تشارك سلطنة عُمان مُمثلة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار نظيراتها في دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للمترولوجيا “علم القياس”، الذي يصادف 20 مايو من كل عام، ويأتي هذا العام تحت شعار “القياسات تدعم النظام العالمي للغذاء”.
وقال عماد بن خميس الشكيلي مدير عام المديرية العامة للمواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار: إن يوم المترولوجيا العالمي هو احتفال سنوي لذكرى توقيع اتفاقية /المتر الدولية/ في 20 مايو 1875م من قِبل ممثلين من 17 دولة، والتي تعتبر إطارًا للتعاون العالمي في علم القياس (المترولوجيا)، وفي التطبيقات الصناعية والتجارية والاجتماعية لها، والهدف من اتفاقية المتر هو توحيد القياس في جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن سلطنة عُمان انضمّت إلى اتفاقية المتر الدولية عام 2013م، وتشارك جميع الدول الأعضاء في هذه المنظمة بشكل فعّال في أنشطة وفعاليات المكتب الدولي للأوزان والمقاييس المنبثق عن هذه الاتفاقية.
ووضّح مدير عام المديرية العامة للمواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أن اختيار شعار الاحتفال هذا العام “القياسات تدعم النظام العالمي للغذاء”؛ جاء نتيجة للتحديات المتزايدة لتغيّر المناخ والتوزيع العالمي للأغذية في العالم، ويعد الأمن الغذائي قضية خطيرة تؤثر على ملايين الأشخاص في أنحاء العالم، ومن هذا المنطلق يقوم علم القياس (المترولوجيا) بدور مهم في دعم الأمن الغذائي العالمي؛ من خلال ضمان دقة وموثوقية القياسات في سلسلة التوريد الغذائية بأكملها.
وقال إن من أهم الطرق التي تدعم بها المقاييس الأمن الغذائي العالمي هي ضمان جودة وسلامة المنتجات الغذائية، مشيرًا إلى أن المترولوجيا توفر قياسات دقيقة لاختبار وتحليل المنتجات الغذائية خاصةً تلك التي تخضع لمعايير تنظيمية صارمة؛ كاللحوم ومنتجات الألبان، وتعتبر القياسات الدقيقة ضرورية للكشف عن الملوثات ومسببات الأمراض والمواد الأخرى التي يمكن أن تؤثر على سلامة وجودة المنتجات الغذائية.
وأشار عماد الشكيلي إلى أن المقاييس تساعد أيضًا في إنشاء إمكان التتبع بسلسلة الإمداد الغذائي، ما يسمح لأصحاب المصلحة بتحديد أصول وحركة المنتجات الغذائية، مؤكدًا على أن هذا التتبع مهم للأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية وتفشيها وضمان الامتثال لاتفاقيات التجارة الدولية، حيث تعتمد أنظمة التتبع على قياسات ومعايير دقيقة لضمان سلامة المعلومات التي يتم جمعها ومشاركتها بين أصحاب المصلحة.
وبيّن مدير عام المديرية العامة للمواصفات والمقاييس أن المترولوجيا (علم القياس) يوفر خدمات معايرة للمعدات المستخدمة في إنتاج الأغذية ومعالجتها كالموازين ومقاييس الحرارة ومقاييس الأس الهيدروجيني، حيث تضمن المعايرة الدقيقة إنتاج المنتجات الغذائية ومعالجتها وفقًا لأعلى معايير الجودة، وتساعد المعايرة أيضًا في ضمان عمل المعدات بشكل صحيح، ما يقلل من مخاطر الأخطاء التي قد تؤثر على سلامة المنتجات الغذائية وجودتها.
وأكد على أن المقاييس لها دور مهم في تطوير منتجات وتقنيات غذائية جديدة، وتعتبر القياسات الدقيقة ضرورية للبحث والتطوير في علوم وتكنولوجيا الأغذية لا سيما في مجالات المحاصيل المعدلة وراثيًّا وتغليف المواد الغذائية، بالإضافة إلى دورها في تطوير طرق اختبار ومعايير جديدة تساعد في ضمان سلامة وجودة المنتجات الغذائية.
ولفت إلى أن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار تسعى من خلال المركز الوطني للقياس والمعايرة للارتقاء بالبنية الأساسية للمترولوجيا، والتحقق من صحة تقنيات القياس الجديدة على أي مستوى من التطور، والمشاركة في المقارنات البينية بالتنسيق مع المكتب الدولي للأوزان والقياسات؛ لتكون نتائج القياسات ذات موثوقية ومصداقية عالية ترقى إلى المستوى الدولي وتلبي احتياجات سلطنة عُمان، وأيضًا لتفعيل قانون القياس والمعايرة، إذ يقوم المركز بالرقابة على معظم أجهزة الوزن والقياس الخاضعة للرقابة القانونية والتنسيق مع الجهات الحكومية والمؤسسات للقيام بالتحقق من الأجهزة الخاضعة للرقابة القانونية مثل: أجهزة القياس الطبية، وعدّادات المياه والطاقة، ومضخات الوقود والعبوات المعبأة مسبقًا، وموازين التجّار والصاغة وغيرها من الأجهزة.