نامت العتمة.
واستفاق الصباح الرباح.
الصداح بالفلاح.
فالغجر يفلحون أيضًا.
وأكثرهم هو إميليانو.
الذي قرر مع ولوج النهار.
أن يخترق الخيمة الملونة المزينة.
التي تعيش فيها مرايات طويلة.
وبطاقات البخت العظيمة.
وصحون يملأها حبر الوشم.
وقلائد وأساور تخص كليمانتينا.
وبينما هي مستلقية في كسل.
جاءها إميليانو على عجل.
إميليانو: أين كنتِ يا مجنونة؟
كليمانتيا: وهل يعنيك الأمر؟
إميليانو: طبعًا يهمني.
اختنق صوت إميليانو.
إنها حبه الكبير.
إنها ابنة الديار.
ولن تذهب بعيدًا حتمًا.
إنها صوت طفولته وشبابه.
التي قاسمته الأيام والأعوام.
المرة منها والحلوة.
قولي يا محتالة.
فأنتِ دومًا دجّالة.
ألا يعنيك عبوسي.
إني أتبعك كما يتبع العقبان.
صغارًا لهم.
امسك بذراعيها، ونظر لعينيها.
تجاهلته، ونظرت إليه بحدة.
كليمانتينا: اتركني أعيش.
وأنشر الريش.
أرى الغد الجميل.
بعين العاقلين.
ماذا فعلت من أجلي؟
لقد صنعت العداوات
وبالغت في الخناق.
لا يهمني أنا هذا العناق.
صرخ إميليانو: من أجلك يا مجنونة.
أصبحتُ أنا مسكونًا بالعفاريت.
ما الذي يمكنني فعله؟
دون سحرك ورقصك.
قالت كليمانتينا: أنت تقول الأكاذيب.
وتأتي بالألاعيب.
وتدعي وترتشي.
وتصرخ وتصدح.
إميليانو: وأنتِ ماذا تفعلين؟
لا تنسي أنك غجرية.
عيشتك برية.
تمامًا مثلنا.
إميليانو: تعالي الليلة إلى السهرة.
سأعزف من أجلك.
ترك النهار الليل يحلك وامتلأ قبو الغجر بروائح التعب.
وصاحت حنجرة الكانتاور (المغني).
هذه الكلمات.
الآه.
الأسى.
الألم.
الأسلاف.
الأحباب.
العلامات على صدرنا والأوشام.
من الملام.
لهذه الأحزان.
اندمج صوت الكانتاور مع أوتار قيثارة إميليانو.
ونطق ألحانًا غاضبة.
يملأها السخط والغيظ.
وصدحت طبلة.
نبلةً جعلت اللحن يتعاظم.
فوقف إميليانو ليؤدي الفلامنكو.
فصاحت حنجرته الأوليه!
من الويلات.
التي لحقت بجذورنا.
وأسلافنا.
الويل العظيم الذي غطى رؤوسنا.
ونحب نفوسنا.
وبنى لنا نعوش الموت.
إنه التنكيل.
إنه التعذيب.
إنه النحيب.
إنه القدر القاطع.
لاشتياقنا.
إنه القدر الناطق بآهاتنا.
نظر نحو كليمانتينا بين الحضور.
حتى تشاركه الوصلة.
فصعدت المسرح كثور هائج.
يقف أمام مصارع.
كليمانتينا: إنني من يحدث الجلبة.
وينتصر دومًا في أي حلبة.
إنني أنا الصادحة.
بصوت القوة والرابحة.
لست أحلم بالبؤس.
ولا أرغب في اليأس.
أريد البُعد عن هذه الدنيا.
والبحث عن دنيا جديدة.
بينما كانت خواطر إميليانو لوهلة: إنك صوت طفولتي.
وأنت دومًا علتي.
ووجدي وصبري.
إنني أنا وأنت.
القصة الأهم في دنيا الغجر.
إننا يا كليمانتينا.
الحبكة المثيرة وبالتأكيد الأخيرة.
توقف كل شيء، وعادت روائح التعب من جديد إلى المكان.
مُزنة المسافر