خلال الأيام المُقبلة يُزاح الستار عن صرحٍ عصريٍ مُجهز طال انتظاره، وما زال مطلبًا لكل أصحاب وصاحبات الأعمال والمستثمرين بوجه عام.. الصرح هو صالة “استثمر في عُمان” والتي تُشرف عليها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار.
ومن المقرر افتتاح هذه الصالة في ولاية السيب كجزء من المبنى الكبير لهيئة الطيران المدني، والقاعة تضم حتى الآن ممثلي قرابة 20 جهة حكومية وخاصة، معنية بتراخيص الاستثمار بكافة أنواعه.
“استثمر في عُمان” صالة يُراد لها أن تعمل بفكر عصري مبتكر وبعقلية متجددة تحقق أكثر من هدف لتكون منصة استثمارية بها “مدير حساب” واحد ينسق مع كافة الجهات الحكومية المعنية، وإمكانية التواصل مع أصحاب القرار الاستثماري، وأيضا توفر الخدمة الذاتية والتي من خلالها يمكن الإطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في السلطنة سوء كانت للمستثمر المحلي أو المستثمر الأجنبي، إضافة إلى ذلك تقديم باقات الحوافز للمستثمرين النوعيين، علاوة على بناء قاعدة بيانات في كل ما يتعلق بموضوع الاستثمار في عُمان.
ورغم هذه الخطوة العملية المميزة، لكن تبقى تطلعات المستثمرين أكثر من ذلك؛ إذ لا يكفيهم مبنى جميل وفخم فقط، لكنهم يتمنون في الوقت نفسه تلمُّس مبنى يجمع الجسد والروح؛ بمعنى صالة ممكنة من نواحٍ عدة:
بشرية: بحيث يكون كل من يعمل هناك وممثلا لجهته؛ سواء الحكومية أو الخاصة مدركاً أهمية الاستثمار وفوائده وأثره على الجوانب الاقتصادية أو الاجتماعية، ويكون مؤهلًا ويمتلك مهارات التواصل الاستثنائية، ومتمكنًا من اقتناص الفرص ومُقنعًا لكل من يتعامل معه.
فنية: بحيث يضم المركز خبرات وأفضل الكوادر الفنية التي تستطيع الاستفادة من التكنولوجيا والتطبيقات العصرية في كل ما يخدم البيئة الاستثمارية في السلطنة من خلال المعلومات المحلية أو من خلال الارتباط بقواعد البيانات المتوفرة للمستثمرين الأجانب في المؤسسات العالمية.
تطويرية: بحيث تكون الصالة ديناميكية وتفاعلية مع المتغيرات في أرض الواقع، وتستمع لمتطلبات المستثمرين من خلال قنوات التواصل المباشرة بينهم وبين موظفي الصالة ومتخذي القرار، وتعمل على تقييمها وتطويرها دوريًا.
تنافسية: تسعى عُمان حالها كحال الدول الأخرى وخاصة الخليجية منها لأن تستقطب المستثمرين الإقليميين والعالميين، وهي واعية بمتطلبات المستثمر من خفض الضرائب وتوفر العمالة وبيئة أعمال متطورة وغيرها من معايير، ولابد للصالة أن تتوافق مع مبدأ التنافسية.
إنَّنا نأمل أن يكون عام 2023 عاماً مليئا بالإنجازات الاقتصادية، فقد أنهت بعض القطاعات مختبراتها وأعلنت عن مخرجاتها من مبادرات وفرص استثمارية، والبعض الآخر من هذه المختبرات مستمر، ومن المأمول أن تتفاعل هذه الصالة مع هذه الفرص الاستثمارية بشكل إيجابي، وتكون أول اختبار حقيقي وواقعي لهذه الفرص والمبادرات، فإن نجحت فيما هو موجود، فكل ثقة سوف تنجح بما هو مستهدف، فما أجمل هذه الصالة عندما يجتمع فيها جمال المبنى بجمال عقول من يعمل في هذه الصالة.
خلفان الطوقي