الشللية مرض وآفة ومصيبة قد أصابت بعض إعلامنا الرياضي في مقتل، وهذا الداء الخطير يحتاج إلى دواء لعلاجه قبل أن يُصبح مرضًا ليس له علاج.
الشللية تنخر في عظام إعلامنا الرياضي منذ عقود، وصاحب القرار يشاهد دون أي حراك، والأمر يتطلب القضاء على هذه الآفة الخطيرة التي طال بقاؤها في إعلامنا الرياضي الذي أصابه الوهن والضعف والتراجع. والثابت في الأحداث والوقائع وبالأدلة المادية أنَّ إعلامنا الرياضي كان سببًا من الأسباب الأساسية التي سببت تأخر وبُعد ألعابنا الرياضية عن تحقيق البطولات والإنجازات التي تسعد عُمان وشعبها، لأنه إعلام رياضي بلا هوية في جانب كبير منه، وليس له طعم ولا لون ولا رائحة.
لقد أثرت الشللية في إعلامنا الرياضي تأثيرًا سلبيًا واضحة معالمه، لأن الشللية بيئة عمل طاردة للمميزين والمبدعين والمؤهلين وأصحاب الرأي والقرار، والذين عملوا لسنوات في الصحافة والإعلام والمجال الرياضي بمختلف أنواعه وتخصصاته ومستوياته، ومن الذين لديهم شهادات علمية وعملية وفي التخصص الرياضي أو في الصحافة والإعلام، أين هم الآن من المشهد الرياضي؟! للأسف لا تجد لهم مكانًا؛ لأن الشلل والشللية قد سيطرت على المكان والزمان.
ما المفيد والجديد الذي يقدمه برنامج رياضي متكرر في كل تفاصيله المملة؛ حيث يتم إعداده لأيام، ويقدمه مذيع، معه ضيوف هم أصحابه وشلته منذ سنوات طوال، ويتم تصويره وإخراجه، ويبث مباشرة على الهواء طوال موسم رياضي كامل كل يوم، ويتكرر هذا البرنامج لسنوات طويلة دون أي تطوير وتحديث، ويكلف هذا البرنامج الدولة عشرات الآلاف من الريالات التي تذهب سدى، أليس منكم رجل رشيد؟!
من المسؤول عن انتشار تلك المجموعات الشللية في بيئة العمل الرياضي؟ وكيف تكونت؟ وكيف يجب التعامل معها؟ وهل يوجد علاج لهذه الآفة الخطيرة؟
أسئلة تحتاج إلى إجابات بكل شفافية ووضوح حتى نجد لهذه المشكلة والمصيبة حلولًا جذرية.
نداءٌ أرفعه إلى المسؤولين عن إعلامنا الرياضي فقد بات لزامًا عليكم- وبمسؤولية وبصفة عاجلة- القضاء على الشلل والشللية التي تسيطر على إعلامنا الرياضي منذ عقود، ولم يقدموا أي جديد، وإلى هنا وكفى، ويتوجب فتح المجال للشباب المؤهل لقيادة المرحلة القادمة في إعلامنا الرياضي، إذا كنَّا حقًا صادقين مع أنفسنا ونرغب في التطوير والتحديث ومنافسة الآخرين منافسة شريفة. فهل لهذا النداء آذان صاغية؟ أم “لقد أسمعت لو ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي”.
حمد الحضرمي – محامٍ ومحكم قانوني