دائماً مانقول إن بلادنا الحبيبة عمان تزخر بالمواهب والمبدعين وهذه حقيقة تتأكد مع الأيام ومنذ سنوات طويلة نشهد ظهور هذه المواهب وفي مختلف المجالات الثقافية الرياضية والاقتصادية والطبية والإعلامية وغيرها ولقد نادينا بالاهتمام بها ورعايتها والمحافظة عليها وفتح المجال لها لكي تستمر في تنمية وتطوير موهبتها أو ابداعها وان تكون لدينا برامج ومؤسسات تهتم بهذا الجانب وتسهم في فتح آفاق جديدة لهم بحيث تقوم هذه المؤسسات بمتابعة هذه المواهب ومراقبتها والاهتمام وجعلها تحت المجهر منذ صغرها وحتى تكبر لتخدم وطنها وتمثل اضافة جديدة لنا جميعاً ، فكم للاسف من موهوب ومبتكر ومبدع لم يجدالاهتمام والرعاية ولم يجد التوجيه والاهتمام فترك موهبته وابداعه ولم تستفد منة الدولة لأنمثل هذه المواهب مهما كانت حريصة على الاهتمام بنفسها فهي من المهم أنها تحتاج لمؤسسة تأخذ بيدها وتضع لها برامج تعليمية وتدريبية متخصصة حتى تتطور وتنمى من موهبتها أو ابداعها.
خلال الاسبوع الفائت وتحديداً يوم الخميس وبعد الخروج من المكتب وكالعادة مع نهاية أسبوع الذهاب الى البلد وبينما أنا في السيارة أتنقل من اذاعة إلى إذاعة ومن برنامج إلى برنامج إذاعي وبكل صراحة توقفت وشدني كثيرا اللقاء الاذاعي الذي أجراه الزميل سليمان المعمري مع الطالبة أروى القصابية فقد استطاعت بموهبتها في الحديث أولا ولباقتها الرائعة وثقتها بنفسها وهي لاتزال في مقاعد الدراسة في الصف الرابع أن تجبرني بمتابعة اللقاء وكم مرة حاولت أن أغير تردد الاذاعة لأنتقل كالعادة لإذاعة اخرى فلم أستطع فأسلوب الموهوبة أروى وطريقة كلامها كانت بالفعل تجبرني بالإستمرار في المتابعة لدرجة أنني طلبت لمن كان معي في السيارة السكوت والاستماع للقاء فمع كل سؤال كان يطرحة المعمري كنت أتشوق لإجابة أروى وكنت بدأت اتوقع أنها ستدهشني بإجابتها خاصة عندما قالت أنها تحب مادة الرياضيات وتعتبرها كلعبة جميلة تتعلم منها أمور كثيرة إضافة إلى حبها لدراسة اللغة العربية واهتمامها وحبها الشديد للقراءة لدرجة أنها تحفظ عناوين الكتب التي قرأتها وتعطيك تحليل وفكرة عن الكاتب والكتاب وماذا استفادت منه اثناء قرأتها وغيرها من الاحاديث الأمثلة والعبارات والجمل والردود الايجابية التي ذكرتها أروى أثناء اللقاء تؤكد أنها خامة ممتازة وموهوبة حتى عندما ذكرت أنها في المستقبل تحب أن تحقق حلمها بأن تكون طبيبة أسنان قامت بشرح لماذا تريد تحقيق هذا الحلم وكيف ستنفع بعلمها وعملها أبناء وطنها وعلينا أن نتصور أن طالبة لاتزال في الصف الرابع تتحدث بأسلوب راقٍ وجميل ومشوق ولديها أحلام وطموحات وتهتم كثيراً بتعزيز ثقافتها ومعرفتها من خلال القراءة وزيادة التحصيل العلمي في المواد الدراسية كل هذه الأمور تجعل من أروى موهبة ومكسباً كبيراً يجب على المدرسة والبيت الاهتمام بها بشكل أكبر ولقد ذكرت الطالبة أن عائلتها والحمدلله تهتم بها كثيراً وهذا شيء رائع لذلك يأتي دور المدرسة في غاية الأهمية خلال الفترة المقبلة لصقل موهبة أروى وتطوير معارفها ومداركها طالما الخامة الأساسية موجودة ورغبتها وشغفها في المعرفة والقراءة موجودة يبقى كما ذكرنا ضرورة الاهتمام والرعاية من قبل المؤسسات المعنية عن تشجيع وتحفيز المواهب والمبدعين ومن هنا نجد أن وجود مؤسسة تتبنى الابداع المواهب أصبح أمرا مهما وضروريا خاصة وأن عمان والحمدلله تزخر بالعديد من الموهوبين المبدعين والمبتكرين في مختلف المجالات فمثل أروى هناك العديد من الطلبة والشباب في كافة محافظات السلطنة يحتاجون الي من يقف معهم ويدعمهم ويهتم بموهبتهم ويسهم في صقلها وتطويرها وأن لاتترك فقط للإجتهادات الشخصية فعمان تحتاج لكل الشباب المبدع ولعل رؤية عمان 2040 وضمن محاورها ومناقشتها أكدت وبشكل مباشر على هذا الجانب بقي أن يتم تنفيذ الأفكار التي تدعم المواهب المختلفة وهذا لن يتحقق إلا من خلال وجود مؤسسة أو كيان يتابع ويراقب ويضع البرامج المتخصصة لتنمية وتطوير المواهب العمانية .
كلمة شكر أيضا يجب أن تقال في هذا الموضوع لوسائل الاعلام المختلفة التي تبرز وتظهر لنا هذه المواهب الشابة بين فترة وأخرى وتقوم بإعداد البرامج الاعلامية المتخصصة التي تسلط الضوء على هؤلاء الأطفال أو الشباب والحمدلله خلال الفترة الفائتة تابعنا عددا من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وفي الصحف والمجالات التي تقوم بهذا الدور ونتمنى استمرارها لما لهامن أهمية كبرى لتشجيع وتحفيز الشباب مع التأكيد على ضرورة إنشاء مؤسسة مستقلة تعنى وتهتم بالموهوبين والمبتكرين لكي يتم تطويرهم ليخدموا وطنهم في مختلف المجالات والقطاعات بحيث تكون هذه المؤسسة مسؤولة عن اكتشاف المواهب في كافة أنحاء السلطنة ووضع البرامج والمسابقات المتخصصة لهم ومعرفة احتياجاتهم ودعمهم لتطوير موهبتهم التي ستكون مكسباً للوطن.
عيسى المسعودي