افتتحت جامعة السلطان قابوس ممثلة بعمادة البحث العلمي اليوم المؤتمر الدولي لإدارة البحث العلمي، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجامعة قطر، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس الجامعة، وحضور سعادة الدكتور سيف بن عبدالله الهدابي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وسعادة الدكتور عبدالله بن خميس البوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم، إضافةً إلى الشيخ الدكتور سعود بن خليفة آل ثاني والأستاذة الدكتورة مريم المعاضيد نائبة رئيس جامعة قطر للدراسات العليا والبحث العلمي من دولة قطر، وعدد من المسؤولين من داخل وخارج سلطنة عمان.
وقال الدكتور غازي بن علي الرواس عميد البحث العلمي بالجامعة في كلمة الافتتاح: “لا يخفى على الجميع أهمية البحث العلمي الذي أصبح لغة العالَم الطامح إلى مستقبل أفضل، والوسيلة المثلى لمواكبة التطورات، ومواجهة التحديات، وتحقيق الإنجازات، والإسهام بشكل فاعل في حياة الناس وتنمية المجتمعات، لكن من يسبر أغواره ويدخل في تفاصيله العميقة؛ يتضح له بأن هذه الأهمية الكبيرة التي اكتسبها بإسهاماته ونتاجاته لم تكن لتتحقق لولا وجود الدافع، والهدف، والإرادة التي يُمكن أن نجمعها كلها في كلمة الإدارة؛ فبها نستطيع تحديد التحديات والقضايا التي تواجه المجتمعات، وبواسطتها نحدد أفضل السُبُل لمعالجتها، ومن خلالها نقيس تأثير البحث العلمي على المجتمعات ونراقب جودته”.
وأضاف: “ارتأينا بالتعاون والشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجامعة قطر -مشكورتين- إقامة مؤتمر إدارة البحث العلمي هذا، الذي يُعدّ الأول من نوعه، حيث نستهدف أن يكون ساحة وملتقى يجتمع فيه متخصصو إدارة البحث العلمي والباحثون من مختلف أصقاع العالم، ويتبادلون عبر جلسات نقاشية وأوراق علمية مختلفة أحدث الممارسات في مجال إدارة البحوث، وأبرز التحديات والقضايا التي تواجه إدارة البحث العلمي، وتعزيز سبل التعاون لمواجهة القضايا المرتبطة؛ مما يدفع بحركة البحث العلمي إلى الأمام عبر جلسات نقاشية”.
وأكد على أهمية المؤتمرات والفعاليات المشتركة كونها فرصة للتعاون بين الجامعات، ووسيلة للتعاضد فيما بينها لتواصل النمو والتميز في التعليم العالي والبحث العلمي، الأمر الذي سيسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعاتها.
وأشار إلى أن فكرة مؤتمر إدارة البحث العلمي ولدت لتُنفّذ ثم تستمر، وبعد إقامة النسخة الأولى منه هنا في سلطنة عمان، فإن النسخة الثانية منه بإذن الله ستكون في جامعة قطر؛ ليواصل هذا المؤتمر تحقيق أهدافه السامية التي ترتكز على تبادل أفضل الممارسات إقليميا ودوليا في هذا المجال المهم.
وتحدث عن دور جامعة السلطان قابوس في إقامة المؤتمرات المختلفة قائلاً: “لم يكن ليتحقق ذلك لولا إيمان إدارة الجامعة بتهيئة السبل الكفيلة بنجاح هذه المؤتمرات والملتقيات، وتقديم الدعم اللازم لها، وتوفير التسهيلات الممكنة لتحقيق أهدافها، فلهم منا جميعا خالص الشكر والتقدير”.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين ما يقارب 70 مؤسسة حكومية وخاصة بمختلف مجالاتها من داخل سلطنة عمان وخارجها، ويستعرض في يومه الأول جلستين تعرض فيهما موضوعات عدة تبدأ بورقة الدكتور دينيس كلارك ائب الرئيس لإدارة البحوث في جامعة ماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، حول “الامتثال والضوابط الداخلية للمتطلبات المتعلقة بممارسات البحث العلمي السليمة”، وورقة سعادة الدكتور سيف الهدابي -وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار- عن “منهجية نظام: الاستثمار في البحث العلمي والتطوير”، و”بناء مجتمع المعرفة العماني من خلال النهوض بإدارة البحث العلمي والابتكار” للدكتور عامر الهنائي، نائب رئيس جامعة السلطان قابوس للدراسات العليا والبحث العلمي، و”التأثير الاجتماعي والاقتصادي للتعليم العالي” للأستاذة الدكتورة مريم المعاضيد -نائبة الرئيس للبحوث والدراسات العليا في جامعة قطر-.
وفي الجلسة الثانية سيتم الحديث حول 3 قضايا علمية هي: ” الفرص والتحديات في بحوث العلوم الإنسانية” لسعادة الأستاذ الدكتور عبدالله الأمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، و”الدروس المستفادة من البعثات الفضائية لإدارة المشاريع العلمية المعقدة والطويلة والمحفوفة بالمخاطر” للدكتور عصام حجي -مدير برنامج البحوث بجامعة حمد بن خليفة- في دولة قطر، وكذلك “وجهات نظر منظمة الصحة العالمية في دعم البحوث الصحية في منطقة الشرق الأوسط” للدكتور أحمد منديل، منسق تطوير البحوث والابتكار في منظمة الصحة العالمية بمصر.
أما اليوم الثاني فيحتوي على جلستين تناقشان خمس قضايا أهمها: “أهمية البحث العلمي والابتكار في عصر ما بعد الجائحة” للدكتور دزول رزاق -رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، و”إدارة البحث العلمي وتحدي التغير المناخي” للدكتور سعود آل ثاني من جامعة حمد بن خليفة في دولة قطر، و”اقتراحي الفائز طرق تعظيم فرص النجاح” للدكتور سايمون كريدج من جامعة كِنت في المملكة المتحدة. وأيضا “التحقق من التأثير الاقتصادي والمجتمعي” للدكتورة كاثرين واتسون -مديرة أبحاث هيئة التدريس من جامعة ليدز، إضافة إلى “رحلة البحث العلمي والتطوير لشركة تنمية نفط عُمان” لماجد المحروقي -مدير التخطيط المؤسسي بشركة تنمية نفط عمان-، و”قياس الكفاءة النسبية لأنظمة البحث العلمي والتطوير لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستعمال أسلوب التحليل التطويقي للبيانات” للدكتور عز الدين نزعي من جامعة سعيدة الدكتور مولاي الطاهر في الجزائر.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الذي يأتي برعاية من مجموعة نماء و شركة دليل للنفط، وشركة آرا للبترول وشركة شل العمانية للتسويق، وشركة تنمية نفط عمان- يتناول جودة الممارسات المستخدمة في إدارة البحث العلمي وكفاءتها من حيث الإدارة المركزية واللامركزية في إدارة البحث العلمي، وإدارة برامج البحوث والتحديات التي تواجهها، ومسؤولية المشاريع البحثية التي تشمل أخلاقيات البحث العلمي والجوانب القانونية للبحث العلمي.


