لدى العرب إنجازات كثيرة لا تحصى و لا تعد، منذ الجاهلية كان لديهم لغةٌ فصيحة وملفتة للإنتباه بمُجمل معنيها ومفرداتها المذهلة التي تُطرب بها الأذان من سجع وجناس و جرس موسيقي، بالإضافة إلى الوزن والقافية وهي الأساس في كتابة الشّعر؛ حيث ظهرت جمال هذهِ اللغة العربية الفصيحة في أشعارهم الطللية في وصف الأطلال على الديار و الراحلة والترحال، لاسيما أنهم كانوا يتصفون بعدة صفات منها: حسن إكرام الضيف، والمروءة، والشجاعة، والفراسة، والفطنة، والحكمة، وصلة الرحم، هذا ما عُرفَ عن الرجل العربي في الجاهلية، كان لديهم جانب مُلهم ومُشرف يجعلك تقتدي بهم وتتحلى بهذهِ الصفات لما لها من أثارٍ إيجابية عليك وعلى من حولك.
بعد ذلك جاءت الدعوة ( الرسالة ) السماوية المُحمدية بدأت منهم كانت ولازالت مصدر إلهام ونقلة في حياة العرب من الظلمات إلى النور والهدى والتقوى، هذهِ الرسالة جعلت منهم شخصًا يفخرون به حتى قيام الساعة ألا وهو ” سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- ” خاتم الأنبياء والمرسلين؛ أحدث تغيير جذري للعالم بأكمله، حتى أصبحوا الناس جميعهم سواسية في العالم بغض النظر عن حسبهم ونسبهم وأصلهم و لونهم، الفاصل بينهم هو التقوى.
هذا الدين أعطى للعرب مكانة عظيمة ثم خلد التاريخ قصص إلهام قاموا بها على مر العصور الإسلامية و برزوا الكثير من الصحابة و التابعين و السلف الصالح في تلك الحُقبة أمثال: الخُلفاء الراشدين تركوا بصمة فقد أتبعوا نهج رسولنا الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- في نشر الدعوة الإسلامية و إعلان كلمة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) ونشر العدل و المواساة بين جميع الناس وبعد ذلك جاؤوا العلماء و المجتهدين كأمثال: الإمام أحمد بن حنبل، محمد إدريس الشافعي، جابر بن زيد، أحمد الفراهيدي، الحسن البصري والكثير منهم. جميعهم كان لديهم إلهام وحب عظيم لهذا الدين في توصيلة للناس، فقد ساهموا في التغيير و التطوير بشكلٍ مستمر والرقي بالعالم الإسلامي حتى وقتنا الحاضر.
وفي وقتنا الراهن في ظل التحديات الكثيرة والمنافسة الشديدة في شتّى الأعمال والتخصصات بين دول العالم، لا يزال الشاب العربي؛ شابٌ لديه القدرة على الطموح وتحقيق الأهداف والسعي في خدمة الوطن والمواطن والرّقي بهذا المجتمع العربي، والدليل على ذلك أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود هو مثال يحتذى به للشباب العربي، شابٌ طموح لديه رؤية مستقبلية واضحة نحو الشباب السعودي وهو الداعم الأول لهم دائمًا ما يردد “أن تركيزهُ سوف يكون على الشاب السعودي”، وبفضل الله و توفيقه من ثمّ دعم الأمير محمد وتوجيه للشباب، اليوم المملكة العربية السعودية أحتلت المرتبة الأولى والثانية في آيسف لعام 2023 وحصلت على ما يُقارب 27 جائرة، وأطلقت ثاني رحلة إلى الفضاء في ظل أسبوعٍ واحدٍ فقط. هذهِ الإنجازات جميعنا نحنُ كعرب نفتخر بها ونفاخر، تجعلنا نتمسك بالهدف وعدم التهاون فيه، إضافةً إلى ذلك تُعطينا أملًا، ودافعًا، وإلهامًا، وقوةً في متابعة المسير وتحقيق الأهداف والوصول إلى القمة، وهذا دليلًا واضحًا جازمًا لكل من يُقلل من شأن الشاب العربي، أي أن الشاب العربي في ظل جميع الظروف الصعبة و التحديات قادر على الأبداع و إثبات ذاته أمام جميع شعوب دول العالم.
غفران بنت صالح الهدابية