مَهِتاب
والدك حطاب.
يحطب الشجر.
والصخر.
هل ستحطبين السمك؟
أم ستصطادين أنفاسك المحتبسة في تلك البحيرة؟
الهَبل عشعشَ وسط عقلك؟
حتى تكوني بين بحيرة راكدة.
هل باتت أحلامك خامدة؟
لتجدين الفراغ؟
لن تحطبين السمك.
ولن تعثري.
غير القلق.
والعرق.
الذي سيجده قلبك.
التعب ثم التعب.
والعتب.
على نفسك الجموحة.
والطموحة.
عودي لن تجدي المحار.
واللؤلؤ المختبأ أسفل الماء.
المتجمد.
إنه الشتاء الزمِستان.
السابق للنيروز.
لن تزهر الدنيا.
ولن يأتي المطر.
أو الظفر.
القرية بأكملها تسخر منكِ.
تسخر من سنارتك الخشبية.
لقد وضعها الخشاب.
ولم يضعها أي بحار.
أو سمّار.
هل ستكونين هناك لأيام ودهور.
وعقود وشهور.
أم تمضين تاركة أحلام اليقظة.
من خدعك يا مَهِتاب.
وذكر لك أن المجد.
هناك.
بين الحصى.
المضيئة.
الملونة.
من قال بجوفك.
وأفشى بسرك.
للجميع.
لقد أطلقوا ضحكاتهم.
وقطعوا آمالهم.
بحلمك.
وتركوك وحيدة.
وبعيدة عن القرية.
تبحثين الأمل والعمل.
ولم يكن منهم من سأل.
أين غابت الفتاة؟
إلى أين رحلت وولت.
دعوها تجئ.
وتعود إلى القرية.
عودي كما عادت العصافير.
لأوكارها.
وأشعارها.
وغنت كلمات الجميع.
وزقزقت.
أن تعودي للقرية.
عودة حميدة.
بعيدة.
عن أوهام البحيرة.
مَهِتاب: لكنني لم أظفر.
ولم أحصل.
على ما أريد وأشعر.
دعوني أتنفس.
تحت الماء.
وتحت الساقية.
العاطية.
لهبات الأرض.
الكريمة.
العليمة.
بجرحي.
وفرحي.
دعوني أرى الدنيا.
كما يراها الشجعان.
المهرة.
في اصطياد النفوس الأبية.
دعوني أرى الحياة.
كما يراها الشطار.
وأرمي بالسنارة بعيدًا.
بعيدًا جدًا.
حيث هي أحلامي.
وآمالي.
مُزنة المسافر