تفضَّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- أعزه الله- فدشن مدينة في محافظة مسقط تحمل اسمه؛ بل تحمل أفكاره وآماله وتطلعاته السامية لشعبه الوفي، والتي يراها جلالته- أيده الله- هديته بعد 3 أعوام من تقلد مقاليد الحكم.
وحسب المُعطيات هذا الصرح الجديد لن يكون مدينة عادية؛ بل مدينة ضخمة وفخمة وعصرية ومتكاملة ومريحة وجذابة ومستدامة بمساحة تصل إلى 14.800 مليون متر مربع، تشكل المساحة الخضراء ما يقرب من 3 ملايين متر مربع، وأكثر من مليون و600 ألف متر مربع للحديقة المركزية. وتستهدف المدينة 100 ألف نسمة من السكان وتضم 20 ألف وحدة سكنية متنوعة، تتوزع في 19 حيًا سكنيًا، كما تشتمل على 25 جامعًا ومسجدًا ومصلى، و30 مدرسة حكومية، و9 مدارس خاصة، وعدد 8 مراكز صحية، ومستشفى مرجعي متكامل به 1200 سرير، ومركز رعاية عصري لكبار السن وذوي الإعاقة، ومراكز تجارية جذابة منتشرة، وصالات رياضة مُغطاة ومفتوحة، وتفاصيل عديدة أخرى.
مدينة السلطان هيثم هي حلم العُمانيين الذي طال انتظاره، وأرى أن هذا المشروع سوف يرى النور بإذن الله في الوقت الزمني المخطط له، وهذا التوقع لا يأتي اعتباطًا؛ بل بسبب عدة عناصر أهمها:
- المدينة تحمل اسم السلطان: فهذا المشروع يحمل اسم جلالة السلطان- أعزه الله- وموقعه بالقرب من قصر البركة، كما إنَّ المشروع تشرف بتدشينه من لدن جلالته، وعليه فإن ذلك من أقوى الضمانات ليرى النور ويكون واقعًا ملموسًا حسب المدد الزمنية المخططة.
- مصادر التمويل: لن تكون وزارة الإسكان والتخطيط العمراني هي الممول الوحيد للمشروع؛ بل عشرات الجهات الحكومية كلٌ حسب اختصاصه؛ فصفة التشاركية سوف تكون سمة المشروع، ليس هذا فقط، ولكن المطورين العقاريين سيكونون حاضرين بقوة من داخل وخارج عمان، وبعد فترة من الزمن سيكون المستحقون للسكن الحكومي مصدرًا للتمويل، أضف إلى ذلك أنَّ نسبة من المساكن ستكون متاحة للتملك الحر (Free Hold) لغير الفئات المستحقة للسكن المدعوم من الحكومة، لكنه سوف يكون بالأسعار التجارية حسب ظروف السوق في ذلك الحين. وأخيرًا الفرص الاستثمارية من محال تجارية وعيادات ومدارس خاصة وغيرها من الفرص المغرية.
- تكاملية الخدمات: هناك التزامات مسبقة من كل الجهات الخدمية بتوفير كافة الخدمات من مياه وكهرباء وإنترنت وصرف صحي ومماشٍ خضراء مُظللة ودور عبادة ومداخل ومخارج سهلة وفسيحة ومستشفيات ومراكز صحية ومدارس عامة وخاصة وحديقة مركزية ومماشٍ تجارية (بوليفارد) وغيرها من الخدمات العصرية الجذابة تشكل نظامًا متكاملًا وصديقًا للبيئة “Ecosystem”، كل ذلك سوف يجعلها نقطة جذب للجميع من سكان وزوار وسياح وتجار وموردين، ولنا في مشروع “الموج” دليل وشاهد.
- أهداف غير مباشرة: هذا المشروع ليس وحدات سكنية فقط، إنما أريد له أن يحقق أهدافًا عميقة، ربما تكون غير مرئية لكنها جوهرية؛ فهذا المشروع يعزز الثقة في استطاعة الحكومة تنفيذ المشروعات الكبرى، ومنح المواطن خيارا جديدا جذابا في تملك مسكن في منطقة راقية بسعر مدعوم مُقارنة بسعر السوق. أضف إلى ذلك خلق فرص وظيفية لعشرات الآلاف من العمانيين بشكل مباشر وغير مباشر، وفرص للشركات الكبرى للاستثمار، وفرص أخرى للشركات الصغيرة والمتوسطة بعضها مؤقت وأخرى مستدامة. ففي هكذا مشروع الجميع مستفيد بشكل أو بآخر اجتماعيًا أو اقتصاديًا.
- نموذج تجاري مُبتكر (Innovative Business Model): تحاول وزارة الإسكان والتخطيط العمراني أن تقدم منتجًا إضافيًا مبتكرًا لتوفير المسكن المدعوم لمستحقيه عبر نموذج تجاري مُبتكر، وهو أن تمنح المُستحِق فرصة التملك في حي عصري متكامل الخدمات في رقعة مُميزة، وتكون صورة الدعم في السعر أولًا، وفي الخدمات ثانيًا، وثالثًا في نوعية نمط الحياة العصرية، على أن يكون التمويل من أطراف متعددة تضمن الرفاهية المستدامة (Sustainable Welfare).
وأخيرًا.. المدينة كما أراها أنها ستكون جاذبة لكل الفئات؛ لأنها تستوعب مختلف الأفكار والأذواق؛ بل هي مُولِّدة للفرص، تحمل هوية اجتماعية وتجارية وثقافية، تجمع الأصالة والمعاصرة، تضم بين جنباتها المحافظة على البيئة والمباني العصرية، وقد راعت كل مراحل التعقيدات العمرانية في السلطنة، واستفادت من كل النماذج الناجحة في العالم.
لنبدأ من حيث انتهى الآخرون.. وهذا المشروع ولأنه يحمل اسم جلالة السلطان- أعزه الله- فعلينا أن نؤمن بأنه سوف يتحقق ميدانيًا ويكون واقعًا جميلًا يفخر به كل عُماني ومُقيم وزائر، وسوف يرى النور حسبما مخطط له بإذن الله، وبالإرادة السامية لمولانا السلطان- نصره الله- المُشرِف الأول على المشروع.
خلفان الطوقي