عُمان تتوشح بالأحمر منذ تأهل منتخبنا العُماني إلى المباراة النهائية لكأس الخليج العربي 25، وتلبس ثوبها المخملي الفاتن لتكون في العالي، وكلما فاز المنتخب العُماني في أي بطولة تذكرنا تلك الكلمات الرائعة: “عانق الأحلام يا أمل شارك، وأرفع الأعلام والزمن سابق، وشعارها سيفين والخنجر عُمانية”، وغيرها من كلمات الفرح والأنس التي نحتفل بها.
عشنا فرحة لا توصف بتأهل المنتخب الوطني العُماني إلى المباراة النهائية لنقابل العراق البلد المستضيف، والذي جمعتنا به المباراة الافتتاحية، وبعد تلك المباراة ذكر أغلب المحللين أن هذه المباراة سوف تتكرر في النهائي، وترجع هذه التحليلات إلى ما قدمه المنتخب العُماني خلال التصفيات الخاصة بكأس العالم والمباراة التي لعبها المنتخب مع المنتخب الألماني قبل مباريات كأس العالم بقطر 2022 والتي قدم فيها المنتخب مستوى عاليًا، وفرض أسلوبه على الألمان حتى الدقيقة 80 من الشوط الثاني التي سجل فيها الماكينات هدفًا يتيمًا. أما المنتخب العراقي فهو المنتخب الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره ويملك لاعبين محترفين في دوريات أجنبية وعربية وخليجية.
ومع أن المنتخب العُماني في المباريات التي قابل فيها المنتخب اليمني والمنتخب السعودي لم يقدم المستوى المطلوب والذي عرف عنه بكونه “سامبا الخليج”، إلّا إنني كنت أثقُ في قدرة اللاعبين على تخطي منتخب البحرين في مباراة نصف النهائي، فكل مباراة لها ظروفها وحساباتها وخططها والتكتيك الخاص بها، والملاحظة أن الأحمر يمشي في نهج تدرجي من مباراة إلى أخرى؛ حيث ظهر في مباراة البحرين بمستواه الحقيقي واستطاع ترويض المرشح الأول لإحراز البطولة وبطل النسخة الماضية.
ومع الفرحة الكبيرة التي عشناها كجماهير محبة للأحمر العُماني، إلا أن الفرحة الحقيقية هي في حصولنا على كأس الخليج للمرة الثالثة، والمهمة ليست مستحيلة ولا صعبة؛ فالمنتخب العراقي لعبنا معه في المباراة الافتتاحية وعرفنا طريقة لعبه واللاعبين المميزين معه، واستطعنا مجاراته ولم يتميز علينا بشيء، حتى في حساب النقاط كنا متساوين معه بسبع نقاط؛ بل يمكن القول إن كعبنا أعلى عليه، فنحن نصل إلى النهائي للمرة الخامسة من أصل تسع نهائيات، ونجحنا في إحراز بطولتين. وما يجب على رجال الأحمر في مباراة العراق في النهائي هو التركيز والقتال على الكرة وعدم فتح المجال لمهاجمي أسود الرافدين في اللعبات العالية والرأسية لتميزهم بطول القامة. كما يتعين على أبطالنا جعل اسم عُمان أمام أعينهم وشد الهمة من أجل إسعاد الجماهير العُمانية التي سوف تحضر إلى مدينة البصرة أو تلك التي تتابع من خلف الشاشات.
كلنا مع الأحمر كنبض واحد، ونثق في قدرة اللاعبين والجهاز الفني والإداري على الظهور بالمستوى الذي يليق بما وصلت إليه الكرة العُمانية، نثق في قدرتهم على إحراز كأس الخليج 25 وكلنا معهم ونقف بكل ما نملك في سبيل الخروج بنتيجة إيجابية ترضي جماهير الحبيبة عُمان، وندعو المؤسسات الحكومية المعنية بتسهيل كل السبل في تنقل الجماهير وفي توفير كل ما يحتاجه المنتخب، كما ندعو مؤسسات القطاع الخاص والتجار ورجال الأعمال لدعم لاعبي الأحمر وتشجيعهم من خلال الدعم المالي الذي يستحقونه.
كل عُمان مع الأحمر وندعو الله أن يوفق شباب المنتخب في الفوز على العراق والحصول على الكأس الغالية وعدم النظر إلى ما يقال هنا وهناك بأن منتخب عُمان منتخب عبور ولم يقدم المستوى المطلوب، التاريخ لا يسجل المستوى؛ بل يسجل من فاز.
ودمتم ودامت عُمان بخير.
د. خالد بن علي الخوالدي