ـ تسليط الضوء الوعي لحماية و صون التراث في وجه التغيرات المناخية وجهود ترميم المعالم التراثية المتأثرة.. وفعاليات في مركز زوار بسياء وسلّوت
- تسجيل 3 آلاف و423 موقعا أثريا وترميم 310 معالم حتى عام 2022 وتأهيل مواقع التراث الثقافي و تعظيم الإستفادة منها.
- توثيق المواقع بالتقنيات الحديثة.
مسقط (أبريل 2023):
شاركت سلطنة عمان ممثلة بوزارة التراث والسياحة دول العالم (الثلاثاء 18 أبريل) الاحتفال باليوم العالمي للتراث الذي يوافق الثامن عشر من أبريل من كل عام تحت شعار (التراث يُغير) حيث تولي الوزارة اهتماما كبيرا بحماية وصون التراث الثقافي العماني و مواقع التراث العالمي و الآثار المعمورة بالمياه و الدراسات و الأبحاث للتنقيبات و المسوحات الأثرية والإصدارات العلمية المتعلقة بذلك. كما تولي الوزارة الإهتمام بمضامين التراث الحرفي و حصره و توثيقه و دراسته و نشر الإصدارات لذلك.
وقال سعادة المهندس/ إبراهيم بن سعيد بن خلف الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث إن الاحتفال هذا العام يأتي تحت شعار (التراث يُغير) وهو العنوان العالمي المقترح من قبل المجلس الدولي للآثار والمواقع والذي يحدد موضوعا سنويا و جاء عنوان هذا العام لتسليط الضوء على قدرة التراث على الصمود في وجه تأثيرات التغير المناخي وجهود الدول لترميم المعالم الأثرية المتأثرة بالعوامل المناخية.
وقال سعادته إن اهتمام سلطنة عمان يأتي عبر عدد من البرامج التي تشمل ترميم وصيانة المعالم التراثية و التنسيق سنويا مع الجامعات المرموقة و المراكز المتخصصة للقيام بالمسوحات و التنقيبات الأثرية للبعثات الأثرية وكما تعمل الوزارة بالتنسيق المستمر مع مركز التراث العالمي لحماية و استدامة مواقع التراث العالمي في سلطنة عمان.
وأضاف سعادته أن الوزارة سجلت 3 آلاف و423 موقعا أثريا فيما بلغ عدد المواقع التاريخية والأثرية التي تم ترميمها من قبل الوزارة 310 معالم في كافة محافظات سلطنة عمان حتى نهاية عام م2022 و حمايتها من الاندثار لتبقى شاهدة على الحضارة العمانية على مر العصور بالإضافة إلى تسجيل 5 مواقع عُمانية في قائمة التراث العالمي بالإضافة إلى 7 مواقع في القائمة التمهيدية وهي المواقع التي تستكمل سلطنة عمان مسوغات إدراجها على قائمة التراث العالمي.
وفيما يخص البعثات الأثرية بين سعادته أن البعثات البالغ عددها 26 بعثة ضمن برنامج موسم2022/2023 كشفت المزيد عن طبيعة الحياة في عمان قبل ما يزيد عن 10 آلاف سنة عبر الآثار المكتشفة التي تسبر أغوار الإسهام العماني في مسيرة الحضارة البشرية منذ فجر التاريخ وما تضمنته الحقب التاريخية من استيطان في العديد من الأماكن بعمان وتفاعلات الإنسان مع الأرض في هذه الأماكن.
وبين سعادة المهندس وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث أن الوزارة تعمل على إصدار وترجمة ونشر العديد من الكتب والدراسات والأبحاث العلمية المحكمة والمكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية ـ دوريا وسنويا ـ والتي تتناول مجالات التراث الثقافي العماني.
وفي إطار حفظ وتوثيق التراث الثقافي المغمور بالمياه قال سعادته إن الوزارة من الدول الرائدة في المنطقة في تنفيذ برنامج علمي لدراسة الآثار المغمورة بالمياه لأخذ المبادرة للعمل في مجال تطوير العناية بالآثار البحرية وإدارة التراث الثقافي المغمور بالمياه والمحافظة عليه على مستوى المنطقة وقامت الوزارة بتطوير هذا البرنامج ليصبح دائرة تعنى بالآثار المغمورة بالمياه و تعمل على إضفاء طابع مهني على الأنشطة المضطلع بها في سلطنة عمان والدول الاخرى بالإضافة إلى تحسين البحث العلمي والتخصصي والتعاون مع عدد من الجهات لتأمين صون المكتشفات الأثرية المغمورة بالمياه والقيام بعمليات المسح والتنقيب والترميم وحفظ وتوثيق المواقع الاثرية المغمورة.
