطبيع العربي الانبطاحي…!
ولذلك نثبت في ضوء كل هذه المعطيات حول الحركة الأسيرة الفلسطينية ومسيرة النضال والدم والألم والمعاناة والبطولة للأسرى الفلسطينيين،وفي ضوء معطيات المشهد الفلسطيني كله على امتداد خريطة الأراضي المحتلة التي حولها الاحتلال إلى أضخم معسكر اعتقال على وجهالكرة الأرضية: أن فلسطين تدق على جدران الصمت والعار العربي، وتعلن حاجتها الملحة والعاجلة جدًا إلى أزمة ضمير وأخلاق ومواقفوطنية وقومية، وليس إلى بيانات واستعراضات، وتعلن حاجتها إلى من يتطلع إلى الحقول الخضراء في إنسان يحصد قمح حريته، منذ أنحل الاحتلال ولم يتعب…!
نواف الزرو