بداية سلطنة عمان حكومة وشعبا ترحب بضيفها الكبير فخامة الرئيس الدكتور بشار الأسد، ولا شك أن السلطنة كانت سباقة بالتواصل العربي مع سوريا فلم ينقطع التواصل العماني السوري منذ بداية الازمة بل ازداد التواصل والتقارب مع سوريا، فقد أدركت سلطنة عمان ماذا يحدث في سوريا وأدركت ما تمثله سوريا في خارطة العمل العربي المشترك وأدركت ثقل الجمهورية العربية السورية، ومن هذا المنطلق سعت سلطنة عمان منذ البداية الى محاولة انفتاح العلاقات العربية مع الشقيقة سوريا، وبالتالي كان هناك تواصل وزيارات متعددة بين مسئولي البلدين محاولة” لسبر هذا الملف (ملف التقارب العربي مع سوريا). اليوم تتوج زيارة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الى السلطنة كل ذلك التواصل والعلاقات العمانية السورية، ولا شك أن سلطنة عمان والجمهورية العربية السورية مضيا سويا منذ البداية في خارطة طريق لتحقيق التقارب العربي .
موضوع عودة سوريا الى الجامعة العربية نوقشت منذ وقت سابق من العام الماضي في مؤتمر تشاوري بالكويت كانت السلطنة أحد أطرافه مع الجزائر وعدة دول عربية بهدف التنسيق لمشاركة سوريا في القمة العربية السابقة بالجزائر، ونظرا لحرص سوريا على أهمية الاجماع العربي فضلت عدم التواجد بالقمة، بالمقابل كان هناك حالة من النضج لهذا الملف تركت تأخذ مجراها، أعتقد انها وصلت اليوم الى مستوى متقدم وهناك تنسيق عربي وتواصل عربي واجتماعات من دول محورية مع الشقيقة سوريا بهدف ايجاد ارضية لعودة سوريا الى الجامعة العربية .
ad
زيارة الاسد الى السلطنة تكتسب أهمية كبرى في هذا المسار ولا شك انه كما كانت البداية من سلطنة عمان نجد أن الدور المحوري يعول على سلطنة عمان تتويجا لتلك الجهود السابقة، والسلطنة تؤكد دائما على أهمية اللحمة العربية والاجماع العربي والعمل العربي المشترك وتشكيل موقف عربي موحد في مواجهة القضايا الدولية وهذا بطبيعة الحال يتطلب مشاركة عربية جامعة وكتلة واحدة يفترض تبلورها من خلال عودة الجمهورية العربية السورية وعودة الاشقاء العرب الى سوريا الذي بات وشيكا .
التقارب السوري السعودي في ظل المتغيرات الدولية بات مطلبا ملحا يدرك البلدان أهميته وهناك تنسيق مشترك بينهما رجحته مصادر اعلامية عدة وجاء تعليق وزير الخارجية السعودي مؤخرا ليشكل مناخا ايجابيا تجاه الشقيقة سوريا وذلك بعد اللقاءآت التي كانت لرئيسي الامن الوطني وأمن الدولة السوري الى العاصمة السعودية كبارقة أمل في هذا المسار السوري السعودي وبالتالي السوري العربي حيث يظل التعويل على استكمال العودة العربية الى سوريا وعودة سوريا الى الاشقاء العرب لانهاء حالة التباعد التي استمرت (12) عام .
العرب يدركون أهمية اكتمال المنظومة العربية في مواجهة القضايا والمتغيرات الدولية والحاجة ماسة لكتلة عربية واحدة وموقف عربي موحد وأهمية وجود سوريا التي ترتبط ايضا مع طرف اقليمي كبير مثل (جمهورية ايران الاسلامية) التي فتحت افاقا للحوار مع الرياض مؤخرا، وكذلك الارتباط السوري مع طرف دولي ذو أهمية قصوى في مستقبل العلاقات الدولية (جمهورية روسيا الاتحادية) وهذه التقاطعات في المشهد الاقليمي والدولي لا تسقط ايضا اي علاقات مع قوى دولية اخرى طالما سادها الاحترام المتبادل بين الدول كمبدأ لتلك العلاقات الدولية .
زيارة الرئيس الاسد الى السلطنة تفتح بوارح الامل لعودة عربية الى سوريا وعودة سورية الى الحضن العربي، ولا يمكن العودة للوراء في أي استشراف عربي ايجابي للمستقبل، ونسأل الله أن تتوج هذه الزيارة والتواصل العربي عموما الى فتح آفاقا رحبة لاعادة بناء العلاقات العربية العربية كما يجب أن تكون .
وختاما لا يفوتنا أن نهنئ الاشقاء في سوريا ومصر وأبناء الامة العربية بالذكرى الخامسة والستين لقيام الوحدة العربية بين الاقليم الشمالي (سوريا) والاقليم الجنوبي (مصر) هذه الوحدة التي شكلت باكورة الامل في وحدة العرب والتي نأمل أن يتم الاستئناس بها في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر على الوطن العربي ولا شك أن التفاؤل يسود المشهد العربي عموما والله ولي التوفيق والسداد .
خميس بن عبيد القطيطي