كما بين سعادته أن الوزارة وفي إطار صون التراث الحرفي عملت على توثيق الصناعات الحرفية القائمة أو التي تشارف على الاندثار للحفاظ عليها بالإضافة إلى عدد من المشاريع مثل الابتكار في الصاروج العماني ودراسة الابتكار في صناعة الجلود و الابتكار في الصناعات المتعلقة بالقطن الخضرنجي في سلطنة عمان.
وإيمانا من الوزارة في أهمية تعظيم الإستفادة من التراث المعماري والتعريف به قال سعادته إنه تم العمل في تطوير مواقع التراث المعماري والمعالم التاريخية ودعم المتاحف وبيوت التراث الخاصة وإنشاء قاعات عرض متحفية في القلاع والحصون.
وبين أنه تم اعتماد وتنفيذ خطة لمعالجة الأضرار التي سببتها الأنواء المناخية في عام 2021 وتم التدخل وعمل ترميم سريع حيث أن تركز الأنواء في محافظة شمال الباطنة أثر على عدد من المعالم التراثية مثل سور آل هلال وسور المغابشة في ولاية السويق بالإضافة إلى حصن السويق.
وأضاف أنه كذلك خلال الأنواء المناخية عام 2007 (إعصار جونو) تأثرت مدينة قلهات بجريان الوادي والذي من حسن الحظ جاء تأثيره في أسفل المدينة.
وبين أنه بالإضافة إلى الأنواء المناخية فإن عوامل مناخية أخرى كالحرارة والرطوبة لها تأثير على المدى الطويل خاصة وأن الآثار مبنية بالمواد التقليدية ويتم ترميمها بنفس المواد للحفاظ على طابعها الأثري.
وبالإضافة إلى هذه الجهود فإن هناك قسم بالوزارة لإدارة المخاطر مع تعاون مع عدد من الجهات بداخل سلطنة عمان على رأسها هيئة الدفاع المدني والإسعاف بالإضافة إلى تعاون مع المجتمع الدولي عبر اليونسكو والمجلس الدولي للمعالم والمواقع ( ICOMOS ).
الجدير بالذكر أن وزارة التراث والسياحة أعدت برنامجا للاحتفال بهذه المناسبة في مركز زوار بسياء وسلوت بولاية بهلاء ، بمشاركة عدد من مدارس محافظة الداخلية ، يتضمن فعاليات مختلفة للطلبة والطالبات ، وعروض مرئية لجهود البحث والتوثيق والتعريف بالبعد التاريخي للمواقع الأثرية في بسياء وسلوت.
كما يصاحب الفعالية معرض لوزارة التراث والسياحة لطرق ترميم وصيانة القطع الأثرية في مواقع التنقيبات، وجهود الوزارة في مجال توثيق المباني التاريخية والمواقع الأثرية ، إلى جانب عرض للمشاريع البحثية التي تنفذها عدد من المدارس في مجال التراث.
تأتي هذه الفعاليات في إطار التزام الوزارة وحرصها على التفاعل مع العالم و إقامة الفعاليات والمبادرات التي تسلط الضوء على التراث الحضاري الغني لسلطنة عمان وإتاحة الفرصة للتعرف على إرثها التاريخي والإنساني العريق ، وتأهيل المعالم التاريخية و طرحها كمنافسة و إشراك المجتمع المحلي و الشركات الصغيرة و المتوسطة لتوظيف و تشغيل هذه المعالم للإستدامة طويلة المدى و التي تسهم في نمو الاقتصاد المحلي ضمن رؤية عمان 2040.
الجدير بالذكر أن يوم التراث العالمي هو اليوم الذي أقترح من قبل المجلس الدولي للمعالم والمواقع ( ICOMOS ) عام 1982م , وأقر لاحقا من قبل الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1983م حيث يهدف الاحتفال إلى تعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي للبشرية ومضاعفة الجهود اللازمة لحماية التراث والمحافظة عليه ، مع تسليط الضوء على المسؤولية المشتركة بين دول العالم للمحافظة على التراث الإنساني.