عاش الغضب أيامًا مطولة في جوف كليمانتينا.
لم تكن قادرة على الكلام.
إنها تعيش التعب.
كانت في القبو حين حلك الليل.
جلست أمام بضع صحون فارغة على طاولة خشبية.
بينما كان إميليانو منشغلًا يخيط بضع أوتار.
ضاعت من قيثارته.
إميليانو: ما الذي يُحزنكِ يا كليما؟
لا تقولي أنا.
كليمانتينا: من قال إنه أنت؟
إنه الغضب الذي سلب مني وقتًا ثمينًا.
قل لي شيئًا من أشعارك.
أين هي ألحانك؟
وأين هي أحلامك؟
إميليانو: لم يعد لي رغبة في سماع اللحن.
فقط صرت أفكر فقط في ملأ هذا الصحن.
لقد تغير الزمان يا كليما.
كليمانتينا: هل تتذكر حين كنَّا صغارًا.
نلعب ونغلب الجميع.
كنا نضحك كثيرًا.
إميليانو: طبعك الغالب.
هو الغضب.
لكل شيء تغضبين.
لابد أن تعودي للحلم؟
فتحلمين وترسمين.
أفكارك الخلابة.
والغلابة.
كليمانتينا: كيف لي أن أحلم؟
لن أذهب إلى العالم الجديد.
الحياة باتت.
مرسومة بالوحدة.
ومغلفة بالغربة.
ناولني تلك القربة.
علني أروي العطش الذي تملكني للحظة.
ناولها إميليانو قربة ممتلئة بالماء.
شربتها على عجل.
ثم سألته.
كليمانتينا: هل لي أن أقدم العروض معك؟
سأتعلم عزف قيثارتك.
وأكون البهلوانة.
التي ترقص مثل سعدانة.
ما رأيك؟
ضحك إميليانو لدعابتها.
ومن ثم منحها قيثارته.
إميليانو: اظهري تلك الموهبة المخبأة بين أصابعك.
كليمانتينا: ليس قبل أن تعدني بأن تجد عملًا لي.
إميليانو: سأمضي.
وأنجلي.
وأختفي عن الأنظار.
ولن يكون لي آثار أقدام.
أو علامة.
سأكون بعيدًا في سلامة.
ولن أعود حتى أصبح مشهورًا.
ومعمورًا.
بالشهرة والمال.
وسأقطع حبل أي وصال يا كليما.
ولن أحكي وأشكي.
عن ماذا سأفعل؟
كليمانتينا: وماذا ستفعل؟
إميليانو: سأرحل.
وأخذ عربتي بعيدًا.
وأصول.
وأجول.
وأصنع الذهول.
وأقوم بالعروض.
دون فروض.
أو جباية.
أو مال أعطيه لزعيم الغجر.
ستكون نقودي التي تخصني.
وسيكون لي شهرة.
وبهرة.
تعجب الآخرين.
وتأتي بالسائلين عن لحني وشعري.
جال في خاطر كليمانتينا.
أن جعبة إميليانو ممتلئة بالأمنيات.
وكيف له أن لا يدركها.
فهو الآن يصبو لها.
ويرصدها.
ويدون الألحان.
الفريدة المفردة.
ليأخذها بعيدًا في عربة.
ويبيع لحنه وشعره.
بعيدًا عن دنيا الغجر.
وربما بعيدًا عنكِ يا كليما!
مُزنة المسافر