(مصححة)
في التاسع من نيسان 2003 ،يوم الاحتلال الاميركي لبغداد كنت في زيارة إلى دمشق حيث كان يسود الوجوم على العاصمة السورية مقرونا بحزن عميق وقلق على مستقبل الامة والاقليم بعد احتلال العراق…
تذكرت يومها وأنا أرى دبابات الاحتلال تخترق عاصمة الرشيد حديثين مع رئيسين تبرز الأيام أهميتها..
الحديث الاول مع الرئيس الشهيد صدام حسين خلال زيارة لي بصحبة وفد من 150 شخصية لبنانية، وفلسطينية مقيمة في لبنان، قرر كسر الحظر الجوي المفروض أمريكيا على العراق واستأجرنا بصعوبة طائرة لهذا الغرض وتقاسمنا تكاليفها.
يومها، أي قبل الغزو الاميركي للعرلق بأسابيع قليلة، قال لي في لقاء خاص الرئيس الشهيد صدام حسين:
“غدا قد تجدون الدبابات الأميركية في البصرة فلا تقولوا أن الحرب قد انتهت…
وقد تجدون الدبابات الأميركية في الموصل فلا تظنوا أن الحرب قد انتهت ..
وقد تجدونها حتى في بغداد ، فلا تعتبروا أن الحرب على العراق قد انتهت…
نعم قد تنتهي الحرب الأميركية على العراق ولكن حرب العراقيين على الاحتلال الأميركي تكون قد بدأت..
وتأكدوا أن الأرض تفاتل مع أهلها كما رأيتم مع المقاومة في لبنان وكما نرى مع المقاومة في فلسطين.”
الحديث الثاني الذي تذكرته في تلك اللحظات فقد كان مع الرئيس الدكتور بشار الأسد حين التقيناه كوفد من تجمع اللجان والروابط الشعبية في قصر الشعب وبعد أحداث 11 أيلول في نيويورك بقليل وقبل الحرب على أفغانستان.
قال الرئيس الاسد مستشرفا مستقبل الأمة والإقليم :
إن الخطة الأميركية -الاسرائيلية ستبدأ حربا في أفغانستان والعراق..ثم تتجه نحو سورية وإيران حيث الحرب مرهونة بما سيواجهه الغزاة في العراق و أفغانستان.
واليوم بعد كل هذه السنوات كم تبدو نظرة الرئيسين ثاقبة خصوصا بعد أن دكت المقاومة العراقية و الأفغانية المسمار الأول في نعش الهيمنة الأميركية وبعد أن نجح الصمود السوري و الإيراني والمقاومة الفلسطينية واللبنانية والقوي الشعبية العربية وبمساندة الأصدقاء على المستوى الدولي في تغيير المعادلات والتي رأينا بالأمس في الاقصى والقدس وفلسطين وجنوب لبنان والجولان عينة من نتائج هذا التغيير.
معن بشور – رئيس المنتدى القومي العربي
9 / 4 / 2023